تنافس حاد في اخر مرحلة انتخابية في شمال لبنان يحدد توازنات البرلمان

> بيروت «الأيام» ا.ف.ب :

>
تنافس حاد في اخر مرحلة انتخابية
تنافس حاد في اخر مرحلة انتخابية
يشكل شمال لبنان اليوم الاحد مسرحا لاخر مرحلة من الانتخابات اللبنانية تحدد نتائجها صورة المجلس النيابي المقبل عبر التنافس المحتدم على 28 مقعدا بين تيار الحريري واطراف المعارضة المسيحية المتعددة من جهة والعماد ميشال عون وحلفائه من شخصيات موالية لسوريا من جهة اخرى.

بلغت التعبئة الشعبية ذروتها وسط مبارزات كلامية واستعراض للقوى الشعبية في مهرجانات حاشدة لم تشهدها اية مرحلة من الانتخابات خصوصا في ظل شبه توازن طائفي بين المسيحيين والمسلمين في هذه المنطقة.

ويقول مرشح منفرد في طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان ذات الغالبية السنية، "نتائج هذه المرحلة ستحدد الاكثرية في البرلمان المقبل لانها ستؤمن للفائزين الاكثرية المطلقة في مجلس النواب (65 نائبا على الاقل)".

وتم حتى الان انتخاب 100 نائب يتوزعون سياسيا بصورة اجمالية على ثلاث كتل كبيرة: 21 لعون وحلفائه الموالين لسوريا، 33 لحزب الله وحركة امل الشيعيين المواليين لسوريا، 46 لتحالف جنبلاط مع اطراف لقاء قرنة شهوان المسيحي وسعد الحريري.

ينقسم الشمال الى دائرتين انتخابيتين فيهما نحو 700 الف ناخب موزعين بصورة شبه متساوية بين المسلمين والمسيحيين مع غالبية ضئيلة لمصلحة المسلمين ويمثلهم 28 مقعدا نيابيا (من اصل 128) 13 للمسلمين و 15 للمسيحيين.

تضم الدائرة الاولى عكار والضنية وبشري وفيها نحو 300 الف ناخب 41% منهم من المسيحيين و59 من المسلمين يمثلهم 11 نائبا (5 سنة، 1 علوي، 3 موارنة، 2 ارثوذكس)

تضم الدائرة الثانية طرابلس واقضية المنية وزغرتا والكورة والبترون فيها نحو 400 الف ناخب 47% منهم من المسيحيين و53% من المسلمين يمثلهم 17 نائبا (6 سنة، 6 موارنة، 4 ارثوذكس، 1 علوي).

يشبه المحللون معركة الشمال الانتخابية بتلك التي جرت الاحد الماضي في دائرة بعبدا-عاليه المسيحية الدرزية في جبل لبنان حيث جرت مواجهات شرسة لم يتمكن عون فيها من تسجيل اي خرق في صفوف تحالف جنبلاط مع اطراف لقاء قرنة شهوان المسيحي وسعد الحريري انما لم تتعد فروقات الاصوات بين اللوائح المتنافسة بضعة الاف.

اضافة الى ذلك تحدد النتائج مصير لقاء قرنة شهوان المسيحي المتعدد، حليف الحريري، في الشمال، كما يؤكد لوكالة فرانس برس المرشح نفسه الذي اصر على خوض الانتخابات رغم انعدام حظوظ نجاحه بين اللائحتين المتنافستين.

ويقول طالبا عدم الكشف عن هويته، "ثلاثة من اقطاب اللقاء على المحك بعد سقوط ابرز اركانه في انتخابات جبل لبنان" في المناطق التي حصد فيها العماد عون كل المقاعد تقريبا.

يشار الى ان نايلة معوض وسمير فرنجية وبطرس حرب، من اللقاء الذي رعاه البطريرك الماروني منذ انشائه قبل خمسة اعوام، مرشحون على اللائحة التي يدعمها الحريري.

وفشل اثنان من اركان اللقاء هما نسيب لحود وفارس سعيد في انتخابات جبل لبنان التي جرت الاحد الماضي.

يستخدم المتنافسون الكلمات نفسها لتعبئة الناخب الشمالي بالتركيز على اهمية نسبة التصويت في حسم النتائج فاصواتهم "محورية" و"حاسمة" وسط اصطفاف طائفي حيث يجتاح عون بالتحالف مع وزير الداخلية السابق سليمان فرنجية الموالي لسوريا واحزاب عقائدية الساحة المسيحية مقابل سيطرة الحريري مع حلفائه في تيار القوات اللبنانية وشخصيات من قرنة شهوان الساحة الاسلامية.

وقد تميزت انتخابات الشمال بغياب شخصيات بارزة طبعت لسنوات طويلة الحركة السياسية.

فرئيس الحكومة الاسبق عمر كرامي (سني) لم يرشح نفسه لكنه دعا انصاره الى دعم تحالف عون-فرنجية.

ورئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي (سني) لم يرشح نفسه بسبب تعهده ان لا تضم الحكومة التي شكلها منذ اشهر قليلة، وابرز مهامها انجاز هذا الاستحقاق الدستوري،اي مرشحين.

كما انسحب جان عبيد الذي احتل لسنوات المقعد الماروني في طرابلس ويتردد اسمه كمرشح محتمل الى رئاسة الجمهورية مع كل انتخابات.

وامتنع عن الترشيح عصام فارس (ارثوذكس) الذي شغل لسنوات منصب نائب رئيس مجلس الوزراء.

من ناحيتها ركزت الصحف اللبنانية السبت على اهمية انتخابات الشمال رغم "التجييش الطائفي" الطاغي على التعبئة وعلى الاتهامات المتبادلة بالرشوة.

وحملت صفحاتها الاولى عناوين منها "الشمال يحسم الانتخابات اللبنانية ويرسم التوازنات المقبلة" (السفير) و"مواجهة الغد في مجلس النواب تحسم الاكثرية في المجلس النواب".

وكتبت "السفير": "يشهد الشمال ابشع حملات التجييش الطائفي" ورات "ان لنسب التصويت اثرها الحاسم في هوية مجلس النواب وتوازن القوى السياسية فيه"

وكتبت "الشرق" في افتتاحيتها "لنتائج انتخابات الشمال دلالات كبرى فهي مقياس حجم الاكثرية والاقلية في المجلس الجديد".

ورأت "البلد" "ان الصخب المرافق للانتخابات في الشمال يدل على انها معركة الاكثرية في مجلس النواب التي تخول الفائز ان يتحكم بتشكيل الحكومة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى