المحضار والمفلحي في ذاكرة يسلم بن علي

> «الأيام» رياض عوض باشراحيل:

> ثلاثة من شعرائنا الغنائيين هم شعراء الوطن والحب والعشق.. كل منهم يعتبر بصدق طاقة حقيقية مبدعة، وعقلاً مؤثراً في الأجيال في الحاضر والمستقبل.. ويعد هؤلاء بكل المقاييس من الشعراء الكبار الذين بذلوا جهوداً وأعطوا بسخاء فني قل نظيره، رغم الفروق الفردية التي تميز كل واحد منهم وفقاً ومستوى عطائه الإبداعي وتفوقه.. إنهم الشعراء حسين المحضار وصالح المفلحي ويسلم بن علي.

رحل الشاعران المحضار والمفلحي، ولا يزال صديق المحضار في الغربة ومحب المفلحي الشاعر يسلم بن علي - أمد الله في عمره -على قيد الحياة يبدع ويمتع، وقد عرف بروائعه الغنائية التي صدح بها أبوبكر سالم ومنها «أنا مالي إذا قالوا رفع رأسه، ومنك يا عسل دوعن، وسرقت النوم من داخل عيوني» وغيرها، التي غناها طلال مداح وفيصل علوي وأحمد يوسف الزبيدي وهود والعيدروس وغيرهم.

وحقاً لا يحزن على رواد فننا الراحلين ولا على الفن اليوم وواقع انحداره وهبوطه إلا أهله، وقد برز الشجى والأسى جلياً على مشاعر وإبداع يسلم بن علي، ولعل عزمنا مغادرة مدينة جدة في زيارة لأرض الوطن وقضاء الإجازة قد حرك وجدان شاعرنا يسلم بن علي، وهز مشاعره في ظلال هبوط المستوى الغني الغنائي اليوم، فتذكر الشاعرين المحضار والمفلحي، وتمنى في قصيدته التي وضعها بيدي قبيل مغادرة جدة أن تظل تتذكرهما الأمة على الدوام ولا تنساهما في زمام ظروف الحياة وتقلب الأيام، لأنهما هامتان رفعتا لواء فننا الغنائي في الآفاق، كما يبعث تحية خاصة لفنان حضرموت محفوظ بن بريك الذي وسمه بـ «العندليب» في قصيدته التي قال فيها:

يا رايحين المكلا مروا على الشحر ساعه

زوروا ديار الحبيب

هل عادهم يذكرونه والا نسيوا طباعه

من غاب عنهم يغيب

حسين ما حد مثيله ولا خلق في الجماعه

بعيد والا قريب

يا ليت من مات يحيا للفن ينصب شراعه

مجروح ما له طبيب

والمفلحي راح بعده كف انفصل عن ذراعه

كل شي على الله قريب

شاعر مخضرم مكرم للناس سمعاً وطاعه

هذا القدر والنصيب

يا رياض ودعتك الله

فضلاً تشل الوداعه سلم على العندليب

محفوظ صوته مميز

من بين كل الجماعه ينفح بعنبر وطيب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى