بد قمار رن فلاش

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
قال الحميد بن منصور: «بلاد الانسان عزه ولو تجرع بلاها»، وطبعاً ما اختلفناش ومش ممكن أبداً نختلف على هذا القول المأثور.. بس يا ريت يعني ولا مؤاخذة يستوعبه الناس اللي هم في مواقع صنع القرار حتى يكون لهذا القول عندهم وعندنا مصداقية، وتكون هذه البلاد الطيبة التي نتمتع بالعيش فيها- أو حتى نتجرع بلاها - مكاناً أفضل للحياة وأقل قسوة وجوراً على الناس الذين يرزحون تحت وطأة أخطاء وجشع وأطماع الغالبية ممن يتربعون على مراكز صنع القرار ولا يكفيهم كافي ولا يشبعهم شابع ولا يشفيهم شافي من مرض الجشع الذي يسيطر على أنفسهم التي تستعر كالنار.. وكلما أكلت جاعت أكثر وهي تصيح هل من مزيد؟ وذه ليش.. لأنه مش لاقيين حد يشكمهم.. بل أكاد أقول إنهم بدلاً من ذلك يلاقون من يشجعهم على المزيد من الاشتعال، وإن شاء الله لا بقى حجر ولا شجر ولا بقر.

القضية وما فيها يا إخواني طرحت في سطور قليلة واضحة جلية ساطعة كسطوع الشمس في رابعة النهار.. هذه السطور جاءت في صحيفة «الأيام» عدد الخميس الماضي في زاوية (لوجه الله) أقتطف منها هنا بعض الكلمات، برغم أن ما ورد قد غطى الموضوع كله بإيجاز شديد وبلا تنطع أو كثر كلام.. لوجه الله: «تؤكد الدول والمنظمات والهيئات الدولية المانحة على أهمية الاستخدام الأمثل للمنح والهبات والقروض المالية للمشاريع الإنمائية والاستفادة منها في اليمن».

وقد جاءت هذه التأكيدات أكثر من مرة وفي أكثر من فعالية في صنعاء وعدن وغيرها.. ومن هنا نلاحظ أن الناس الذين يمنحونا هذه الأموال من أجل مساعدة أنفسنا وبناء بلادنا بصورة لائقة حريصون على أن نطور بلادنا في الوقت الذي يؤكد فيه مسار تكرار التأكيدات على أن حرصنا الأكبر هو على المسراقة ولا شيء غير المسراقة، والمهم أننا نستلم منهم البيستين ونرفع لهم لافتات من نوع وطن لا نحميه لا نستحقه ووطن لا نبنيه لا نستحقه وبالروح بالدم وقاح بقاح وإلخ إلخ.. المهم أن البيستين في الأخير ما تعرفش طريقها إلاّ عبر جيوب اللصوص والحرامية الماسكين بزمام الهبركيشين وبدفة الدبل دفريشن.. أيوه.. وأقولها لكم بالتركي الأناضولي.. ايفات ايفات.. مسراقة موجود ناس هراميين موجود لأنه هساب عقاب يوك (يعني مش موجود أو ما فيش) عشان كزه بعدين مساعدات يوك في بلد اقبض فلوسه هراميات أفلاد هراميات.

وفي المحصلة النهائية أيش اللي بايحصل يعني طبعاً الناس المانحين هذولا جزاهم الله ألف خير هم يعني مش شوية روفلات وعيال سوق بانجزع عليهم الكبّة كل مرة بكلام حالي حلا.. لا أبه هذا الكلام بايجي وقت وما عاد بايمشيش لأنه المانحين قد فقسوا الفولة من أول بس يشتوا يشوفوا عقولنا إلى فين.. ومهما كان الثور قوياً فإن الأرض صبورة صبورة.. وكله على زوال البيستين اللي تجي من المانحين إذا ما ارتدعش السرق واخزوا الشيطان وعملوا قسمة عادلة بينهم وبين البلاد اللي مانستحقهاش لو ما بنيناها وحميناها..

في آخر سطور (لوجه الله) جاء: «ولوجه الله نتساءل: هل ستجد تلك التحذيرات آذاناً صاغية من الجهات المعنية في الاستخدام الأمثل لكل ما هو ممنوح للناس؟» أنا أقول بعد إذن «الأيام» يعني إنه يعني يا معنى زيما تقول هكذا ماباتجدش هذه التحذيرات آذان صاغية من الجهات المعنية.. ليش؟.. لأنه هذي الجهات المعنية زيما تقول هي نفسها بحاجة إلى غربلة وكربلة لو لزم الأمر.. وهناك مثل مصري يقول: «أيش اللي فرعنك يا فرعون قال مالقيتش حد يشكمني» أما فلوس المانحين فإنها باتجلس تدور من عند الذي يمنح إلى عند الذي يستلقي إلى عند اللي يوزع إلى عند اللي يحصل.. وما بانشوفش قدامنا إلاّ اللي ما يحصلش زيي وزيكم هكذا.. أما الكنينة فبايقع عليها بد قمار رن فلاش وماعاد بانقدر نشوف من اللي صفّى الميدان!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى