قصة قصيرة بعنوان (جدا مداهمة)

> «الأيام» فهد المصبح:

> حين تداهمه حالة الكتابة، يتحول بيته إلى سجن ، تخرس فيه الكلمات، وحده القلم يجوس الوجوه والجدران ، يقرأ عليها صمت القبور ليتوحد مع صاحبه ، فتغدو الورقة أنثى مهزومة ، ينثر عليها سطوراً لا تخلو من ارتعاشات الهيبة ، في لحظة تجلي تخيله كائناً بدائياً، يضحك ، يزعق، يبكي، وأحياناً يحادث نفسه بكلام مبهم ، فتتلبس البيت موجة رعب، يغلقون الأبواب، ويوصدون النوافذ ، حبساً لهذيانه الذي انطلق من قمقم الكتابة، وهو يحدق بعينيه في كل شيء، يريد أن يمحو النور ليظل مع قلمه ، وفَضْلَة عقلٍ لم تهرب من صندوق رأسه العظمي، وعينه على الورقة تحاول الفرار من سلطته، فيلحق بها، ويشعل فيها النار، ثم يغفو على استنشاقها، ويده قابضة على القلم بقوة الجنون حتى يحطمه ، فتعود الحياة إلى البيت.

(الدمام 1426هـ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى