نداء رايس من اجل الديموقراطية: الاصلاحيون العرب يشكون في صدق الولايات المتحدة

> القاهرة «الأيام» ا.ف.ب :

> اعتبر معارضون ومحللون عرب ان النداء من اجل الديموقراطية في الشرق الاوسط الذي وجهته وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس هو عملية "علاقات عامة" تستهدف حجب دعمها المستمر للنظم الحاكمة في العالم العربي.

وكانت وزيرة الخارجية الاميركية قدمت امس الاول الاثنين في محاضرة القتها بالجامعة الاميركية في القاهرة نقدا ذاتيا للسياسة الاميركية في الشرق الاوسط. وقالت "على مدى ستين عاما سعت الولايات المتحدة الى تحقيق الاستقرار في الشرق الاوسط على حساب الديموقراطية ولكننا لم ننجز ايا منهما والان نتبنى نهجا مختلفا".

ولكن كلمات رايس لم تنجح في تبديد شكوك الاصلاحيين العرب الذين يعتقدون ان السياسة الاميركية تناقض هذه التصريحات سواء في فلسطين او العراق او في ما يتعلق بدعمها المستمر "لنظم استبدادية" وتاييدها "الانتقائي" للمعارضين العرب الذي يتحدد على ضوء مواقفهم من السياسة الاميركية.

وقال امين عام حزب التجمع اليساري المعارض في مصر حسين عبد الرازق "رغم الالحاح على التحول الديموقراطي في الخطاب السياسي لادارة (الرئيس الاميركي جورج) بوش الا ان واشنطن ليست على استعداد للتخلي عن الانظمة العربية الحليفة التي تحفظ لها مصالحها الاستراتيجية".

واضاف "ان دعوة رايس للديموقراطية هي محاولة لتحسين صورة الولايات المتحدة في المنطقة وتخفيف مشاعر العداء لها".

واعتبر ان واشنطن "تطالب ببعض التغييرات التي تساهم في اضفاء شكل ديموقراطي على النظم الحليفة لها ولكنها لا تدعم ديموقراطية حقيقية تقوم على تداول السلطة لان ذلك قد يؤدى الى صعود قوى تعارض سياستها في المنطقة".

ويعتقد احد قياديي الاخوان المسلمين عبد المنعم ابو الفتوح ان "تصريحات رايس حول الديموقراطية هي عملية علاقات عامة لان الواقع العملي على الارض ان الانظمة تواصل قمع شعوبها ولم نسمع كلمة واحدة من المسؤولين الاميركيين عندما اعتقل الفا شخص (من اعضاء الاخوان) اخيرا في مصر".

ويضيف "يبدو ان الاميركيين اتفقوا مع النظام على أن يغضوا الطرف عن ممارساته من اجل الحفاظ على مصالحهم الاستراتيجية لانهم يعرفون جيدا انه لا يوجد اي اصلاح ديموقراطي جوهري في مصر".

وتبنى المحلل اللبناني ساطع نور الدين وجهة نظر مماثلة فقال "اكتشفنا مع جولة رايس في المنطقة ان واشنطن ستواصل التعامل مع الانظمة ولا اعتقد انها صادقة" في النقد الذاتي الذي قدمته لسياسة بلادها في هذا الجزء من العالم.

ولكن محمد السيد سعيد احد مؤسسي حركة كفاية يتبنى تحليلا مختلفا بعض الشيء.

يقول سعيد وهو نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الاهرام ان "الولايات المتحدة قررت اعتماد سياسة وسطية تقضي بان تؤيد في الوقت الراهن الانظمة القائمة التي تعتبرها انظمة صديقة والا تضغط عليها لادخال اصلاحات ديموقراطية جوهرية ولكنها تريد في الوقت ذاته فتح باب التغيير على المدى الطويل".

ويضيف "كانت هناك نقاط قوية في خطاب رايس بالمعنى السياسي اذ اعترفت بصراحة ان الولايات المتحدة كانت تؤيد الاستبداد وجمعت في حديثها بين القيم المجردة للديموقراطية والمطالب المحددة للحكومات العربية وان كانت هذه المطالب جزئية".

وتابع "ولكن كانت هناك نقاط ضعف ايضا ابرزها التناقض في ما يتعلق بالتعامل مع الاسلاميين كما ان رايس فشلت تماما في تقديم رؤية صحيحة للحرية في فلسطين والعراق اذ تجاهلت تماما احتلال البلدين رغم انه لا يمكن على الاطلاق الحديث عن الحرية في ظل وجود احتلال".

واعتبر ان "خطاب رايس لا يعني ان الولايات المتحدة ستدعم الاصلاحيين في العالم العربي او ستضغط من اجل توفير الحماية لهم فسياستها في هذا الشان تمييزية".

وكانت وزيرة الخارجية الاميركية الغت في اذار/مارس الماضي زيارة الى مصر احتجاجا على احتجاز رئيس حزب الغد الليبرالي ايمن نور ولكنها امتنعت عن التعليق على الاعتقالات التي طالت حركة الاخوان المسلمين خلال الشهرين الاخيرين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى