> يرفض بدو سيناء الذين باتوا هدفا لحملة ملاحقات امنية الاتهامات الموجهة اليهم بالتورط في اعتداءات شرم الشيخ,ويتمركز بدو وادي مندر بين التلال الحمراء على ارض قاحلة على بعد 15 كلم من شرم الشيخ حيث استقروا منذ سنوات.

وعلى بعد كيلومتر واحد من هذا الوادي تقيم مجموعة اخرى من البدو في سبيته وشرفات الغنايمة.

ويشكل هؤلاء مجموعة لا تتجاوز المئات. وقد حطوا رحالهم في المنطقة منذ 15 عاما مع بدء الازدهار السياحي لشرم الشيخ التي قدموا اليها ومعهم مصدر دخلهم الاساسي وهو الجمال.

ويؤجر البدو جمالهم للسياح ولشركات السياحة التي تنظم امسيات بدوية تحت الخيام في الصحراء.

ولكن منذ اعتداءات شرم الشيخ اصبح البدو محل اتهام السلطات وهو نفس ما حدث مع بدو شمال سيناء بعد اعتداءات طابا في تشرين الاول/اكتوبر الماضي التي اوقعت 34 قتيلا.

واعلنت الشرطة امس الاول الاحد اعتقال حوالي مئة شخص من بين السكان البدو في شمال سيناء وفي شرم الشيخ.

وبعد ظهر امس الاثنين اعلن مسؤولون في الشرطة ان قوات الامن تحاصر قريتي خروم ورويسات البدويتين في جنوب سيناء، على بعد 30 كلم من شرم الشيخ. غير ان مراسلة لوكالة فرانس برس توجهت الى هاتين القريتين لم تر اي مواجهات في المنطقة.

ويقول وحيد عوض من البدو انه "من غير المنطقي اتهام البدو بضرب السياحة في حين انهم يعيشون عليها". ويتساءل "هل يمكن ان يقطع شخص مصدر رزقه بيده؟".

ويتابع الرجل الذي يبلغ من العمر 34 عاما والذي يعيش مع والدته جميلة ان "تاجير جمل لاحدى شركات السياحة مقابل 20 جنيها (5،3 دولارات) او تنظيم عشاء للسياح هو مصدر دخلنا الوحيد".

وتضيف امه جميلة "عندما علمت بالانفجارات قلت لنفسي لقد خسرنا كل شئ وسنموت جوعا".

ويؤكد عودة راشد من بدو شرفات الغوانمة "منذ الانفجارات الغيت الحجوزات ولا ياتي مندوبو شركات السياحة الان الا لابلاغنا بمزيد من الالغاءات".

ولم يعد بدو سيناء يحتملون الشكوك التي تحيط بهم خاصة انهم متهمون دوما ب"تفضيل الاسرائيليين على المصريين" لانهم عايشوهم خلال فترة الاحتلال الاسرائيلي لسيناء (1967-1982).

ويتابع البدو باهتمام التطورات السياسية من خلال الاذاعات الدولية الناطقة بالعربية ومحطات التلفزيون الفضائية خلال الساعات الست التي تزودهم خلالها الدولة يوميا بالكهرباء.

ويحتج غانم عارف على المعاملة التي يلقاها البدو وبقول ان "السلطات تفتش بدقة سيارات البدو لدى وصولها الى شرم الشيخ ولكنها لا تقترب من السيارات التي تحمل لوحات اسرائيلية".

وكان وزير الداخلية المصري اللواء حبيب العادلي اعلن السبت الماضي ان المعلومات الاولية تشير الى وجود صلة بين منفذي تفجيرات طابا ومرتكبي اعتداءات شرم الشيخ,واعلنت السلطات الامنية المصرية امس انها تبحث عن ستة باكستانيين وصلوا الى شرم الشيخ في الخامس من تموز/يوليو الجاري ويشتبه في تورطهم في التفجيرات التي هزت هذا المنتجع السياحي ليل الجمعة السبت الماضيين واوقعت ما بين 64 و88 قتيلا وفقا لتقديرات رسمية متباينة وغير نهائية.