وتلك الأيــام..هل نبقى ناظرين لابن مريم..؟!

> م. محمد شفيق أمان:

>
م. محمد شفيق أمان
م. محمد شفيق أمان
جثم الفساد على أرضنا في يوم غاشم لجلج، وتنطّق المفسدون بها بعدما طالت ذيولهم، هم لا يكتوون بناره، ويرون فيه حياة لا غنى عنها لهم، ويغزلون من صمت القبور مظلة يستظلون بها، وفي كيل المديح كسبا للإمارة وشق الطريق إلى مفاتح الفيء ومال اليتيم والفقير دون محاسبة. أرضي التي كانت ردحاً من الزمان موطنا للصلاح وللأمان موئلاً، يصحو بها الإنسان كل يوم على طير يغني، وصبح مشرق ناعم أبلج، لا همّ للمسكين فيها والغني غير سعيه المحمود لكسب حلال رزقه المقسوم عند مليكه القيوم، ولدونه يأبى.

ألا يا صامتين كفى مذمةً، وإثماً يلف نحوركم، أما ترون؟ أما تسمعون؟ أو حتى تحسّون ثعالب تسعى بليل بينكم وتبول*! ثعالب أنست لصمت الميتين بأرضكم وتفرعنت، واليوم قد صارت تجوس خلالكم وضح النهار تسابق الريح وأنتم هامدون، تنخر وأحسب أنها أنخر من سوس إذا استشرى بأرض أتى على الحرث والنسل، فهيهات هيات يزول!

لو أنما نطق الحجر! وأمسكت الخضراء عنا المطر! واصفرّ كل ما على الغبراء من شجر! أبداً لا يعود لرشده ذاك الفسيد المفسد، إلا إذا... جاء المسيح المنتظر، فحينها قطعا سيخرج من جحورهم الصامتون، والميتون من الحُفر، ويهب عيسى مطوقا للمفسدين والصامتين معا، فعندئد لا ينفع نفساً إيمانها ولا الندم، فهل نبقى ناظرين لابن مريم هكذا؟! لا يقوى أحد على شيء يزيل به الخطر؟ هل من إجابة؟.. صمتا مخيما!! لا أسمع غير همس بعيد تضيق به الحفر..! حقيق أنه لا يستوي الظل إذا العود انكسر.

* قديما قالت عرب الجاهلية في قوم وقع بينهم الفساد: بالت بينهم الثعالب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى