منتدى الصهاريج و«هضبة عدن» المثيرة للجدل

> عدن «الأيام» خاص :

> في سياق فعالياته الاسبوعية، نظم «منتدى الصهاريج الثقافي»، مساء أمس ندوة موسومة «نحو آفاق أرحب لتنمية الموروث الطبيعي والتاريخي لعدن»، قدمت خلالها مداخلتان للاستاذ م. إبراهيم أحمد سعيد والباحث التاريخي المعروف الاستاذ أحمد صالح رابضة.

عقدت الندوة في صالة الصهاريج التي زينتها لوحة تشير إلى أن هذه الصالة افتتحها المقدم السير ستيوارت سيمز، المقيم والقائد العام في عدن وذلك يوم 23 فبراير1931م.

قدم م. إبراهيم أحمد سعيد مداخلته باستخدام آلة عرض شرائح أبرزت معالم هضبة عدن، البالغ مساحتها أكثر من 400 هكتار، وأفاد صاحب المداخلة بأن معالم هضبة عدن (القلعة التركية) سابقة على العصر البرونزي، أي قبل أكثر من ألفي عام، كما تطرق صاحب المداخلة إلى السدود التي أنشأتها وزارة الزراعة والري قبل عامين وشملت خطة الوزارة شق الطرقات.

أفاد صاحب المداخلة أيضا معززاً إفادته بالشرائح أن لا صحة لمن يدعي أن الهضبة تفتقر إلى غطاء نباتي ، وأشار (كما بينت الشرائح) الى أن نصف الهضبة المطلة على وادي الخساف تكاد تكون جرداء في حين أن النصف الآخر الذي يطل على منطقة العيدروس يكاد يكون بساطاً أخضر.

نبه صاحب المداخلة إلى خطورة ما يقوم به مقاولون من سحب أحجار الهضبة لأغراض الردم، الامر الذي يعكس أثراً سلبياً مدمراً على معالم الهضبة، كما لفت أنظار الحضور ظهور صورة للحجز العشوائي وربما كانت تلك مقدمات خلق المتاعب لأي مستثمر قادم وستبرز مطالبات بدفع التعويضات المناسبة.

اختتم م. إبراهيم مداخلته بالحديث عن أنواع النباتات الموجودة في الهضبة والتي اعتاد السكان على استخدام بعضها لعلاج بعض الامراض وقال إن عددها حوالي 30 نوعاً من إجمالي 250 نوعاً من النباتات في محافظة عدن.

ثم قدم الاستاذ رابضة مداخلته التي أشار في مقدمتها إلى تقارير مغلوطة قدمها البعض لجهات مسؤولة أن مآثر عدن ذات منشأ انجليزي وهذا يتنافى مع المصادر التاريخية التي أشارت إلى قدم عدن وفي صدارتها سفر حزقيال وكتابات الهمداني وابن المجاور وآخرها كتابات بلايفير PLAYFAIR الانجليزي الذي كتب أن كل حصن من حصون جبل شمسان حميري المنشأ.

وقال الاستاذ رابضة إن المساس بهضبة عدن مساس بدروب عدن السبعة وترحم الاستاذ رابضة على يعقوب خان وحمزة علي لقمان، اللذين أغفل ذكرهما ونسيناهما.

«الأيام» من جانبها تسأل أن الادارة البريطانية كانت تفكر في مشروع عدن الكبرى في الهضبة وعلى أي أساس فكرت في التخطيط لذلك المشروع؟ علماً بأن هذه الادارة البريطانية عندما كانت تقوم بالتخطيط لأي مشروع تعمل حساباً لتدفق الهواء وإلى آخر الاشتراطات البيئية لحماية الانسان، فكيف كانت تخطط للبناء في هضبة عدن.

كما أن أمير دولة الكويت وعد في بداية الثمانينات من القرن الماضي بتعمير هضبة عدن وتعطل قيام المشروع إثر التعقيدات والتوترات التي شهدتها المنطقة ولماذا لم تنبه السلطات إلى أن هضبة عدن منطقة حمراء لا يمكن تجاوزها وتكبد المستثمر المسكين دم قلبه ثمناً لمشروع لم يبدأ بعد.

إن «برنامج الامم المتحدة للبيئة» (UNEP) الجهة الفصل بين المؤيد والمعارض والشركات المتخصصة والمعارض لاستثمار هضبة عدن، فلماذا لا يستأنس برأي «البرنامج» حتى نضع حداً لتلك الزوبعة، لأننا في الأخير نغلب مصالح السكان على مصالح الافراد؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى