رئيس جمعية المكفوفين بتعز لـ «الأيام»:الصندوق الاجتماعي للتنمية يتهرب منا.. والحزبية مرفوضة داخل الجمعية

> تعز «الأيام» عبد الهادي ناجي علي:

>
جمعية المكفوفين بتعز
جمعية المكفوفين بتعز
كعادتها «الأيام» تحمل في مضمونها ومحتواها الخير للجميع وتقدم يدها لكل من يحتاج إليها لكي توصل صوته إلى من يجب أن يصله، العمل الإنساني شعار دائم للصحيفة التي تواصل عرض معاناة المحتاجين لها من أفراد ومنظمات وجمعيات .. الخ .. هذه المرة تعرض «الأيام» شريحة من شرائح المجتمع التي تحتاج إلى وقفة المجتمع معها ومد يد العون لها مادياً ومعنوياً، صحيح أن أفرادها يفتقدون لنعمة البصر لكنهم يمتلكون البصيرة التي لا توجد لدينا نحن الأسوياء ولذلك لديهم عزيمة وإرادة قويتان يقهرون بهما الصعاب التي تواجههم في الحياة، «الأيام» زارت جمعية المكفوفين بتعز(تأسست في 13 ديسمبر عام 1998م) حيث التقت برئيس الجمعية وبعض القائمين على أنشطتها فكانت الحصيلة التالية:

لم نجد أي تجاوب
سعيد عبده ناجي، رئيس جمعية المكفوفين محافظة تعز قال : نحن انطلقنا من نقطة الصفر وواجهتنا صعوبات وعراقيل للنهوض بالجمعية حاولنا أن نمد أيدينا للمجتمع المحلي.. ولكن توفرت لدينا إرادة وعزيمة لتبقى الجمعية مهما كانت الصعوبات.

وحاولنا أن نوصل رسالة للناس أن الكفيف قابل للتأهيل وقابل للتعليم وقادر على المساهمة والعطاء مهما كانت الصعوبات، التي يمكن أن يتجاوزها بمختلف الطرق والوسائل.. أنا في تصوري أن العزيمة والإرادة هي الأقدر على قهر الظروف بكل صورها وأشكالها وأبعادها..

واستطعنا أن نقهر العواصف بإرادتنا، وحاولنا أن نمد أيدينا إلى كل القطاعات والمؤسسات والمرافق ولم نجد أي تجاوب.

روتين معقد
ويضيف بقوله: القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس تقول لا بد أن تأخذ كل شرائح المعاقين نصيبها من خلال تأسيس وإنشاء صندوق المعوقين، وبالتأكيد أن جمعية المكفوفين نهضت من خلال وجود صندوق المعوقين مع أن هناك روتيناً معقداً داخل الصندوق هذا.

طبعاً بدأنا نعمل مسوحات ميدانية لمعرفة المكفوفين في المحافظة، فوجدنا أن العدد كبير جدا سواء أكان في المحافظة أو في المديريات، وتوقفنا عن المسح من حيث بدأنا، طبعاً نريد أن نستكمل بقية المسح لكن قلة الإمكانيات تعيقنا، والآن عدد المكفوفين في الجمهورية اليمنية وفقاً للتعداد الأخير وصل ما بين 39 ألف - 40 ألف كفيف.. وربما هناك رقم يفوق هذا العدد، وفي محافظة تعز سكانها ما يقارب أكثر من مليونين ونصف المليون نسمة، وربما عدد المكفوفين كبير.

أشغال يدوية يقوم بها مجموعة صناع الحياة من الفتيات الصديقات للجمعية ويدربن المكفوفين عليها
أشغال يدوية يقوم بها مجموعة صناع الحياة من الفتيات الصديقات للجمعية ويدربن المكفوفين عليها
طموحاتنا وخططنا
ويقول: نحن الآن من خلال تنفيذ طموحاتنا وخططنا وعملنا سنحاول أن نطور أداءنا إلى مستوى المناطق الريفية باعتبار أن هناك فئة محرومة من التعليم ومن التأهيل ومن التدريب من أجل أن نفتح مأوى نستوعب فيه أولئك المحرومين في المناطق الريفية من أجل أن يتعلموا ويتأهلوا، فنحن بحاجة إلى إمكانيات، وأنا أدعو من خلال صحيفة «الأيام» كل قطاعات المجتمع المحلي في محافظة تعز وبالذات الأخ محافظ المحافظة أن يتفاعل وأن يسهم بفاعلية وأن تكون السلطة المحلية أكثر حماساً وأن تعطي مساحة من وقتها على الأقل 10% لهذه الشريحة من اجل تتمكن هذه الشريحة من التعليم والتأهيل والتدريب وتكون صورة مساهمة وجزء لا يتجزأ من هذا المجتمع ولديها العطاء والتفاعل مع بقية الشرائح الموجودة في المجتمع المحلي.

عملية الدمج
ويواصل حديثه بقوله: نحن أيضا نفكر بعدد من الورش المهنية، وأنت الآن خلال تجوالكم في هذا المبنى المتواضع وجدتم أن هناك مواهب لكن هذه المواهب ما الذي يفجرها؟ هي الإمكانيات. وجدتم ناساً متعاونين، وجدتم أننا نشكل أسرة واحدة من خلال افتتاح نادي أصدقاء المكفوفين وصرنا نستقبل كل هؤلاء الناس في مختلف التخصصات، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هناك تفاعلاً مع هذه الشريحة التي نسعى لعملية دمجها بصورة غير مباشرة وبدون أي خسائر تهدر كما تفعل بعض المنظمات في عملية الدمج وتخسر إمكانيات كبيرة بدون فائدة، نحن الآن نعمل دمجا اجتماعياً، بدون أن تشعر به الصناديق الأخرى.

الصندوق يتهرب
ويقول : أيضا ندعو الصندوق الاجتماعي للتنمية أن يتفاعل، ولكن كأنه يتهرب منا برغم أننا نحاول أن ننسق وحاولنا أن نرضيهم، فيعتذرون ويقولون إنه عندنا خلافات ومشاكل إدارية .. هذا المكفوف بأي حالة من الأحوال وبأي شكل من الأشكال.. ينبغي أن تثير صحيفة «الأيام» هذا الموضوع، لماذا صندوق التنمية يرفض التعاون مع جمعية المكفوفين بتعز بالرغم من أنهم كانوا قد بدؤوا معنا مشروعاً .. إننا نقدم لهم مجموعة مشاريع تعليمية وتأهيلية وتدريبية ونطرح لهم قضية المواصلات ولكنهم يتهربون من الموضوع تماماً وكأن صندوق التنمية وجد لشريحة معينة.. الصندوق الاجتماعي كان قد بدأ معنا في المشروع المؤسسي ولكن لظروف توقف المشروع، وكل ما جئنا لننسق معهم يرفضون التعامل معنا.. كنا نعاني من مشكلة الإيجار، ففي شارع جمال حجز علينا مجموعة من الآلات التي قدمها الصندوق الاجتماعي للتنمية بسبب الإيجار لكن نحن تحملنا وحاولنا نحل المشكلة وسددنا الإيجار وأطلقنا الآلات التي كانت محتجزة لدى صاحب الشقة..

ميزانيتنا بسيطة
وعن عدد أعضاء الجمعية يقول: حسب التعداد الاخير وحالياً الموجود في الجمعية 150 عضواً.. و نحن نفتقر للمواصلات فلو حللنا مشكلتها نقدر نعمل رحلات ترفيهية نقدر نعمل أنشطة فنية ومشاريع موسيقية .. الموجودون في الجمعية خمسون كفيفاً وكفيفة.. لكن الكثير من المكفوفين تعيقهم المواصلات.. وميزانيتنا بسيطة خاصة بالإيجار ومواصلات الباص الذي يقدمه صندوق المعوقين، ونأمل أن يكون له فرع في تعز، ورواتب لبعض العاملين من 7000 - 9000 ريال.

الكفيف سيخوض المعركة
وعن الدورات الخارجية قال: إنها محصورة على العاصمة وعلى بعض المحافظات.. رغم انه عندنا مبدعون وعندنا مواهب عندنا من يحب الموسيقى ومن يحب الأدب.. ولكنهم بحاجة لمن يأخذ بأيديهم..، والعلاقة موجودة مع صنعاء ولكننا مستقلون في إطار السلطة المحلية.. وإذا تمكنا من الحصول على الدعم الممكن أؤكد لكم أن الكفيف سيخوض المعركة.. ونحن لا نلقى الدعم من بيت هائل.. والحزبية مرفوضة داخل الجمعية.

جانب من أنشطة المكفوفين بتعز
جانب من أنشطة المكفوفين بتعز
مشكلة التسول
وعن دور الجمعية تجاه من يقومون بالتسول من المكفوفين قال: هذه المشكلة مأخوذة في بالنا وقدمنا بحثاً حول ظاهرة التسول بالنسبة للأطفال المكفوفين للجامعة.. وعندنا اختصاصية اجتماعية وضعت صياغة البحث ولاقينا تجاوبا كبيرا من الجامعة.. ويضيف بقوله:

نتمنى مزيدا من الدعم والتفاعل وإتاحة الفرصة لهذه الشريحة وتشجيعها .. وليس هناك رسوم في الجمعية، والجامعة تساعدنا بالنسبة للطلاب الملتحقين فيها من المكفوفين ومكتب التربية حسب إمكاناتهم يساعدوننا ومحو الأمية، و أتمنى من المجالس المحلية في المديريات أن يتفاعلوا معنا. وأنتهز الفرصة لتقديم خالص الشكر والتقدير لأمين عام المجلس المحلي لمشاركته معنا في حفل تكريمي للجمعية ووجد أن النشاط شكل قفزة كبيرة داخل الجمعية وتفاعل وتبرع بـ(200 ألف ريال ) للنشاط الصيفي.

الإمكانيات محدودة
ومن خلال تجوالنا في مقر الجمعية مررنا على الأنشطة التي تقام في المقر وخاصة فيما يخص العطلة الصيفية وتحدثت إلينا الأخت تهاني أحمد إبراهيم وقالت: طبعاً معنا هنا دورة صيفية للطلاب في مجال برايل وأشغال يدوية للنساء والاختصارات وعدد الطلاب 22 منهم مكفوفون وأصدقاء مكفوفين (إعاقة جزئية ).. طبعاً الدورة مستمرة خلال شهر 7 وحتى شهر 8 لمدة شهرين متتالين، وفيها تحفيظ القرآن الكريم وسيكون هناك إن شاء الله بعد ذلك مسابقات في شهر رمضان الكريم لحافظي القرآن الكريم وتجويده، ومعظم المشاركين من أماكن مختلفة يأتون من: بير باشا، الحوبان،ثعبات، الشماسي، المطار القديم، ووادي القاضي .. أماكنهم بعيدة ومتفرقة وليست قريبة من بعض، وتم استئجار باص لهم من قبل رئيس الجمعية الأستاذ سعيد ويحضرون بواسطته. وتقول: أولياء الأمور يريدون لأبنائهم أن يتعلموا وعندهم إصرار أن يحضر أبناؤهم إلى الجمعية حتى وإن كان فيها مشقة عليهم وصعوبة في المواصلات.. وتقول: عندما بدأت الدورة كان أولياء الأمور هم الذين يوصلون أولادهم إلى الجمعية وينتظرون إلى نهاية الدوام ويعودوا بهم. وخلال السنة الجمعية تقوم بالتدريس في مجال محو الأمية، وكانت قد تخرجت دفعة. والإمكانيات محدودة وبسيطة وإن شاء الله نأمل أن تتطور في المستقبل.. ولا توجد رسوم على الطلاب. وتقول: الآلات التي يتعلمون بها غير كافية فلدينا عشر آلات خاصة بالجمعية نستخدمها خلال السنة لتعليم طلابنا.. والآن هناك زيادة وضغط علينا من طلاب المعهد مع قلة الوسائل التعليمية مثل لوح برايل وأقلام برايل، ولدينا أقلام مصنوعة محليا تشكل صعوبة على الطالب في ناحية الضغط والكتابة، لكن ما شاء الله إصرارهم وحبهم للكتابة يجعلهم يتغلبون على هذه المشكلة ويستفيدون.

وتقول: لدينا كتب بطريقة برايل (مجلدات للقرآن الكريم، بالإضافة إلى كتب ومجلات صحفية تصدر من السعودية والكويت يستفيد منها أعضاء الجمعية .. وهي إمكانات ذاتية.. وفي المكتبة السمعية أشرطة مسجلة باللغة العربية بالنسبة للنحو والنصوص والآداب والقرآن والتجويد، فأي كفيف بحاجة إلى تقوية ذاكرته يستعير من هنا أشرطة وعن طريق السمع يستفيد منها وعدد من الكتب المبصرة يتم أحيانا ترجمتها إلى برايل.

صعوبة التسويق
أمل حسن الرازقي، مسؤولة عن مجموعة صناع الحياة (26 فتاة ) تقول: كونّا مجموعتين، مجموعة رئيسة ومجموعة فرعية.. والمجموعة الرئيسة هي التي عملت الأعمال المعروضة، وهي التي تدرب المجموعة الفرعية، ونحن تدربنا تحت إشراف الأستاذة أميرة عمران والأستاذ محمد الآنسي، وتقول عملنا وسائل نحت لوحات ووسائل تعليمية واشتغلنا على المرايا والرسم على الزجاج، ونحن ندرب المكفوفين على نفس الأشغال كبداية.

ومن الصعوبات عدم توفر المادة، ولو لاقينا الدعم سيكون الإنتاج أفضل .. والدعم المتوفر الآن ذاتي.. ولا يوجد جمعيات أو منظمات تدعم.. وتقول: نحن قدمنا مشروع على أساس يقدم لصندوق المعوقين لتقديم المواد ويقوم بالتسويق.. والمشكلة أن الروتين هو الذي يزيد من تعقيد الإجراءات.. والمشروع يقوم على أساس تدريب المكفوفين ثم يتم تسويق العمل وفق السياسة المتبعة.. وخلال ثلاثة أشهر عملنا معرضاً وبعنا كميات من المنتجات.. وأساسا لا يوجد تسويق.. ومشكلة الفريق في صعوبة التسويق.. ولا توجد خطة تسويق .. والمواد هذه كلها غالية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى