الواي والهلال يتعادلان بدون أهداف وعمر العوذلي يستحق لقب (الصقر)

> «الأيام الرياضي» رياضة زمان:المراقب الرياضي

> شهد جمهور كرة القدم مباراة كبرى بين فريقي الشبيبة المتحدة (الواي) والهلال على ملعب الشيخ عثمان، وذلك في 7/12/1958م، وهي المباراة التي نظمها الاتحاد الرياضي لصالح عمال المملاح المضربين، وقد كان ضيف شرف المباراة نقيب المعلمين الأستاذ جعفر علي عوض الذي وضع أمامه كأس الاتحاد الرياضي الضخم والترس الجميل لتقديمهما للفريق الفائز.

نزل الفريقان إلى الميدان بعد أن صافحهما ضيف الشرف وسط الهتافات والتصفيق المنبعث من ذلك الاهتمام لمشاهدة هذين البطلين، وقد فوجئ الجمهور بعودة البطلين الرياضيين العراسي ومحمد علي إسماعيل إلى أرض الملعب بعد غيبة طويلة، كما فوجئ الجمهور أيضاً بنزول بعض اللاعبين الأشبال وهم: حسن أحمد عون ومحمد محسن ومحمد علي عولقي وحسين عبده اسماعيل، وهذه خطوة جميلة لتشجيع الأشبال.

الشوط الأول
صفر الحكم القدير علي محبوب إيذاناً ببدء المباراة، وبدأ اللعب وشاهدنا الهجوم متعادلاً في الشوط الأول، ولم ينجح هجوم الفريقين في إرسال الكرة إلى الهدف، بل ظلت لعدة دقائق تتقاذفها الأقدام بعيدة عن الهدف، لشدة دفاع ظهيري الفريقين، وكانت إذا ما وصلت الكرة إلى يدي الحارس، فإنها تصل من تسديدة ضعيفة كانت تصطدم دائماً بأقدام الدفاع.. وفي الربع الساعة الأخيرة اشتدت المعركة وبرز فيها (الواي) الذي هدد مرمى الهلال ثلاث مرات كانت إحداها تلك الفرصة التي التقط فيها العراسي الكرة وجرى بها ناحية دائرة مرمى الهلال الصغيرة ووقف وجهاً لوجه أمام الحارس، لكنه ارتبك ولم يحكم تسديد كرته التي توقعنا بالتأكيد أنها ستهز الشبكة.

الشوط الثاني
وفي الشوط الثاني تغيرت بعض المراكز في الفريقين، الأمر الذي جعل المباراة تحلو أكثر فأكثر، وكان (الواي) ينجح في السيطرة على الكرة لبضعة دقائق، وهنا كان اللاعب القدير محمد علي إسماعيل قد اكتسب بعض النشاط، فاحتل مركز الهجوم واستطاع أن يرينا بعض تلك التوزيعات الرائعة التي اشتهر بها، وقرب انتهاء المباراة بدقائق قليلة صوب دفاع عام الواي (عمر عوذلي) ضربة قوية استقرت في شبكة الهلال، ولكنها لم تحتسب هدفاً لضبط الحكم حالة تسلل من جناح أيمن الواي، لتنتهي المباراة بالتعادل من دون أهداف

ملاحظات حول المباراة
لم يعجبني في هذه المبارة ذلك الاندفاع لخطف الكرة من الأقدام بقوة وبدون تعقل سببت بعض اللعب الخشن، كما لم يعجبني استئثار بعض اللاعبين بالكرة لإظهار (الحرفنة) في غير محلها، كما أن لاعبي الفريقين لم يلجأوا كثيراً إلى لعب(الباسنج)، وعلى الأخص مهاجمو الفريقين الذين لم ينجحوا في إيصال الكرة إلى دائرة المرمى، بل كان اللعب كله مركزاً على (الوسط)، مما جعل الحارسان للمرمى يقبضان على الكرة مرات قليلة تعد بأصابع اليدين، حيث كان الحارسان لا يشعران بالخطر الا عند تنفيذ ضربة الزاوية فقط.

لم يلمع في المباراة سوى هؤلاء اللاعبين: محمد محسن، علي محمد عبيد، صالح مثنى من الهلال.. ومن الواي: عمر عوذلي والعريجة وحسن عون والمقبلي الذي أطلقت عليه هذه الصفحة لقب (عملاق الواي)، وقد كان بالفعل عملاق هذه المباراة.

نظراً لإعجاب جمهور كبير بلاعب الشبيبه المتحدة الواي عمر أحمد عوذلي، ونظراً لتأييد هذه الصفحة لهذا الإعجاب فإنها يسرها من خلال مراقبة مندوبها في الملعب لهذا اللاعب الذي يلمع نجمه في أغلب المباريات، أن تقدم لقب (الصقر) للعوذلي المتألق، إذ أن المعروف عن الصقر أنه ينقض على فريسته بمهارة وشجاعة تمكنانه من الظفر بصيده، واللاعب العوذلي نشاهده ينقض على خصمه في الملعب فيتمكن كثيراً من خطف صيده الثمين الذي هو الكرة.

هذه هي أول مباراة خيرية من نوعها تقام لصالح العمال الكادحين، لذا نحيي هذه الروح الخيرة والوطنية في أنديتنا الرياضية التي بهذا العمل الطيب، والذي هو إقامة مثل هذه المباريات، إنما تكسب احترام ومحبة الجميع.

((الأيام)) العدد 108 في 12 ديسمبر 1958م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى