انتخابات جنوب لبنان بين نجومية حسن نصر الله وحنكة نبيه بري السياسية

> بيروت «الأيام» ا.ف.ب :

>
من اليمين حسن نصر الله و نبيه بري
من اليمين حسن نصر الله و نبيه بري
تهيمن شخصيتان شيعيتان استثنائيتان على المرحلة الثانية من الانتخابات التشريعية اللبنانية التي تنظم الاحد المقبل في جنوب لبنان، فتحالف امين عام حزب الله حسن نصرالله مع رئيس مجلس النواب نبيه بري يمهد لانتخابات من دون مفاجآت.

حسن نصر الله، خطيب مفوه قادر على الاستحواذ على الجماهير الغفيرة ولا سيما من خلال خطاباته التي يهدد فيها اسرائيل بروح من السخرية والفكاهة.

اما نبيه بري، فبرهن على قدرة استثنائية على الاستمرار مهما تقلبت الظروف السياسية.

ويقول المحلل السياسي عيسى غريب موسى الصدر عام 1970 كحركة "للمحرومين". واصبح بري رئيسا للمجلس النيابي اللبناني عام 1992 وبات منذ ذلك يمسك بزمام الامور في البرلمان جاعلا منه اداة مؤسساتية لدعم تحالفه مع سوريا.

وولد بري عام 1938 في سيراليون من والدين لبنانيين مهاجرين، تماما مثل كثيرين من ابناء طائفته الذين هاجروا الى غرب افريقيا وانطلقوا في عالم الاعمال.

وبعد عودته الى قريته تبنين في جنوب لبنان، انهى نبيه بري دراسته الجامعية وحاز اجازة في الحقوق عام 1963 ثم اكمل دراساته العليا في جامعة السوربون الباريسية العريقة.

وبعد ان كان مهمشا في ظل الزعامات الشيعية التقليدية، وصل بري الى راس حركة امل بعد فترة وجيزة امضاها في الولايات المتحدة.

وبري الذي بنى تحالفا وثيقا مع دمشق التي زودته بالاسلحة، خاض مواجهات دامية مع الفصائل الفلسطينية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية التي كان يتزعمها ياسر عرفات في ما عرف حينها ب"حرب المخيمات" (1985-1988) كما تواجه عسكريا مع حزب الله مستفيدا من دعم الجيش السوري في لبنان.

ويحب بري الشعر والادب وغالبا ما يضمن خطاباته بيوتا شعرية، ويقول عنه احد الموظفين الكبار، وهو متحدر مثله من جنوب لبنان، "ان بري هو الاذكى والاكثر ماكيافيلية في مجمل الطبقة السياسية اللبنانية".

وبري الذي يتقن فن المساومات، تمكن من ادارة الازمة التي اعقبت اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير الماضي.لكن بقاءه قويا على راس البرلمان الذي تهيمن عليه المعارضة يظل امرا مثيرا للتساؤلات في مرحلة ما بعد الانسحاب السوري من لبنان. فهو لطالما راى ان "لبنان وسوريا توأم ولا شيء يمكنه تفريقهما".

وعلى عكس بري، فرض حسن نصر الله نفسه على ساحة مقاومة اسرائيل، فهو يقود منذ 1992، الحزب الذي بات يشكل كابوسا مزعجا بالنسبة الى اسرائيل وكذلك بالنسبة الى الولايات المتحدة التي تصنفه ارهابيا.

نشأ هذا التنظيم الاصولي في اعقاب الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 وتأسس على ايدي حراس الثورة الايرانية.

ولد نصر الله عام 1960 في ضاحية بيروت وهو متحدر من قرية البزورية الجنوبية بالقرب من مدينة صور التاريخية.

درس نصر الله في النجف العراقي ثم انضم الى حركة امل التي اوفدته ممثلا لها في طهران قبل ان ينضم الى صفوف حزب الله ويصبح امينا عاما له عام 1992.

ونصر الله المفاوض البارع والمتكتم، حصد عام 2004 اعجاب المجتمع الدولي بعد ان نجح في تنظيم عملية تبادل اسرى مع اسرائيل عبر وساطة المانية.

هو حليف سوريا لكن تحالفه معها يتسم بالحذر، وهو يسعى حاليا الى دفع حزبه نحو مزيد من الانخراط في الحياة السياسية اللبنانية مع رفضه نزع سلاح جناحه المسلح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى