صدام لرئيس المحكمة: لا أريدك أن تخاطبهم بل أريدك أن تأمرهم فأنت عراقي صاحب سيادة وهم محتلون وغزاة

> بغداد «الأيام» فرانسيس كورتا وعمار كريم:

>
الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ومعاونية في المحكمة يوم امس
الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ومعاونية في المحكمة يوم امس
رفعت المحكمة العراقية الخاصة التي تحاكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وسبعة من معاونيه، جلسة أمس الاثنين الى الخامس من ديسمبر لتعيين وكيل دفاع لنائب الرئيس السابق طه ياسين رمضان بعد ان رفض محاميا عينته المحكمة,وبدت معنويات الرئيس العراقي المخلوع مرتفعة كعادته خلال جلسة محاكمته فلم يتأثر بما يدور حوله وتمسك برباطة جأشه وكان يستمع باهتمام وهدوء شديدين لكل مايدور حوله.

وصدر اعلان المحكمة عند استئناف الجلسة بعد ظهر أمس اثر تعليق دام ساعة معللا بتمكن رمضان من توكيل احد المحامين بعدما رفض محاميا عينته المحكمة.

وطلب المحامي الرئيسي لصدام حسين خليل الدليمي تأجيل المحاكمة 30 يوما، لكن طلبه جوبه بالرفض.

واستؤنفت محاكمة الرئيس المخلوع وسبعة من مساعديه في قضية واحدة تتعلق بقتل 148 قرويا شيعيا في 1982، حسبما افاد مراسل وكالة فرانس برس داخل قاعة المحكمة. وبدأت الجلسة الساعة 12:17 بالتوقيت المحلي (09:17 تغ) بحضور صدام ومساعديه فضلا عن 12 محاميا. كما حضر الجلسة رامسي كلارك وزير العدل الاميركي السابق والمحامي الاردني عصام الغزاوي ووزير العدل القطري السابق نجيب النعيمي.

وطلب رئيس المحكمة رزكار محمد امين ادخال "المتهمين بدون اغلال او قيود".

ودخل معظم المتهمين الى قاعة المحكمة وهم يرتدون الملابس العربية التقليدية الدشداشة والعقال بينما ارتدى صدام الذي كان آخر الواصلين كما في المرة السابقة بزة قاتمة بدون ربطة عنق حاملا بيده المصحف.

بعد ذلك طلب رئيس المحكمة من كلارك والنعيمي اداء القسم فأدياه. وطلب رئيس المحكمة من الدليمي توكيلا خطيا من موكله يخول كلارك والنعيمي والغزاوي الدفاع عنه.

في غضون ذلك قطع مذيع أمس الاثنين محاكمة صدام حسين بعد أن بدأ الرئيس السابق مشادة مع كبير القضاة. وقطع الصوت وتحولت الصورة إلى ميزان العدل . وأذيعت المحاكمة بعد تأخر 30 دقيقة قبل استئناف الارسال.

وقبل تركيز الصورة على ميزان العدل كان صدام يشكو للقاضي رزكار محمد أمين من مصادرة قلمه وورقه منه وسمحوا بتدخل "المحتلين" في شؤونه.

وتساءل صدام عن السبب الذي جعلوهم يأخذون القلم والورقة اللذين يحتاج إليهما في الدفاع عن نفسه.

وفي وقت سابق سأل القاضي صدام عن سبب تأخره قليلا.

وقال صدام إنهم أحضروه إلى الباب وإنهم أوثقوا يديه ولا يمكن إدخال المتهم بهذه الصورة. وشكا صدام من أنه تعين عليه صعود السلم أربع مرات بسبب تعطل المصعد.

وقال له القاضي أمين إنه سيبلغ الشرطة بهذا الأمر محافظا على نفس النبرة الهادئة المهذبة التي اتسم بها خلال عدة مشادات سابقة أثارها صدام في أول يوم من المحاكمة.

محامي صدام حسين وزير العدل القطري السابق نجيب النعيمي
محامي صدام حسين وزير العدل القطري السابق نجيب النعيمي
وأجاب صدام قائلا إنه لا يريد منه إبلاغهم بل يريد أن يأمرهم اذ انهم غزاة ومحتلون ولابد من توجيه الأوامر إليهم.

فتدخل الرئيس السابق قائلا "لماذا ينتزع قلمي مني واوراقي وكيف للمتهم ان يدافع عن نفسه اذا جرد من القلم والورقة"؟ وعندما طلب رزكار احضار اوراق بيضاء وقلم له، قال صدام بحزم "لا اريدك ان تناديهم بل اريدك ان تأمرهم فهم في بلادنا وانت صاحب سيادة. انت عراقي وهم محتلون اجانب وغزاة".

ثم طلب الدليمي من رئيس المحكمة تلاوة سورة الفاتحة على روح المحاميين من فريق الدفاع سعدون الجنابي وعادل الزبيدي اللذين قتلا على ايدي مسلحين مجهولين في حادثين منفصلين مؤخرا. ووافق رئيس المحكمة على الطلب.

ثم وقف صدام وسبعة من اعوانه وفريق المحامين وبدأوا تلاوة سورة الفاتحة.

واعقب ذلك تشغيل قرص مدمج (سي دي) يظهر فيه صدام واقفا امام اربعة اشخاص تم اعتقالهم من قبل حراسه الشخصيين في الدجيل.

ويظهر في الشريط الذي اعيد تشغيله عدة مرات احد هؤلاء الاربعة يتوسل اليه قائلا "ارجوك سيدي انا في الجيش الشعبي... انا فداك"، فيرد صدام حسين "فرقوهم كل واحد على حدة". واثار هذا الفيلم غضب صدام الذي وقف يردد كلمات لم تفهم فرد عليه رئيس المحكمة قائلا "سنعطيك الوقت الكافي للرد".

وبعد ذلك قرأ رئيس المحكمة افادة شاهد الاثبات الرئيسي في القضية وضاح خليل الشيخ (54 عاما) الذي توفي قبل ايام بمرض السرطان.

وقال الشيخ الذي كان ضابط تحقيق في جهاز المخابرات ان "من اطلق النار على موكب صدام لا يتعدى عددهم 12 شخصا تم استنتاج ذلك من الآثار التي تركتها مخازن اسلحتهم التي عثر عليها مكان الحادث".

واضاف ان "قوات الامن العراقية قامت بعد الحادث باعتقال نحو 400 شخص من سكان البلدة من بيوتهم بمن فيهم افراد من عشيرة الخزرج السنية وعوائل بكاملها بنسائها واطفالها وشيوخها تم حجزهم في مقري الحزب والامن في الدجيل". وتابع ان "المعتقلين تم نقلهم بعد ذلك الى جهاز المخابرات في بغداد في باصات سعة خمسين راكب تابعة للمخابرات من دون تحقيق ثم نقلوا الى محافظة المثنى (جنوب) ولا اعرف ماجرى لهم بعد ذلك".

برزان إبراهيم التكريتي الأخ غير الشقيق لصدام يخاطب رئيس المحكمة
برزان إبراهيم التكريتي الأخ غير الشقيق لصدام يخاطب رئيس المحكمة
وقال ان "طه ياسين رمضان كان يترأس لجنة قامت بتجريف الاراضي والبساتين في الدجيل وبلد بعد الحادث". وختم متسائلا "لا ادري لماذا القي القبض على كل هذا العدد الكبير من الاشخاص"، مشيرا الى ان "صدام كرم جميع المسؤولين على التحقيق".

وانقسم الشارع العراقي أمس حول طبيعة الحكم الذي يستحقه صدام حسين غداة استئناف محاكمته في قضية مجزرة الدجيل عام 1982، فأيد البعض اعدامه او سجنه فيما دعا البعض الآخر الى نفيه.

وقال ساطع عبد السميع (40 عاما)، مخرج سينمائي كان يجلس في مقهى الزهاوي الشهير وسط بغداد لمتابعة محاكمة صدام، "لا اطالب بإعدام صدام لان الاعدام خطأ في حقه". واضاف ان "الحل الافضل لصدام هو ابقاؤه في العراق او خارجه بعيدا عن السلطة، نريده على قيد الحياة ينظر بنفسه الى الحكومات المقبلة التي ستتشكل عن طريق الانتخابات والى التطور الذي سيشهده العراق".

اما حسين السلمان، مخرج سينمائي ومدرس في معهد الفنون الجميلة فدعا الى "وضع صدام في قفص زجاجي مضاد للرصاص منعا لقتله وسط احدى الساحات في بغداد، وذلك ليفرغ الناس غضبهم برؤية الشخص الذي طالما سبب الآلام للشعب".

وتظاهر عشرات العراقيين أمس في قرية الدجيل مطالبين باعدام الرئيس العراقي المخلوع. ورفع المتظاهرون الذين تجمعوا وسط القرية لافتات طالبت بإنزال اقصى عقوبة بحق صدام منها "نطالب بإعدام صدام الكافر وزمرته الفاسدة" و"الارهاب وصدام توأمان لا ينفصلان الا بالموت".

وفي المقابل، تظاهر في تكريت مسقط الرئيس العراقي السابق مئات العراقيين احتجاجا على محاكمته. وقال مراسل وكالة فرانس برس ان نحو 500 عراقي تجمعوا امام مسجد "صدام الكبير" وسط المدينة رافعين صور الرئيس المخلوع ومرددين "بالروح بالدم نفديك يا صدام" و"الموت للحكومة الجعفرية" و"كل العراق ينادي صدام عز بلادي". وطلب برزان التكريتي من رئيس المحكمة اخراجه من السجن لكي يتلقى العلاج من مرض السرطان. وقال موجها كلامه للقاضي "سيادة القاضي لقد اجريت لي تحاليل قبل ثلاثة اشهر كشفت اصابتي بمرض السرطان وقد وافق رئيس الجمهورية الاخ طالباني ورئيس الوزراء على اخراجي من السجن لتلقي العلاج".

واضاف "راجع المحامي بهذا الغرض وقلتم له ان اكتب رسالة لحضرتكم وفي السابع من الشهر الحالي اي قبل 21 يوما كتبت رسالة وانتم تعرفون ان عامل الوقت مهم". فأجابه القاضي رزكار "لم يصلني هذا الطلب؟ اين هو هذا الطلب هل معك نسخة منه؟". فرد عليه التكريتي "انا سلمته لادارة المعسكر". وتابع "منذ عام ونصف العام اطلب اجراء تحاليل ومن ثم تم اكتشاف هذا المرض، هذا قتل غير مباشر يا سيادة القاضي". فرد عليه القاضي "اكتب الطلب مرة اخرى وسينظر فيه". اف ب/ رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى