يـوم من الأيــام...اللي اختشوا ماتوا..اليمن يتبنى مؤسسة لأيتام تسونامي

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
ظاهرتان بارزتان تبعثان على الحزن والأسى في اليمن وهما: الدعائية أو البروباجندا وغياب الشفافية ولا تنطلي الظاهرتان على أحد، سواء في الداخل أو الخارج ونورد نموذجاً لتينك الظاهرتين.

ما أن عصفت أمواج البحر الزلزالية (تسونامي) بأجزاء من شرق آسيا ومنها إندونيسيا وسيريلانكا والهند والمالديف وتايلاند، حتى وهبّت دول الاقتصاديات العملاقة والمنظمات الدولية لتقديم المساعدات للمنكوبين وأقل مساعدة قدمتها الصين وبلغت خمسين مليون دولار، واستغرب الخلق أن اليمن أعلنت عن فتح جمع التبرعات النقدية والعينية، فالنقدية فتحت لها حسابات مصرفية أما العينية فقد أنيط بالمؤسسة الاقتصادية استقبالها ولم يعلن في اليمن عن حصر الموردين وكيفية التصرف بهما، لكن الجهات الرسمية في بلاد المنكوبين صرحت بأن اليمن أعانه الله على إرسال خبراء في حفر الآبار والقبور.

أما البروباجندا رقم (2) فجاءت على هامش اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية أن اليمن سيتبنى مؤسسة لإيواء أيتام تسونامي، واندهش كل من سمع الخبر لأن اليمن من أكثر البلدان فقراً ويتبنى استراتيجية لمكافحة الفقر والبطالة.

أعود بالقارئ الكريم إلى التصريح الذي تداولته وسائل الإعلام اليمنية يوم الأحد، 12 يونيو 2005م والذي أدلى به الأخ نبيل شيبان، المدير العام للتعاون الدولي مع أوربا والأمريكيتين في وزارة التخطيط والتعاون الدولي أن الدول المانحة وعدت من خلال مؤتمر باريس بتقديم 3،2 مليار دولار لدعم استراتيجية التخفيف من الفقر، إلا أن بلاده لم تتلق إلا 24% من إجمالي الدعم الموعود، أي أن اليمن تلقى (552) مليون دولار خلال سنوات الاستراتيجية 2003- 2005م.

بات بديهياً لكل ذي عينين أن نسبة الفقر قفزت أضعافاً خلال السنوات العشر الماضية نتيجة سياسة التقويم الهيكلي التي شرعت فيها الحكومة تحت مظلة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي منذ العام 1995م وأدت إلى اتساع مساحة الفقر بشكل ملحوظ، لا سيما مع تعاقب سياسات تحرير الأسعار منذ ذلك الحين، ومما زاد الطين بلة إقدام الحكومة على رفع الدعم عن السلع الأساسية.

يتساءل المهتمون بالشأن اليمني لماذا يتبادر إلى أذهان المسؤولين مثل هذه الأفكار واليمن أكثر فقراً من كل المنكوبين؟ لماذا لم يتبادر إلى أذهانهم أن جل أطفال اليمن أيتام أو أشباه أيتام؟ يحار المهتمون بالشأن اليمني وهم يقفون أمام البيانات الصادرة عن المنظمات الدولية المختصة التي تشير إلى أن عين اليمن بصيرة ويدها قصيرة ووفقاً لتلك البيانات فإن معدل دخل الفرد من الناتج القومي الإجمالي لا يتجاوز (730) دولاراً في حين أن سيريلانكا، القريبة من حيث تعداد السكان مع اليمن يبلغ معدل دخل الفرد فيها (4260) دولاراً وفي تايلاند (6230) دولاراً وإندونيسيا (2830) دولاراً ، فمن يساعد من؟

الراسخون في العلم يأخذون الأمر على غير محمل الجد ويفسرون نوايا المسؤولين على أنها فهلوة، ويرون أنها وسيلة لاستقطاع مبالغ من رواتب العاملين في جهاز الدولة ومطالبة القطاع الخاص بمحاكاة إجراء الدولة من ناحية وطلب المساعدات من الدول والمنظمات المانحة، ولنا تجارب مع أموال قادمة لصالح المغتربين اليمنيين العائدين بعد حرب الخليج الثانية ومحاولات الابتزاز التي مورست معهم، وأمامنا تجربة تعاملنا مع قضية اللاجئين الصوماليين وغير الصوماليين ولنا تجربة أيضاً مع التبرعات التي قدمها المجتمع بسخاء لأخوانهم الفلسطينيين.

إذا أقدمت السلطات على فهلوتها المرتقبة سيصرخ رجال المال والأعمال : وداعاً لهذه البلاد!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى