الكف عن العبث!

> عبدالرحمن خبارة:

>
عبدالرحمن خبارة
عبدالرحمن خبارة
نعترف - والاعتراف بالحق فضيلة - أننا مازلنا نمارس كل شيء بعقلية شمولية، عقلية الدولة المستبدة المكابرة.. وإذا كنا نتفق أننا نعيش في سياق تاريخي مختلف عن عهود الشمولية.. إلا أن كثيراً من تصرفاتنا وأفعالنا وقراراتنا - وخاصة الحكام - وحتى الساعة تصب في هذا الإطار الشمولي الدعائي الصاخب.

ولنأخذ عدة أمثلة.. في كل عام نحتفي بعدة مناسبات أهمها عيد الوحدة.. وهناك احتفالات متتالية لسبتمبر وأكتوبر ونوفمبر...إلخ. وصرفت كما يقول رجال المال والاقتصاد في الدوائر الحكومية 194 مليار ريال منذ الوحدة وحتى عامنا الحالي.. وكلها تصرف بشكل عبثي للتطبيل والتزمير والأعمال الدعائية ونصف هذه المبالغ أو أكثر من نصفها تذهب إلى جيوب الفاسدين.

تتكلم الحكومة في وقتنا الراهن عن عدة برامج لها لتقليص الإنفاق..بل تصل تصريحاتها إلى تقليص بعض المؤسسات الحكومية كالخارجية وسفاراتها في الخارج، وتردد حيناً عن تشديد رقابتها على استثمارات الدولة وإيرادها ويعتبرون أن هذه ليست إلا خطوات في مسيرة الألف ميل لتجفيف منابع النهب والفساد.

ومخاوفنا أن تبقى هذه الأحاديث الحكومية مجرد أحاديث للاستهلاك الدعائي، حيث إنه لا تجرى ولا تتخذ إجراءات قاطعة وفعلية، وسنجد أنفسنا بعد وقت نعود إلى قوة العادة وإلى السيرة السابقة.. وعلى طريقة المثل القائل (عادت حليمة إلى عادتها القديمة).

لماذا لا نقيم احتفالاتنا بالمناسبات الوطنية - في إطار تقليص الإنفاق -بأشكال غير مكلفة ولا تصرف عليها المبالغ الطائلة ونقتصرها على خطاب رسمي في أجهزة الإعلام ..بهدف التذكير والتقييم لما يمكن إنجازه ليوم غد.

وتصرف المليارات أو مئات الملايين على البنية التحية المتهالكة، أو القيام بمشاريع مهما صغر حجمها بحيث نتذكر أنه ما يزال 67% من السكان يعانون في المدن والقرى غياب الكهرباء والماء، كما أن 75% منهم يعيشون في غياب الصرف الصحي.. وفي بلد تسودها البطالة حيث وصلت نسبتها إلى 42% من مجموع القوى العاملة.. وفي بلد يعاني كذلك 62% من سكانه الفقر والعوز.

وما أجمل أن يسود العقل والمنطق وأن تكون مصلحة المواطنين فوق كل اعتبار، خاصة وأننا قد شبعنا طوال السنوات الماضية شبعاً وصل إلى حد الثمالة من (البرع) و(الزوامل) والأهازيج والمهرجانات والاستعراضات العسكرية والمدنية المكلفة.. والخطابات الإعلامية المهترئة والأحاديث المنمقة عن إنجازات كاذبة ووهمية.

هذا ما نأمله وما نتمناه .. إذا كنا صادقين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى