الكوابيس لا زالت تطارد ضحايا صدام

> بغداد «الأيام» رويترز :

>
الكوابيس لا زالت تطارد ضحايا صدام
الكوابيس لا زالت تطارد ضحايا صدام
حين يجلس عامر المالكي في مقهي او يقود سيارته يتخيل انه لا يزال يشعر باعين عملاء الشرطة السرية للرئيس العراقي السابق صدام حسين تلاحقه,وقال المسؤول السابق في حزب البعث "كانوا يراقبون كل خطوة اخطوها,في كل مرة اخرج فيها كانوا يتبعونني. استمع جواسيسه لكل احاديثي."

ويمثل صدام امام القضاء في التاسع عشر من اكتوبر متهما بارتكاب جرائم ضد الانسانية تتصل بمقتل 143 شيعيا عقب محاولة فاشلة لاغتيالة في عام 1982.

كما وجه إليه الاتهام بارتكاب جرائم اخرى خلال العقود الثلاثة التي تولى فيها السلطة وسيحاكم في قضايا اخرى. وتشمل الاتهامات الابادة الجماعة ودفن مئات الالاف في مقابر جماعية واطلاق غازات سامة على قرى كردية. وفي حالة ادانته سيواجه عقوبة الاعدام شنقا.

وتبين الارقام حجم وخطورة الاتهامات ولكن وراء الارقام ضحايا مزعومين لصدام يقولون ان الكوابيس تطاردهم.

وبدأ كابوس المالكي بعد ان اقترح ببساطة عقد مؤتمر مغلق لمراجعة السياسة العسكرية عقب طرد القوات العراقية من الكويت في عام 1991. فاتهم بإهانة صدام وفصل من وظيفته المجزية بوزارة الاسكان وطرد من حزب البعث بعد عضوية دامت عشرين عاما.

واقتفى عملاء المخابرات اثره في جميع تحركاته في بلد وصفها الكاتب العراقي كنعان مكية بانها "جمهورية الخوف" اي مكان يخشى فيه الناس توجيه اي كلمة نقد للنظام حتى أمام احبائهم.

واعتاد المالكي واسرته الخوف من الطرقات على الباب في منتصف الليل وخضع منزله للمراقبة طوال ساعات اليوم وسجلت جميع محادثاته الهاتفية.

وقال المالكي (48 عاما) " كانوا يهددون دائما بايذاء زوجتي واطفالي"ويبدو المالكي بشاربه الاسود الكثيف كاحد اقارب صدام وقد اطلق شاربه لاظهار ولائه للزعيم المخلوع.

وبعد ان عانى لسنوات من جنون الشك الذي سببته الدولة عاد المالكي لحي الحرية في عام 2000 وشجعه اقاربه واصدقاؤه على الانضمام إلى البرلمان وبدات حياته تبدو افضل.

وحينئذ تدخلت الشرطة السرية وحددت اقامته في منزله واعلن مقتله في حادث سيارة,وفي يوم من الايام اصطحبه ثلاثة عملاء لسجن الحاكمية بوسط بغداد. ويعلم كل عراقي مصيره بعد ذلك.

وقال "سحبوني امام صف طويل من الزنازين حيث كان نحو ثمانية حراس يضربون سجينا وحدا.

"وضعت في زنزانة صغيرة وقالوا لي ان اسمي لم يعد عامر بل السجين رقم 957."

وصفعه محقق على وجهه ونعته بالكلب ثم نقل المالكي لما يطلق عليه السجناء "شيراتون" وهو مجمع تحت الارض يسمع فيه صدى الصراخ والعويل بغرف التعذييب.

وقيدت يدا المالكي وراء ظهره وعلق في السقف وضرب حتى اصيب بقيء من جراء الالم وفقد الوعي.

واتهم بالعمل مع المخابرات الاسرائيلية حين كان يحارب في لبنان بموافقة الحكومة العراقية في عام 1976 قبل وقت طويل من غضب صدام عليه.

وحين يروي مأساته يرفع سرواله ليكشف اصابته برصاصة اسرائيلية في الساق خلال الحرب,وقال "حاولت ان اقول لهم انني اصبت في ساقي ولكنهم اتهموني بانني جاسوس لانني شوهدت على قارب اسرائيلي. كنت على متن قارب يحمل عددا كبيرا من السجناء الاخرين وقد ابلغت الحكومة بالامر في ذلك الحين."

وبدأت الاتهامات تنهال وسرعان ما اتهم بانه جاسوس الماني ثم قدموا إليه طريق الخلاص,وقال المالكي" تزوجت قريبة لي من بعثي فر إلى المانيا وطلبوا مني السفر إلى هناك وقتله مقابل حريتي."

هذا اسلوب قديم يلجأ إليه صدام الذي يكن اعجابا قديما باساليب جوزيف ستالين .ولكن المالكي رفض.

ويضيف "كنت احاول تذكر صوت زوجتي واطفالي واصدقائي حين يتحدثون إلي."

وبعد اشهر طويلة في الحاكمية اصدرت المحكمة ضده حكما بالسجن لمدة سبع سنوات في سجن ابو غريب بتهمة اهانة صدام قبل حوالي عشرة اعوام. واطلق سراحه بعد عام دون ابداء اسباب.

وغمرته السعادة حين اطاحت القوات الامريكية بصدام بعد ثلاث سنوات وتطلع لعهد جديد من الديمقراطية.

ومن اقسى المفارقات ان المالكي عاد إلى ابوغريب العام الماضي ولكن هذه المرة كان السجن تحت سيطرة الولايات المتحدة في الوقت الذي تسربت فيه صور تبين سوء معاملة القوات الامريكية للسجناء مما اثار ادانة دولية.

وقال "كنت افتح سيارتي بجهاز تحكم عن بعد حين بدا جنود امريكيون يستجوبونني,ثم بدأوا تفتيشي بحثا عن اثار متفجرات. وخلصوا إلى انني اصنع أسلحة’كانت حادثة سخيفة."

وقال "احتجزني الامريكيون اولا في قفص اصغر من غرفتي في السجن في عهد صدام,كان صغيرا بحيث لا يتسع الا لكلب. ثم اعادوني إلى ابو غريب."

ومن المفارقة انه التقى عينا بعين في السجن مع مأمور سجن الحاكمية وكان اغراء الانتقام قويا ولن المالكي شعر انه ذلك لن يساعده على نسيان الماضي ولا حتى صدور حكم اعدام ضد صدام.

ويقول "كنت اعتقد ان التعذيب الذي يرجع إلى العصور الوسطي يحدث في الافلام فقط حتى كابدته. لازلت لا اصدق ان صدام لم يعد في السلطة."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى