كــلمـة الــيوم...التقشف للجميع

> رئيس التحرير:

> نتفق مع حزمة الإجراءات التي أعلنتها الحكومة أمس، واتفاقنا هذا منبعه المصلحة الوطنية التي يرجى تحقيقها من هذه الإجراءات أولاً.. وثانياً إنها خطوة صحيحة لمحاربة الفساد المتمثل في عملية التهريب لهذه المواد البترولية، التي يتم تهريبها نهاراً جهاراً من قبل البعض، وجنوا من ورائها ثروات طائلة.

صحيح أن السعر القديم الذي تم رفعه لا يرتقي إلى أسعار هذه المنتجات في السوق العالمية، إلا أن الرفع كان قاسياً على المواطن، ولا شك أن المواطن كان سيتقبل تلك الإجراءات بعدم رضى أقل، لو أنها شملت أيضا عدداً كبيراً من مسؤولي الدولة ومشرعيها.

وليعذرنا الإخوة الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى، إن نحن على سبيل المثال لا الحصر جعلنا منهم مثالاً للبذخ والتبذير الذي يعيشونه على حساب السواد الأعظم من المواطنين الضعفاء الفقراء، الذين لا يقوون على مواجهة المعيشة اليومية في أبسط مقوماتها.

إن إجمالي ما يتلقاه الوزير هو مبلغ 800 ألف شهرياً، وبعد أن يترك الوزارة يتلقى نصفه وهو مبلغ 400 ألف ريال مدى الحياة. وبالمقابل يتلقى عضو مجلس النواب شهرياً مبلغاً يصل نحو نصف مليون ريال، موزعة بين راتب وبدل جلسات صباحية ومسائية وعلاج سنوي وتذاكر سفر وقطع غيار سيارته وقيمة سيارة.. وأقل منه عضو مجلس الشورى الذي يحصل بعد انتهاء مدته نصف ما يحصل عليه الوزير وقدره 200 ألف ريال مدى الحياة.

لقد كنا نتوقع أن يكون الإخوة الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى قدوة في التضحية من أجل الاقتصاد الوطني، وأن يكون الخليفة عمر بن عبدالعزيز قدوتهم الحسنة، وهو الذي حرم نفسه وأهل بيته وكل أهله من كل ما لذ وطاب، بل أنه نزع عنهم ما هو ليس لهم لصالح بيت المال (الخزانة العامة).

لقد كنا نتوقع أن تنخفض موازنة مجالس الوزراء والنواب والشورى إلى ثلث ما هو عليه، لأن معظمهم لم يكونوا سوى موظفين برواتب شهرية لا تزيد عن 50 ألف ريال، وبذلك يوفرون هم ومن سبقوهم، الذين يجب أن توقف رواتبهم بعد انتهاء فترة عملهم في الحكومة أو في مجلسي النواب والشورى.. ولنستذكر المثل القائل بأن المساواة في الظلم عدالة.

وعلى هذا الأساس تكون الأمور واضحة لو علمنا أن موازنة مجلس النواب تبلغ أكثر من 2 مليار ريال وأقل من ذلك لمجلسي الوزراء والشورى، فلماذا نحمل المواطنين أعباء هؤلاء الأعضاء في المجالس الثلاثة المذكورة.

والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى