قضية بعنوان (الكرة اليمنية و(الإتجاه المعاكس))

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة:

> حقيقة أصابني الغيظ والكمد، وأنا أشاهد أطراف الحوار في قضية الكرة اليمنية الذي بثته قناة الجزيرة في برنامجها الحواري (الرياضة قضية)، وهم يتصارعون أمام الملأ في مشهد ذكرني ببرنامج (الاتجاه المعاكس) الذي يبث من نفس القناة، حينما يصر طرف على رأيه ومصادرة رأي الآخرين، حتى وجد المتألق الزميل أيمن جادة معد ومقدم البرنامج نفسه وكأنه يمثل دور زميله فيصل القاسم في موقف أعتقد أنه سيكون ضمن المواقف الطريفة، التي لن ينساها والتي ستبقى في ذاكرة المشاهد، ليس بسبب القضية المثارة، وإنما للمواقف الطريفة التي اتحفنا بها الضيوف باستثناء الأستاذ الزميل الإعلامي مطهر الأشموري، الذي كان متزناً في طرحه وتشخيصه لهذه المشكلة بطريقة سلسلة، تنم عن عقلية خبرت خفايا وأسرار ما يحصل للكرة اليمنية من هذه المفاجآت، التي يفاجئنا بها من هم على قمة الهرم الرياضي في اليمن.

المشهد الذي تم عرضه والذي أرادت قناة الجزيرة أن تجعل الجميع على مقربة منه، وتعريف المشاهد بأصل وفصل حكاية أزمة الكرة اليمنية، التي تعدت مشكلاتها المحلية المعتادة، لتصل إلى مقر الاتحاد الدولي، ومن ثم أصبحت مادة دسمة للإعلام العربي .. المشاهد الذي تسمر أمام الشاشة لمدة ساعة ونصف الساعة، كان يأمل في نفسه أن يقدم أطراف الحوار على طرح القضية بهدوء وبحلول، حتى يتم حل هذه الأزمة، التي ولدت من رحم العداء الشخصي والمغلفة بالديمقراطية والثوابت وغيرها من هذه الشعارات، التي تغنى بها أطراف القضية، وفوجئ المشاهد بأشياء أخرى منها عدم وجود الأسلوب السهل في المحاورة حين تلعثمت الألسن ولاكت الكلام كعلكة لبان أبو حربة، إضافة إلى ظهور الأنانية وحب الذات في (أنني على صواب ومن بعدي الطوفان) فبدلاً من إيقاف (سلطنة) الاتحاد الدولي في أمور عدة، وعدم النيل من سمعة البلد، نرى طرحاً ركيكاً جعل المشاهد والمتابع للكرة اليمنية ينكسف، ويتوارى عن الأنظار في ظل قيادة وكوادر بهذا المستوى في طرحهم، الذي لا يتناسب أبداً مع مؤهلاتهم العلمية أو العملية في أنهم هم من يقودون الكرة اليمنية، والتي بهم ستضل الطريق إلى الهدف وستحسب علينا ضربة مرمى.

قضية الكرة اليمنية صدقوني لاتهم الاتحاد الدولي في شيء سوى في مقاس معرفة عضلاته تصل إلى أين .. فاليمن يحتل المراتب الأخيرة في تصنيف الاتحاد الدولي، ولا هناك صيت للكرة اليمنية المتقوقعة في مكانها والمحبوسة بعقلية قياداتها، بقدر ما هو فرض عضلات والسلام كالحاجة (أمريكا)، لنعرف حجم ونفوذ الاتحاد الدولي (الفيفا)، وبما أننا من أوصل الأمور إلى هذا الحد، وفضحنا أنفسنا أمام الله وخلقه، فإنه مطلوب تنفيذ توجيهات الرئيس القائد في إبعاد من هم أساس وسبب المشكلة، والابتعاد عن الأنانية، والسمو بالأفكار لتصل إلى مستوى طموح الشارع الرياضي الذي طرح رأيه بكل شفافية ومن دون اللف والدوران والمؤامرات التي حيكت، كما سمعنا من أحدهم، الذي ظل متشبثاً بكرسي الرئاسة لمدة 15 سنة، ويوم أخفق في الانتخابات قال إن هناك مؤامرات حيكت بليل .. غريب جداً أن نسمع مثل هذا الكلام والأغرب أنهم يتكلمون عن الديمقراطية التي يريدونها مفصلة عليهم.

أعجبني أيضاً طرح الزميل الأعسم الذي اعترف بفشل الإعلام ككل في حل المشكلة، لكونه إعلاماً منقسماً بين أطراف الصراع ويتبع مصالحه الآنية، ولا يتعامل بمهنية في طرحه لهذه الأزمات.. لذلك فإن المطلوب هو عدم المساس بسمعة اليمن قولاً وعملاً، وأن نسلم ونتمسك بالقول الفصل للجمعية العمومية التي ينادي بها الاتحاد الدولي، وهي ضمن مبادئه، ولا يحق له تحديد كم هم أعضاء الجمعية العمومية، كما يريد البعض ،لكون مصالحهم تضررت اليوم، وهم بالأمس من دخلوا بأسماء هذه الأندية التي يريدون أن يمنعوها عن ممارسة حقها في انتخاب من تريد.. وحتى لا تطول المشكلة فإن الأمل كبير في حلها عبر الشخصية المرموقة الأخ محمد بن همام، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لنطوي صفحة سوداء في تاريخ الكرة اليمنية.. ولا سامح الله من كان السبب.. والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى