> ها نحن وقد انقضت أيام من شهر رجب المحرم، فإليك - أخي القارئ - بعضاً مما جاء من كلام العلماء فيه:1- رجب هو الشهر السابع، وهو أحد الأشهر الحرم الأربعة المنصوص عليها في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذوالقعدة، ذوالحجة، محرم ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان» رواه الشيخان.

ولشهر رجب أسماء كثيرة أوصلها الحافظ ابن دحية الكلبي إلى ثمانية عشر اسماً، والرجب في اللغة الفزع، والترجيب التعظيم.

2- كثير من الناس يخص شهر رجب بصيام وقيام وليس لهذا أصل في السنة، قال الحافظ ابن حجر في كتابه «تبيين العجب بما ورد في شهر رجب» (ص 23): «لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة». وقد جاء في المصنف لابن أبي شيبة (2/345/9758) بسند صحيح عن خرشة بن الحر قال: رأيت عمر بن الخطاب يضرب أكفّ الناس في رجب حتى يضعوها في الجفان ويقول: كلوا، فإنما هو شهر كان يعظمه أهل الجاهلية.

3- من الأحاديث الضعيفة المشهورة على الألسنة في فضل شهر رجب حديث: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان» وحديث: «رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي». والحديث الوارد فيما يسمى بصلاة الرغائب كذب موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم باتفاق أهل المعرفة بذلك، كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (2/261). وهي صلاة تؤدى في ليلة أول جمعة منه، وهي بدعة أول ما ظهرت بعد القرن الرابع الهجري.

4- الذبيحة التي تسمى الرجبية أو العتيرة عمل آخر لا دليل عليه، بل هذا من فعل أهل الجاهلية، فقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يُعَتَّرون - أي يذبحون العتيرة في رجب - في الجاهلية، فقال: «اذبحوا لله عز وجل في أي شهر ما كان، وبروا الله عز وجل وأطعموا» رواه النسائي بسند صحيح.

وفقنا الله وإياكم للفقه في الدين، والعمل بسنة سيد المرسلين، ولنتذكر أن رجب شهر محرم، فلا نظلم فيه أنفسنا بمعصية الله. وبالله التوفيق.