مشاعر التضامن تقرب بين الشيعة والسنة في العراق بعد حادثة جسر الائمة

> بغداد «الأيام» ا.ف.ب :

>
رئيس الوزراء العراقي الشيعي ابراهيم الجعفري
رئيس الوزراء العراقي الشيعي ابراهيم الجعفري
ترى السلطات العراقية في مشاعر التضامن مع ضحايا فاجعة التدافع فوق جسر الائمة في بغداد، اشارة الى تقارب ممكن بين الشيعة والسنة الذين تقسمهم الخلافات بشان مشروع الدستور.

واشارت مصادر سياسية مختلفة الى اتصالات غير رسمية بين كيانات سياسية في محاولة لايجاد صيغة مقبولة لكل بنود مشروع الدستور التي يعترض عليها السنة.

وقد ضرب رئيس الوزراء العراقي الشيعي ابراهيم الجعفري مثل مواطن سني قضى وهو يسهم في انقاذ زوار العتبات المقدسة من طائفته اثناء التدافع الاربعاء ليثبت ايمانه في مثل هذا التقارب.

وقال الجعفري "سيستمر الشيعة والسنة في تكاملهما معا وباحترام متبادل".

واضاف ان "الشيعي يموت ويستشهد في مناطق سنة في مناسبة ما ونرى الاخر يضحي بحياته ويحاول انقاذ الثاني" في اشارة لاحد السنة الذي مات غرقا عندما كان يحاول انقاذ احد الزوار الشيعة من نهر دجلة الاربعاء الماضي.

واوضح الجعفري "سقط الشهيد عثمان علي العبيدي (سني من منطقة الاعظمية) بعدما انقذ ستة زوار شيعة من الغرق (...) وهذه رسالة الى العالم باسره بان حقيقة المشكلة ليست بين الشيعة والسنة".

واعرب الجعفري عن رغبته العميقة في لقاء عائلة الشهيد العبيدي الذي وصفه "مثالا لعوائلنا السنية المحترمة".

وكان مسؤولون شيعة قد الصقوا تهما بالمتطرفين السنة وحملوهم مسؤولية انتشار شائعات عن وجود انتحاري وسط الحشود الهائلة من الزوار الذين كانوا على جسر الائمة مما ادى الى مقتل قرابة الف زائر عراقي.

واعلن رئيس الوزراء العراقي في الوقت نفسه عن تبرعه برواتبه الشخصية حتى نهاية هذا العام لعوائل الضحايا الشيعة الذين فارقوا الحياة في ذكرى وفاة الامام الكاظم.

وقد رفعت صلوات الجمعة في الحسينيات عن ضحايا الفاجعة وتم جمع التبرعات لصالح عائلات الضحايا,واعرب عدد كبير من السنة عن تضامنهم مع الضحايا بحسب شهادات بثتها شبكة "العراقية" التلفزيونية.

السفير الاميركي زلماي خليل زاد
السفير الاميركي زلماي خليل زاد
ولم تتوقف الشبكة عن التذكير بحملات التبرع بالدم التي نظمها رجال الدين في المعقل السني في الفلوجة غرب بغداد اعتبارا من اليوم الاول للماساة لصالح ضحايا التدافع.

وواصل العراقيون امس السبت التوجه الى المراكز المفتوحة في بغداد لتقديم تبرعاتهم.

وفي اجواء الحداد المعلن في البلاد، تطرقت مصادر سياسية الى اتصالات غير رسمية تهدف الى اعادة صياغة بعض بنود مشروع الدستور الذي اعلن الانتهاء من صياغته في 28 اب/اغسطس.

واعلن خالد العطايا العضو الشيعي في لجنة صياغة الدستور لوكالة فرانس برس "لا مفاوضات رسمية وانما اتصالات غير رسمية بين كافة الاطراف لاعادة صياغة بعض المواد وخصوصا المادة الثالثة بما يؤدي الى الموافقة عليها من قبل العرب السنة".

واكد جواد المالكي الرجل الثاني في حزب الدعوة بزعامة الجعفري، حصول مثل هذه الاتصالات معلنا ان النقاش يدور حول هوية العراق وبحث امكانية اضافة عبارة ان هذا البلد "عضو مؤسس وناشط في الجامعة العربية" الى المادة الثالثة.

والسنة الذين اشار احد مفاوضيهم سعد الجنابي الى مثل هذه الاتصالات، يرفضون صيغة هذه المادة التي لا تشير الا الى انتماء العراقيين العرب الى الامة العربية.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو معرفة ما اذا كان لدى القادة العراقيين امكانية القيام، في حال الموافقة، بتعديل نص مشروع الدستور.

واعتبر السفير الاميركي زلماي خليل زاد ان الامر ممكن عندما اعلن في 30 اب/غسطس "اذا قرر العراقيون في ما بينهم، سواء كانوا اعضاء في الجمعية الوطنية ام لا، ادخال بعض التصحيحات على مشروع (الدستور) المقدم قبل يومين او ثلاثة ايام، فان بامكانهم القيام بذلك".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى