في الاحتفال بصدور المجموعة الشعرية الكاملة لعبد الرحمن إبراهيم...مبارك سالمين: عبدالرحمن إبراهيم واحد من فرسان الحداثة الشعرية في اليمن

> «الأيام» خاص:

> قال د. عبدالعزيز المقالح في كتابه «البدايات الجنوبية- قراءة في كتابات الشعراء اليمنيين الشباب» مقدماً للشاعر عبدالرحمن إبراهيم «إنه صوت شعري كان وما يزال في طليعة الأصوات الشعرية المتميزة على صعيد الحركة الشعرية الجديدة في اليمن». قال ذلك قبل أكثر من عشرين عاماً في دراسة لديوان «إلزا وحدها قدري» الذي صدر للشاعر عام 1984.

وفي يوم الخميس الماضي وبمناسبة صدور الجزء الأول من مجموعته الشعرية الكاملة نظمت احتفالية في منتدى (الباهيصمي) الثقافي شارك فيها عدد من الأدباء والمثقفين. وفي الافتتاح تحدث عميد المنتدى فرحان علي حسن معبراً عن بهجته بالاحتفاء بشاعر وصديق حميم سادت بينهما علاقة ود وصداقة.

وفي مداخلته قال الشاعر مبارك سالمين نائب رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بعدن:«يطيب لي أن أحيي الصديق الشاعر عبدالرحمن إبراهيم في هذه الاحتفالية وبصدور مجموعته الشعرية الأولى، والحديث عن عبدالرحمن حديث واسع ويتخذ له فضاءات متعددة.. عبدالرحمن شاعر في القلب والوجدان وهو الشاعر والناقد، وأهم ما يمكن أن يقال في هذه المناسبة إنه واحد من فرسان الحداثة الشعرية في اليمن وهو فرس رهان، واحد من فرسان الشعر الذين برزوا في السبعينات، والذين ظهروا ليرسخوا الحديث والجديد في حركة الشعر في ظل سيادة أساطين الشعر التقليدي وتطلب ذلك رجالاً أفذاذاً كان من بينهم، وربما أبرزهم عبدالرحمن إبراهيم».

وأضاف «لا يستطيع أحد أن يذكر الشعر الحداثي دون أن يذكر عبدالرحمن إبراهيم، جنيد محمد الجنيد، شوقي شفيق ، عبدالرحمن السقاف، محمد ناصر شراء وغيرهم، الذين استطاعوا أن يجروا عربة الحداثة بعدهم ومثلوا حضوراً قوياً في كثير من المحافل العربية في بغداد وفي دمشق والمملكة العربية السعودية، على الرغم من بعض الأطروحات النقدية التي طرحت أن هذا الجيل الشعري يتفيأ بظلال الحزب الاشتراكي اليمني، ربما لأن الحزب حينها فتح الباب على مصراعيه للحداثة.. للتنوير والليبرالية ولو كان هو الذي أوجدهم لانتهوا بزوال أو انتهاء نفوذه الرسمي. وعن عبدالرحمن إبراهيم يمكن القول إن الخوض في غمار تجربته يحتاج إلى صفحات وكتب ودراسات، ولكنها تحية مني أزجيها إليه. وعبدالرحمن كان دائماً غنائياً ولعله أحس أن الشعر مقوده الغناء كما قالت العرب. وهو يغني حتى في قصائده التي لا تكتب للغناء غناء يقوم على سحر الألفاظ، على النغمية والموسيقى .. الهارموني في الكلمة والجملة العربية. الغناء عند عبدالرحمن في دواوينه كلها نجده حتى في عناوينها. ولعبد الرحمن أعمال نقدية لا تقل أهمية عن أهميته كشاعر.. كتابات صحفية يمنية وعربية وفي مقدمة أعماله أطروحته النقدية - للماجستير- حول الأدب المعاصر، وهو في أطروحته لا يتكئ على المتوفر إنما يبحث في غير المتوفر: زكي بركات، فريد بركات، سعيد نور. وكان رأي لجنة المناقشة في محله حينما قالوا : إن صاحبكم يلعب في ميدانه» .

أما مداخلة المنتدى فقد كانت حول أصداء السيرة الذاتية للشاعر عبدالرحمن إبراهيم، وتناولت طفولته وصباه وتعليمه وتكوينه الثقافي وبداياته الشعرية وقراءاته في التراث والشعر المعاصر، ودراسته في كل من القاهرة والجزائر وذكرياته مع أساتذته الكبار جابر عصفور وعبدالمنعم تليمه ومحمد جمعة ، وعبدالعزيز المقالح.

وتناولت المداخلة دواوينه التي صدرت منذ صدور أول ديوان له عام 1981م وحتى دراسته حول الشعر المعاصر في اليمن التي فتح من خلالها المجال واسعاً أمام الدراسات العليا. وتناولته كشاعر غنائي أسهم في تقديم أكثر من ثلاثين أغنية لأبرز القامات في الساحة الفنية.

كما تناولت مداخلة أحمد السعيد قراءة شعرية ونغمية لشعر عبدالرحمن في مجال الغناء وأشارت إلى أنه لم يكتب شعره ليغنى بل جاء الفنانون ليختاروا من قصائده للغناء والتلحين.

وتحدث م. محمد مبارك حيدرة، رئيس جمعية الثقافة والأدب بعدن مشيراً إلى أنه لا يمكن التأريخ للحركة الشعرية في اليمن وعدن بصفة خاصة دون ذكر عبدالرحمن إبراهيم. وركز حول شعره الغنائي مؤكداً على أن إنشاد الشعر وتقديمه أغنية لا يتوقف على قصدية الشاعر أو المبدع، وإنما على الكتابة التي تأتي عفو الخاطر.

وقال: «إن تسمية الشعر الغنائي أو الشعر المغنى لا تعني بأي حال من الأحوال أن هناك شعراً ليس غنائياً . وأود هنا أن أنوه بأهمية النقد وأهمية أعمال عبدالرحمن إبراهيم النقدية، فليس هناك حركة شعرية مزدهرة من دون حركة نقدية وهو مقتدر على الخوض في هذا الميدان».

أنور مبارك الفنان المعروف حيا الشاعر المحتفى به وأبلغ منتدى (الباهيصمي) تحيات الفنان الكبير محمد مرشد ناجي لكافة الحاضرين وللشاعر الرائع عبدالرحمن إبراهيم في احتفاليته. وقال: «لقد كنا نسعى إلى تقديم أشعار عبدالرحمن إبراهيم في أغانينا، وهو من الشعراء الذين عرفتهم منذ السبعينات وأكن لهم كل ود ومحبة وتقدير هو ومبارك سالمين وعبدالرحمن السقاف، ونـحن نستـظل مـن هـجير الـزمان بـوجـودهم».

كلمة ختامية
الشاعر عبدالرحمن إبراهيم قال كلمة ختامية عبر فيها عن الشكر والتقدير لكل الذين حضروا وعبروا بكلماتهم عن مشاعرهم الجميلة، وقال: «لقد ذكرتموني بأشياء رائعة كنت قد نسيتها في حياتي. أنا لا يمكن أن أنسى في هذه الاحتفالية أساتذتي الذين أعتز بهم: جابر عصفور، عبدالمنعم تليمه ومحمد جمعة، والدكتور عبدالعزيز المقالح الذي كان له الفضل في القاهرة بتعريفي على كبار القامات الأدبية العربية ووجهني وخدمني كثيراً في دراستي وفي حياتي الأدبية ولا يمكن أن أنسى أساتذتي في مهد دراستي كفؤاد حاتم وسيف الخامري وغيرهم» .

وقدم نصاً شعرياً من ديوانه الثالث الموسوم بـ «أنثى لهذا البحر».

واختتمت الأمسية بباقة غنائية شارك فيها أنور مـبارك، ومـحمد علي مـحسن وصـادق عبده خـالد مع الـفرقة الـفنية للمنتدى بقيادة سالم الحطاب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى