مع القرآن

> «الأيام» علي بن عبدالله الضمبري:

> يقول ربنا تبارك وتعالى {إنما المؤمنون الذين إذا ذُكر الله وَجِلَت قلوبهم وإذا تُليت عليهم آياتُه زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون ü الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون} الانفال 2-3 .

في هاتين الآيتين إشادة بالمؤمنين وإشارة إلى موضوع (زيادة الإيمان) الذي يتأثر بالموقف الشعوري والحالة العبادية والأجواء المحيطة.. وقد وردت نصوص قرآنية ونبوية تؤكد هذا المعنى كقوله تعالى {ما زادهم إلا إيماناً وتسليماً} الاحزاب 22 وقوله {أيكم زادته هذه إيمانا} التوبة 124 . وقوله {ليزدادو إيماناً مع إيمانهم} الفتح 4 وقوله {ويزداد الذين آمنوا إيماناً} المدثر 31. وإذا كنا في هذه الأيام المباركة في ظل هذا الشهر المقدس المعظم نلاحظ زيادة الطاقة الإيمانية وتدفق الشحن الروحي على بطاريات القلوب التي تتسابق على موائد الرحمن، وتتسارع على ممارسة الطاعات والعبادات، وازدياد عدد الذين {يقيمون الصلاة} في رمضان.. فإن على الجميع أن يحافظ على هذا الزخم العاطفي ليتحول إلى موقف واع يعمل على زيادة وتعميق وتثبيت الإيمان، لأن هذا «الإيمان يزيد في قلب وحياة صاحبه، يزيد ويزيد حتى يملأ على صاحبه قلبه ووجوده، ويكون نوراً يضيء له حياته.. ويكون هو قد تمثل الإيمان عملياً في حياته، وتجسد الإيمان به وحل في كيانه: كلامه إيمان، ونظره إيمان، وسمعه إيمان، وذهنه إيمان، قيامه وقعوده إيمان، نومه ويقظته إيمان، حركته وسكونه إيمان، أنفاسه ودقات قلبه إيمان، خواطره وخيالاته إيمان، أو قل: إنه هو إيمان» كما يقول د. صلاح الخالدي في كتابه القيم (في ظلال الإيمان) صفحة 104 .

إن الإيمان يزيد بالطاعات المخلصة، والحق جل وعلا «يفرح» بعودة عباده إلى عبادته، ويتقرب إلى من يطيعه من خلقه وممن يسجد لله ويقترب من الله إذ «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد» رواه مسلم وإن تقرب العبد الطائع شبراً «تقرب الله» إليه ذراعاً، وإن أتى العبد ربه يمشي أتى الله إليه هرولة.. ويزيد الايمان ويترسخ بصلاة القيام، وتقديم الصدقة، وإشاعة المحبة، ونشر الخير، وطلب العلم، وإفشاء السلام ويزيد ذلك كله حتى يسمو إلى درجة المحبة بين العبد وربه القائل في الحديث القدسي «وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها» رواه البخاري.

وليس في الحديث القدسي السالف مظنة «الحلول والاتحاد» كما يزعم الجاهلون والكاذبون بل هو دليل على زيادة القرب، وحلاوة الأنس، وحالة الرضاء، وشعور الحب {والذين آمنوا أشد حباً لله} البقرة 165. بل الله {يحبهم ويحبونه} المائدة 54 . وهذا الحب يفترض اتباع رسول الله [ الذي قال له ربه {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}.

اللهم إنا نسألك حبك، وحب نبيك الأمين وحب آله الطاهرين وحب أصحابه المنتجبين وحب كل المؤمنين الصادقين والحقنا بالصالحين.. آمين. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى