للتاريخ..هذه مئوية التلال 1905 - 2005م..(1)

> «الأيام الرياضي» عبدالجبار سلام سعيد:

> لا يمكن للمرء أن ينكر أنه من الأمور التي تظل الكتابة عنها غاية في الصعوبة هي الكتابات التاريخية وتحديدا الكتابات الرياضية ولمسيرة زمنية عمرها مئة عام امتزجت بالأحداث وامتلأت بالذكريات الرياضية وتعاقبت معها عطاءات إنسانية يشعر المرء وهو قد تعايش في جزء من سنوات هذه المسيرة أنه مساءل أمام مطالب حقائق التاريخ شاء ذلك أم أبى باعتبارأن التاريخ لايرحم لأنه أصدق حقيقة للأجيال القادمة، فهو لا يعفي من عايش أحداثه ويتردد في كتابة حقائقه، كما أنه لا يسقط الحق المكفول لمن يبادر بالكتابة كاستشعار أخلاقي وأدبي في تثمين أهميته كتاريخ وكمادة مقروءة لمن فاته ذلك الزمن الرياضي التلالي والذي بدأ تأسيسه عام 1905م، وحتى هذا العام 2005م، وكإحدى الأمانات القائمة لحقائق صادقة حدثت في لحظات غابرة ولا تزال مملوكة للتلال الرياضي.

إذن فالكتابة عن الذكرى المئوية لتأسيس نادي التلال الرياضي وفي مدينة عدن تعني في حقائق لغة الزمن والجغرافيا والاقتصاد والسياسة أن مئويته تعني أنه قد عاش 36500 يوم، وأنه قد دار حول الشمس مئة مرة ،وأنه عايش أحداث حربين عالميتين في القرن العشرين، وأنه في الزمن التلالي هناك عملات نقدية انقرضت وأخرى ورقية قد تغيرت وأن هناك ثلاثة أجيال إنسانية قد شاركت وتعاقبت وتقاسمت دموع الفرح للانتصارات وتذوقت بالمقابل مرارة الإنتكاسات الرياضية التلالية حتى رسموا لأنفسهم وبريشة الزمن لوحة الاستمرارية للقلعة الحمراء كأروع نحت تاريخي ربط الأجداد بالأحفاد، وفي أزهى صور الامتداد ليبقى التلال تلالا كأحد الثوابت التاريخية بالرغم من التبدلات والمتغيرات لأحداث التاريخ وكأنك أمام كتاب رياضي عنوانه:(ألف بطولة وبطولة) كدليل ساطع على استباقه كل الأندية الرياضية في التأسيس سواء على المستوى الداخلي اليمني أو الجزيرة والخليج، أو حتى قبل أن تظهر علينا بطولات كأس العالم أو (الفيفا) نفسه.. لأن الإرث التلالي واسع الاطلاع وغزير المعرفة آن الأوان أن نكتب عنها ودون خجل ونبدأ بغمس أقلامنا في محابر الزمن التلالي العريق باعتباره النادي الوحيد الذي لا يغيب عن معايشة اللحظات التاريخية .. كان آخرها معايشته لوحدة الوطن اليمني الكبير، لأن التلال ورجالاته قد اكتسبوا من إرثهم الرياضي كيف يتعايشون مع الأحداث الرياضية وكيف يصنعون حضورهم على مر قرن من الزمن أحكمت قياساته ساعة الزمن وبندولها الذي لا يتوقف كشهادة رياضية نقدمها للقارئ الكريم معمدة بختم تلالي أحمر وجميل..فكيف كانت البدايات الأولى لهذا التأسيس في عام 1905م، وما هو السر الذي جعل هذا التلال مستأثرا بأكبر قاعدة جماهيرية وحتى يومنا هذا؟.. سنبدأ ذلك في الحلقة القادمة من سلسلة مواضيعنا ومن منطلق الإنتماء لهذا الصرح الرياضي، وفي ذكرى مئويته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى