غداة الذكرى العاشرة للمجزرة سريبرينتسا تغرق مجددا في العزلة والفقر

> البوسنة والهرسك «الأيام» ا.ف.ب :

>
الذكرى العاشرة للمجزرة سريبرينتسا
الذكرى العاشرة للمجزرة سريبرينتسا
غداة الذكرى العاشرة للمذبحة التي قتل فيها ثمانية الاف مسلم على يد القوات الصربية والتي جعلت سريبرينتسا محط انظار العالم، عادت هذه المدينة الصغيرة بالنسبة للمسلمين كما للصرب بلدة فقيرة في البوسنة الشرقية.

وتقول ابريما خليلوفيتش (29 عاما) "لا يقطعون لنا الا الوعود الكاذبة,لا افهم كيف يمكن للناس الاستمرار في العيش. فقط اولئك الذين لا خيار آخر لديهم يعودون الى سيبرينيتسا".

وما زالت هذه المسلمة وولداها صامدين بفضل المال الذي يرسله من حين الى آخر شقيقها المقيم في الولايات المتحدة.

والمساعدة متواضعة لكنها كافية لتأمين حاجات هذه الاسرة التي عادت الى منزلها المهجور منذ تموز/يوليو 1995 عندما اجتاحت القوات الصربية البوسنية سريبرينتسا.

وبعد عشر سنوات، ما زالت آثار الحرب مطبوعة في هذه المدينة الصغيرة، لدرجة يخال زائرها ان القذائف سقطت لتوها.

الشوارع المهجورة، والسكان القلائل يهيمون في الازقة بين البيوت المدمرة.

وفي السوق الصغيرة في وسط المدينة، تعرض حفنة من التجار خضارا وفاكهة لكن الزبائن نادرون.

وتقول انكا ساكوتا (45 عاما) الصربية "من المستحيل ايجاد عمل هنا,انا مضطرة لقطف التوت الذي ابيعه هنا من غابة لم تنزع فيها جميع الالغام. افعل ذلك لسد حاجات اسرتي".

وقبل نشوب النزاع بين القوميات المختلفة (1992-1995)، لم تكن هناك من بطالة في سريبرينتسا، اما اليوم، فعدد الذين لديهم وظيفة ضئيل جدا.

ويعتبر موظف في مكتب استخدام محلي ان "الوضع اشبه بالكارثة".

ويضيف "ليس لدينا ما نعرضه لا للصرب ولا للمسلمين. لو ان الاقتصاد فقط يتحرك مجددا .. حينها لن يكون هناك فرق بين صربي و مسلم".

وتبقى منطقة سريبرينتسا خالية تماما من سكانها المسلمين الذين كانوا يشكلون الغالبية سابقا.

ويقول رئيس البلدية عبد الرحمن مالكيتش ان اربعة آلاف مسلم فقط من اصل حوالى 28 الفا عادوا الى ديارهم، لا سيما في القرى الواقعة في جوار المدينة.

ويقول سوليو باساليتش وهو فلاح مسلم في الخمسين من عمره عاد مع اسرته عام 2001 ان "الصورة التي قد نتخيلها عن سريبرينتسا في مناسبة ذكرى المجزرة هي صورة خاطئة تماما".

ويشير الى ان "سريبرينتسا خالية من السكان على مدى السنة. ولا يجتمع رجال السياسة عند النصب التذكاري (لضحايا المذبحة) كل سنة الا لاطلاق الوعود واستمالة الناخبين".

وعلى بعد مئات الامتار من منزل سوليو، تم دفن 610 من ضحايا مجزرة سريبرينتسا في الحادي عشر من تموز/يوليو في حضور اكثر من 40 الف شخص من بينهم العديد من القادة السياسيين المحليين والدوليين.

وسوليو الذي نجا من المجزرة انتظر سنوات عدة قبل التمكن من الاستفادة من برنامج مساعدة دولي.

وقد استلم منذ بضعة ايام خمس ابقار. فشمر عن ساعديه واصبح للحياة معنى بالنسبة له.

لكن سافيت مردزيتش (19 سنة) الذي عاد الى سريبرينتسا عام 2004 ما زال عاطلا عن العمل لعدم توفر الوظائف.

ويقول "لا انصح احدا بالعودة الى سريبرينتسا. لا يمكن العمل في اي شيء بتاتا".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى