مع الأيــام... عدن .. مدينة حافلة بالآثار

> د. سمير عبدالرحمن الشميري :

>
د. سمير عبدالرحمن الشميري
د. سمير عبدالرحمن الشميري
يوماً بعد يوم يزداد شغفي بمدينة عدن، فهي مستودع لطفولتي، ومن كفها شربنا الماء ومن أناملها أكلنا خبز التسامح والتعدد والانتماء للوطن.. فعدن مدينة أنيقة ومهذبة وأليفة في الوجدان وحافلة بالأمجاد والآثار، ومعبأة بنور الحضارة والتمدن.

وأشد ما يبهرني: لماذا أشعر باللذة والسكينة والرضوان عندما أمشي راجلاً في أحيائها العتيقة، عندما أرى صورتي وسحر طفولتي في تفاصيل الأمكنة وتعرجات الشوارع وأزقة أحياء: العيدروس والخساف والطويلة وحافة القاضي والقطيع والزعفران والرزميت وحافة حسين وصيرة وحقات وسوق الطويل والبهرة والحدادين وكود الحشيش.. لماذا أشعر بمحبة فائقة للمنارة وباب عدن والصهاريج وقلعة صيرة والحصون والسدود والفنارات والهضاب والأسواق والمباني القديمة بحجرها الشمساني والخلجان والشواطئ ومواطن الطيور النادرة.

فعدن قطعة من الروح تسير في دورتنا الدموية، لقد رضعنا من ثديها النور والوسطية ومفردات التسامح والوفاء والأحاسيس الحارة وروح التواضع وقيم العفة والنبل.

إننا نسجل دهشتنا لسكوت بعض الهيئات النظامية عن آثار عدن وما يجري ما بين الفينة والأخرى من عبث للأزقة والأحياء العتيقة، ومن بناء عشوائي، وطمس للآثار، واعتداء على المساجد الأثرية، والكنائس، والمعابد، والأسوار، والقلاع، والدروب، ومقابر الموتى.. وما يزيد الحريق اشتعالاً التصرفات البغيضة لبعض الأفراد الذين يطمرون البحر ويسدون المنافذ ويطمسون المعالم، ويخلقون كماً هائلاً من المشاكل التي تشكل شوكة موجعة في خاصرة عدن وإيذاءً للنفوس الرقيقة والمهذبة.

إننا نقرأ ألم مدينة عدن ولا نكرس البكائيات والإحباط، إننا نوقظ الضمائر وندق نواقيس الخطر، ونلفت الانتباه إلى مدينة متعددة الثقافات غنية الجذور بالآثار والتي تحولت معالمها إلى أطلال.

أضم صوتي للأصوات المنادية بصيانة تراث هذه المدينة، وضرورة سن قوانين لحماية ما تبقى من آثار، وتفعيل دور الهيئات النظامية لتوطيد الانتظام العام.

ونعلن بالفم العريض أننا مع مقترح الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار في (إعلان عدن القديمة «كريتر» محمية أثرية).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى