المحطة الأخيـرة..حتى أحزمة البطون نفدت من السوق

> علي عمر الهيج:

>
علي عمر الهيج
علي عمر الهيج
الآن بدأ الناس يشعرون بالقلق الحقيقي جراء كل ما يحدث، إذ أنه لا جديد قادم، فالسحابة الإصلاحية التي تحركت فوق ربوع اليمن خلال الأشهر القليلة الماضية، معلنة تساقط حبات المطر وسقي الأرض والإنسان والحرث والشجر والحجر مع نهاية أغسطس، تلك السحابة يبدو أنها لم تنضج بعد ولم تكتمل لها أركان العمل الحقيقي، فأصيبت بهجوم عاصف وكاسح من قبل بعض الشهب والنيازك، وتم حصارها وسجنها وسط دائرة مضيئة تشع للملأ بأنه لا بلح ليوليو الدولي ولا عنب لأغسطس اليمني!

كثير من العقلاء والمراقبين راهنوا سلفاً على أن الدولة تتخبط، ولا توجد لديها رؤية حقيقية لإصلاح قضايا الناس، وأضافوا أن ما يحدث هو «دهاء حكومي سلمي فتاك» لاحتواء غليان الساحة، ومحاولة عبثية جريئة لتطوير الألاعيب البالية وإخراجها بطابع فني جديد ممزوج بمزحة «بيعني وإلا التيس». إذن لقد نكثوا عهودهم ووعودهم.. ومع أن علوم الحساب والجبر وعلوم التفاضل والتكامل وحساب المربعات والمثلثات والدوائر تؤكد أن 1+1=2 إلا أن علماء الحساب في السياسة والاقتصاد اليمني يؤكدون أن 1+1= 8.

ألا أيها البشر السياسي.. يا أصحاب العقول والأفكار والرؤى، أيها الراسخون في المعرفة، السابحون الغارقون في الذات .. إليكم التالي:

قضايا الناس الكبرى ليست صفحة في مجلد يمكن تعبئتها، ومن ثم حشوها بالجداول والبيانات العمودية والأفقية للرواتب والأجور، وإعلانات بليدة عن التقشف، وغرف واهمة لعمليات المراقبة، ولجان وفروع صورية لمتابعة التلاعب بالأسعار، ومنشورات ولوائح بعدم اقتناء الكماليات وعدم استيراد السيارات الفارهة، وزف وتأنيق العلاوات والمكافآت ولجان عمل لاستحداث البطاقة ذات البصمة الممغنطة وربط الأجر بالكفاءة والإنتاجية، ولقاءات مسهبة لمسؤولين يطربوننا عن التقدم والرخاء والاستقرار.

لأن قضايا الناس ليست كذلك، فقد لاح في الأفق- وبجلاء - أن هناك تصدعاً فظيعاً في المصداقية وأزمة حقيقية سوف تطال الجميع خاصة مع استشعار الناس بأن لا جديد قادم.

بعد هذا: بأي حديث ستنطقون؟ وكم يا ترى لمسلسل الافتراء والتلكؤ والتمييع أن يدوم؟

حالياً نفد كل شيء .. حتى أحزمة البطون كان الناس يشترونها من ميزانية خلاياهم الذاتية.. حالياً أحزمة البطون نفدت من السوق.. ماذا لو جفت وماتت أيضاً خلايا ميزانية الأحزمة.. ما العمل؟! فلا شيء بالمجان!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى