الناقلة بلو اوشينز

> «الأيام» عن جريدة «البيان» الإماراتية :

> هذه رواية كاتبها علي محمد الزريقي تمثل حسبما يرمي مؤلفها الى الإدانة الصريحة والمباشرة للشمولية السياسية والقهر الاجتماعي والتخريب النفسي والتدمير الاقتصادي وتحويل الحياة إلى كابوس والناس إلى أشباح والوطن إلى ساحة مطاردة للصيد والقتل والاستباحة ورمي الناس لكي يكونوا طعاما للأسماك بدلا من أن تكون طعاما لهم! وتدور أحداث العمل في مدينة عدن في فترة السبعينات من القرن الماضي والتي شهدت انتهاكات غير مسبوقة لحقوق الإنسان، نزح على أثرها الآلاف من الكوادر الى إي مكان وكل مكان، وكان من بين هؤلاء علي الزريقي نفسه وكاتب هذه السطور ولا يزال الناس حتى يومنا هذا يعانون من الآثار النفسية والعقلية والأخلاقية لتلك المرحلة الكئيبة الجارحة للضمائر والقيم.

لقد جرى اختطاف بطل العمل وتكتيفه وربط حجر ثقيل في ساقيه ثم رميه في لجة البحر طعما للأسماك الأمر الذي دفع زوجته للتعبير عن مصابها الفادح برسالة مؤثرة الى السيد البحر ومن في ضيافته من الأحياء من بني البشر الذين يجوبون بحار العالم، وقد وضعت الرسالة في قنينة أحكمت سد فمها لعل الله أن يجعل لها مخرجا. يملؤها الأمل أن تكون إحدى السفن قد التقطته.

ومن هذه المأساة نسج علي الزريقي عمله الذي بين أيدينا في قالب روائي جمع بين عدد من الفنون فهو شهادة على التاريخ حية ومباشرة، حتى أنه يوثق للكثير من الضحايا بأسمائهم الحقيقية وهو متخيل بالصياغة الفنية لمسرح الحدث وخاصة الناقلة بلو أوشنز وملاحيها الذين أبدوا قدرا كبيرا من التعاطف مع الضحية وأسرته وهو أشبه بالتحقيق الصحفي الذي يجمع شهادات متنوعة تحاول بقدر الإمكان أن تعيد بناء المشهد الذي كان في لقطة بانورامية واسعة المدى.

الكتاب : الناقلة بلو أوشنز

الناشر: وزارة الثقافة والسياحة - صنعاء 2004م

الصفحات: 160 صفحة من القطع المتوسط.

«نقلا عن جريدة «البيان» الإماراتية، في عددها الصادر بتاريخ 23/5/2005، الملحق الثقافي الأسبوعي (الكتب)».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى