الاعضاء الجدد في الاتحاد الاوروبي يقدمون درسا لزملائهم بشان الانتماء الاوروبي

> بروكسل «الأيام» ا.ف.ب :

>
الرئيس الفرنسي جاك شيراك
الرئيس الفرنسي جاك شيراك
فاجأت الدول الاعضاء المنضمة حديثا الى الاتحاد الاوروبي زميلاتها الاقدم منها عضوية بتقديم الدروس في الانتماء الاوروبي عبر اقتراحها مزيدا من التقشف وشد الاحزمة في سبيل المحافظة على الوحدة الاوروبية,واعضاء الاتحاد الجدد الذين غالبا ما اتهموا بعدم التحلي بالروح الاوروبية، لا سيما من قبل فرنسا، تمايزوا بشكل لافت عن التصرفات الانانية التي غرقت فيها اوروبا امس الاول الجمعة.

واقترحت هذه الدول وعلى رأسها بولندا، خفض المساعدات المخصصة لها بموجب التحويلات المالية التي تتم بين الدول الغنية والفقيرة في الاتحاد الاوروبي.

وبذلك حاولت في اللحظة الاخيرة انتزاع اتفاق حول موازنة الاتحاد الاوروبي للفترة 2007-2013.

لكن محاولاتها اصطدمت برفض رئيس الوزراء البريطاني توني بلير التنازل عن المميزات التي تتمتع بها بلاده في مجال المساهمة المالية في ميزانية الاتحاد وبرفض فرنسا الحد من الدعم الوفير الذي تقدمه لمزارعيها.

وقال رئيس الوزراء البلجيكي غي فيروفشتات ان "الدول الفقيرة هي التي كانت على استعداد للتنازلات في حين قالت الدول الغنية: +... نحن نحصل الان على المساعدات، لكن ينبغي ان نحصل على المزيد+".

وقد تسببت مبادرة الدول الاعضاء الجديدة المطروحة اثناء القمة باحراج كبير لا سيما وان الدول الاوروبية القديمة لم تكن يوما سخية مع جيرانها التي ارهقتها 40 سنة من الشيوعية.

ولا يسدد كل من مواطني الدول الاوروبية القديمة سوى 25 يورو في السنة كمساعدة للاعضاء الجدد خلال السنوات الثلاث الاولى من التوسع (2004-2006).

وقال رئيس الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي رئيس وزراء لوكسمبورغ جان كلود يونكر "شعرت بالخجل عندما سمعت ممثلي الدول الاعضاء الجديدة -- وكلها افقر من الدول الاخرى -- يقولون الواحد تلو الآخر انهم مستعدون للتضحية بجزء من مطالبهم المالية من اجل التوصل الى اتفاق".

وقال رئيس الوزراء البولندي ماريك بيلكا "شعرت ان رفض الاعضاء القدامى لم يكن خاليا من الانانية".

وتابع "لكني اتساءل عما اذا كان الخلاف مجرد مسألة مالية او يتعلق بامر اخر،بالاصلاحات داخل الاتحاد او بكل بساطة بعدم رغبة في تحمل نتائج التوسع".

وكان الاعضاء الجدد خلال السنتين الماضيتين موضع انتقاد من قبل الاعضاء القدامى في الاتحاد الاوروبي.

فقد وجه اليهم الرئيس الفرنسي جاك شيراك تأنيبا قاسيا بسبب انحيازهم الى الرئيس جورج بوش اثناء الحرب على العراق.

ثم اتهمتهم المانيا والسويد وبعد ذلك فرنسا بممارسة الاغراق الضريبي من اجل جذب الشركات.

كما ان الاستفتاءات الاخيرة في فرنسا وهولندا عبرت عن رفض للتوسع الاوروبي من قبل رأي عام حركته مجموعات يسارية ويمينية من خلال خطابات عززت الخوف من الهجرة.

لكن الوحدة الاوروبية تشكل بالنسبة للاعضاء الجدد مشروعا حيويا لانها وعلى الرغم من المساعدات المالية الضئيلة التي يستفيدون منها، امنت لهم الاستقرار وثقة المستثمرين بفضل الجهود الجبارة في مجال الاصلاحات السياسية والاقتصادية.

وقال رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل دوراو باروزو صباح امس السبت "منذ فترة وجيزة كان يقال ان بناء اوروبا من 25 عضوا مع كل هذه الدول الجديدة امر شاق".

واضاف "لكني اعتقد ان تلك الدول الجديدة تعطي دفعا جديدا لاوروبا (...) وهذه قوة استثنائية".

وقد اثار تصرف الاعضاء الجدد اعجاب جاك شيراك الذي قلما كان مهتما لانضمام دول اخرى الى الاتحاد في السنوات الاخيرة.

وقال "لقد تأثرت بارادة تلك الدول وآمالها وتفهمها، فقد اعطت درسا جيدا لاوروبا المستقبل".

لكن على الرئيس الفرنسي ان لا يتوهم بشأن تحالفات جديدة فالاعضاء الجدد يحلمون طبعا باوروبا قوية ومتكاملة لكن ايضا باوروبا ليبرالية وقائمة على التنافسية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى