انتحار وزير الداخلية السوري غازي كنعان برصاصة في فمه

> دمشق «الأيام» ا.ف.ب :

>
ضباط شرطة سوريون يقفون بالقرب من مبنى وزارة الداخلية في دمشق أمس
ضباط شرطة سوريون يقفون بالقرب من مبنى وزارة الداخلية في دمشق أمس
اعلنت الحكومة السورية امس الاربعاء انتحار وزير الداخلية غازي كنعان المسؤول السابق عن الاستخبارات العسكرية السورية في لبنان والذي استجوبته لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري، وذلك قبل بضعة ايام من تقديم اللجنة تقريرها.

وفي حديث اجرته شبكة السي.اي.اي مع الرئيس السوري بشار الاسد قبل ساعات قليلة من اعلان انتحار كنعان، نفى الرئيس السوري اي علاقة لبلاده باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري لكنه اكد ان اي مواطن سوري يثبت تورطه في هذا الحادث سيعتبر "خائنا" يجب "معاقبته بشدة".

واعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) في بيان مقتضب "ينعي مجلس الوزراء وفاة السيد اللواء غازي كنعان وزير الداخلية الذي توفي في مكتبه قبل ظهر امس منتحرا".

واضافت الوكالة "تقوم السلطات المختصة باجراء التحقيقات اللازمة فى الحادث".

غير ان ايا من الوكالة والحكومة لم توضح ظروف عملية "الانتحار" هذه التي وقعت في مبنى وزارة الداخلية بوسط دمشق.

وقال العميد وليد اباظة مدير مكتب غازي كنعان في تصريح لوكالة فرانس برس ان الوزير انتحر برصاصة في فمه.

وقال اباظة ان "اللواء كنعان غادر الوزارة لمدة ثلث ساعة الى منزله ثم عاد ودخل مكتبه وبعد عدة دقائق سمع صوت طلق ناري وكانت الطلقة من مسدس في فمه".

واوضح ان كنعان سيدفن اليوم الخميس في بلدته بحمرة القريبة من اللاذقية، على بعد 350 كلم شمال غرب دمشق.

ولم تعلن السلطات السورية حتى مساء امس عن اي اجراءات خاصة للجنازة. وواصل التلفزيون والاذاعة السوريان بث برامجهما المعتادة بعد اعلان نبأ انتحار الوزير.

في المقابل اثار نبأ انتحار كنعان اهتماما شديدا في لبنان حيث تناولته وسائل الاعلام باستفاضة.

وردا على سؤال عن هذا الحادث دعا مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش امس الاربعاء من بيروت دمشق الى التعاون في التحقيق الدولي في اغتيال الحريري.

وزير الداخلية السوري غازي كنعان
وزير الداخلية السوري غازي كنعان
وقال ولش للصحافيين اثر اجتماعه برئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة "نستمر في دعوة الحكومة السورية للتعاون في التحقيق الدولي في اغتيال رفيق الحريري حتى تظهر الحقيقة ويطوى هذا الفصل الحزين من تاريخ لبنان".

واضاف "اريد الاشارة الى ان كنعان كان يلعب دورا محوريا خلال سنوات طويلة في عصر الوصاية والاحتلال السوري للبنان. دوره ودور رسميين سوريين اخرين كان يزداد
خلال هذه السنوات".

وكان ولش قد وصف انتحار كنعان بانه "حدث كبير" وذلك خلال رده على الصحافيين اثر لقائه وزير العدل اللبناني شارل رزق.

وكنعان (63 سنة) من الشخصيات السورية التي استجوبها القاضي الالماني ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري الشهر الماضي في دمشق.

تولى كنعان رئاسة الاستخبارات السورية في لبنان لنحو عشرين عاما من 1982 الى 2002 قبل عودته الى سوريا حيث عين وزيرا للداخلية في تشرين الاول/اكتوبر 2004.

وياتي الاعلان عن انتحار اللواء كنعان قبل ايام من تسليم ميليس تقريره بشان اغتيال الحريري في نهاية تشرين الاول/اكتوبر الحالي الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان وقد اتهمت اطراف لبنانية عدة النظام الامني السوري اللبناني بالوقوف خلف اغتياله.

وكان كنعان اتصل هاتفيا باذاعة صوت لبنان في بيروت صباح الاربعاء لينفي خبرا اوردته مساء امس الاول الثلاثاء محطة تلفزيونية لبنانية خاصة عن الشهادة التي ادلى بها امام لجنة التحقيق الدولية وقال "هذا اخر تصريح ممكن ان اعطيه".

واكد كنعان انه قدم شهادته للجنة الدولية في اغتيال الحريري وطلب من مقدمة البرنامج ان تعطي تصريحه لثلاث محطات تلفزيونية لبنانية، واختتم حديثه بالقول لها "هذا اخر تصريح ممكن ان اعطيه".

وكانت محطة نيو تي في، التي طالما عرفت بعدائها للحريري، ذكرت في تقرير بثته مساء امس الاول الثلاثاء ان كنعان قال امام المحققين الدوليين في اغتيال الحريري بانه كان يتسلم شيكات من الحريري ويوزعها على لبنانيين وسوريين وانه محتفظ بنسخ عنها.

واوضحت المحطة ان كنعان ذكر بالتحديد انه قبض من الحريري 10 ملايين دولار من اجل فرض القانون الانتخابي للعام 2000 الذي حقق الحريري بموجبه فوزا كبيرا في الانتخابات التشريعية في وقت كان في المعارضة.

وفي تموز/يوليو الماضي اكد كنعان انه لا يملك "اية معلومات" عن اغتيال رفيق الحريري لان الاستخبارات السورية في لبنان "كانت معنية فقط بامن" القوات السورية فيه.

وقال في حديث مع موقع سوري الكتروني نشرته صحيفة السفير اللبنانية "في الحقيقة ليست لدينا اية معلومات (حول اغتيال الحريري) لاننا خرجنا من لبنان امنيا وعسكريا ولان المخابرات السورية في لبنان كانت معنية فقط بامن قواتنا والتنسيق من خلال الشرعية فيه".

وكانت السلطات الاميركية من جانبها جمدت في اخر حزيران/يونيو الماضي ارصدة غازي كنعان وكذلك شخصيات سورية اخرى ابرزها خلفه في لبنان رستم غزالة الذين اتهمتهم "بالمساعدة في الارهاب" و"زعزعة استقرار" المنطقة.

وقام القضاء اللبناني في ايلول/سبتمبر وبطلب من لجنة التحقيق الدولية بتوقيف اربعة قادة امنيين لبنانيين بينهم قائد الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان الذين كانوا ركائز النظام الامني الذي اقامته سوريا في لبنان لارساء هيمنتها على هذا البلد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى