قصة قصيرة بعنوان (الوكيل)

> «الأيام» محمد أبوبكر الحداد:

> اندهش أحمد من الحنان الزائد الذي يظهره هذه الأيام الوكيل الذي ائتمنه أبوه الراحل على أملاك الأسرة، واستغرب هذا الحضور المتوالي إلى بيتهم، والاصلاحات التي يستحدثها في الطابق العلوي، وتبليط ممرات الحديقة، واستبدال أجهزة الهاتف، والتودد الذي يبديه تجاه أخيه الأصغر وملابس الرياضة التي يحضرها أثناء زياراته.

تساءل في نفسه ترى ما سر هذه الزيارات؟ وما هدف الوكيل من وراء ذلك؟ وما الأغراض التي يريد أن يجني ثمارها؟ لعلمه أن هذا الوكيل منذ وفاة الوالد وهو لم يزرهم إلا في المناسبات، وقد استغل صغر الورثة وعدم فهمهم في أمور التجارة فذهب يعقد الصفقات ويستغل سمعة الوالد ليفتح فروعاً له دون رقيب، بينما الأسرة تعيش حياة الكفاف، تتجرع الغصص وهي تنظر إلى أموالها تبعثر يمنة ويسرة لشراء ذمم العمال داخل المؤسسة ، حتى أثرى الوكيل وأصبح كالأخطبوط لا يستجيب لطلبات الأسرة إلا بعد عناء وإلحاح.

جلس أحمد يبحث في ذاكرته عله يتوصل لإجابة عن هذه الحيرة التي تكتنفه، وأسرع إلى خزانة الوالد التي غطاها الغبار، وأخذ يقلب تلك الوريقات فكانت المفاجأة أن التوكيل الذي أقره الوالد ينتهي هذا الشهر عند بلوغ أحمد سن الرشد.

هنا أدرك أحمد سر العناية الزائدة، وهدف الوكيل من تجديد الوكالة له، ليبسط اليد على المؤسسة التي شارفت على الإفلاس، فكان أن عرض الأمر على الأسرة فاستقر رأيها على اختيار ابن الجيران، ذلك الشاب الطموح الذي خبروا أمانته وصدقه ونزاهته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى