محمد سالم عكوش لـ «الأيام» :أطالب الناس في المهرة ألا يسكتوا على حقوقهم ..وأنا على أتم الاستعداد لأن أكون في المقدمة

> «الأيام» الخضر الحسني:

>
المهرة
المهرة
الاستثمار في مجال تصدير الشروخ يلقي عراقيل ومعوقات جمة ..مثله مثل بقية المجالات الاخرى ..في هذا اللقاء الذي أجريته مع الاخ محمد سالم عكوش، صاحب مصنع تصدير الشروخ الى دول الجوار .. يقف القارئ أمام قضية ساخنة .. ونترك له التقدير في الاول والاخير.

< هل لكم ان تحدثونا عن تجربتكم في مجال الاستثمار والتصدير لسمك الشروخ وما هي أهم وأبرز المعوقات التي تواجهكم في سير نشاطكم هذا ؟

- في الحقيقة .. نحن لاول مرة يأتي الينا والى مكتبنا في ضبوت محافظة المهرة والى المصنع .. صحفي ويقوم بالتصوير ويسأل .. وللاجابة عن سؤالك طبعا هناك عدة مشاكل تواجهنا كمستثمرين في الجمهورية اليمنية .. وتجربتنا مرة مع الاستثمار في مجال تصدير الشروخ .. وهناك مشاكل ومعوقات تأتي احيانا اعتراضية من المسؤولين في المحافظة ومن بعض الشخصيات العسكرية وتدخلات احيانا من بعض المدراء في وزارة الثروة السمكية .. واخرى من الوزارة نفسها واشياء كثيرة .

عملنا يعتمد على تصدير الاسماك، نحن هنا نحضر الاسماك بعد شرائها من الصيادين ونقوم بتغليفها ونحافظ على جودتها ووصولها الى زبائننا في الخارج في وضع سليم ونظيف فهي تمر بمرحلة تخزين وتثليج(تجميد) في الثلاجات التابعة للمصنع .

و نحن هنا حتى الآن في مؤسسة المهرة للاسماك التابعة لنا لم نحصل على تراخيص لمزاولة نشاطنا هذا، وهناك شرط من اجل الحصول عليها وهو منح الترخيص للاسماك فقط بدون الشروخ او الروبيان او غيرها من القشريات الغالية فهذا حكر على الدولة .

الذي يسلك الطرق الملتوية ..يحصل على ترخيص
< اذن ماهي الدول التي أبرمت معها عقودا او اتفاقيات توزيع لصادراتك ..هل هناك جهات اقليمية او دولية تعهدت لك بشراء هذه الصادرات من الشروخ وبعض انواع الاسماك والقشريات التي تقوم بتحضيرها وتغليفها وتجميدها في مصنعك؟

- بكل تأكيد يوجد ذلك ..لان الشروخ والروبيان والاسماك والقشريات هذه ذات الجودة العالية والسعر الأعلى عالميا مرغوبة في جميع أنحاء العالم ..مثلا نحن في حدود ماهو موجود لدينا الآن حوالي 20 الى 25 طنا وهي كميات جاهزة للتصدير وأنا أصدرها بدون ترخيص الى عُمان وإلى دبي ومن دبي تتناولها الشركات الخاصة هناك وتقوم بإعادة تصديرها بعد ان تعيد تحضيرها الى امريكا ..الى فرنسا الى بريطانيا الى جميع دول اوروبا والى شرق آسيا ..مثلا الى هونج كونج الى سنغافورا.. انا لا استطيع التعامل مع الشركات مباشرة لان الدولة لا تحمي الصادرات ..يعني يقولوا ليش انته؟ طيب انتوا ما عندكم شروخ ..ولا تقدروا تنافسوا القطاع الخاص طيب انا منافس للسوق وانا باشتري وباخلي الصياد يربح.. وانا ايضا ابحث عن ربح وبا أرفع سمعة اليمن اقتصاديا لكن الوزارة تقف حائلا دون افساح المجال امامي ..يعني لا تسمح لنا بالتصدير والتطوير للبلد خصوصا في مجال الاسماك وان يكون التصدير مباشرة الى العالم الخارجي فهي تسمح بذلك لجهات معينة يعني بما معنى اللي يسلك الطرق الملتوية ..هذا الذي يحصل على ترخيص !

لكن انت - ويقصد نفسه- تريد شيء رسمي فلن تستطيع الحصول على الرسميات وبالطريقة التي يتحصل عليها البعض او الناس التابعين للدولة هذه هي حالنا في اليمن يا أخي الكريم.

الثلاجات ..عامل مساعد
< وماذا عن السعة التخزينية للثلاجات ..هل هي كافية لاستيعاب ما تحصلون عليه من كميات في بعض المواسم الخاصة باصطياد الشروخ والقشريان الاخرى ؟

- في الحقيقة انا عندي سعة تخزينية تصل الى 300 طن .. والثلاجات هي عامل مساعد، لماذا؟.. لانه اذا تستطيع ان تصدر حتى ولو طازج في حالة وجود ظروف ملائمة ومشجعة لذلك من قبل الدولة او الوزارة هنا تستطيع تصديرها بدون الحاجة الى التثليج، أي تصدرها مباشرة طازجة الى الخارج. وهناك في الحقيقة جهات اوروبية وامريكية وفي جنوب شرق آسيا قادرة على ابرام اتفاقيات معنا لإيصال الاسماك طازجة وتوصيلها الى الاسواق العالمية طازجة ايضا لان الثلاجات هي مجرد عامل مساعد وعندما لا تستطيع التسويق فما عليك الا ان تخزن المنتج حتى يحين تسويقه لكن لو كان عندك السوق الذي تسوق اليه بضاعتك مباشرة هنا ما في داعي للثلاجات والثلاجات اصلا مكلفة.

استنفار أمني عند بداية موسم الشروخ
< هل بلغكم ان هناك اختراقا لسفن اجنبية لمياهنا الاقليمية؟ هل تشعرون بمضايقة من هذا النوع من قبل جهات معينة داخلية او خارجية وما هي إن وجدت؟

- كما ذكرت لك سلفا هناك معوقات كثيرة والمعوق الاكبر ما جاء على لسانك في سؤالك وخاصة الجهات الداخلية فمثلا حتى انا عندما اشتري من الشواطئ ممنوع اشتري من الشواطئ لماذا ممنوع ؟..لانهم يقولون لك ان الشواطئ حكر على المؤسسة التابعة للوزارة ..اصلا مؤسسة الاصطياد الساحلي اعلنت افلاسها في بداية العام الحالي ..وعندها عمالة تقدر بـ 600 عامل وعاملة من كل انحاء الجمهورية.

وهم للاسف عند موسم اصطياد الشروخ يستعينون بالجيش والامن المركزي والشرطة والنجدة وخفر السواحل وبكل الجهات الامنية ..يعني يحصل عندنا في بداية موسم الشروخ استنفار لكل القوات الامنية المذكورة والعاملة داخل المهرة ..والمؤسف ان اعلان الاستنفار هذا ليس للحفاظ على الاقتصاد او الثروة السمكية وحمايتها من المخترقين لمياهنا الاقليمية العابثين بهذه الثروة .بل القضية كلها من اجل ان يحصل كل واحد على حقه نصيبه من الكعكة، هم يقولون لنا ممنوع تشتغلوا في الشروخ .طيب لماذا يأتون بالجنود الينا ؟..وانا أرد عليهم انتوا تجيبوا شركات هندية تشتري منكم وتشتري من الصياد مباشرة ..وعندهم سماسرة .. انا راسمال وطني ..انا خسرت قيمة هذا المصنع ..هذا المصنع تكلفته مليون وستمائة الف دولار امريكي وعندما أقمت هذا المصنع عام 2001م كان سعر الشروخ حينذاك 300 ريال للكيلو الواحد .. انا صعّدت السعر الى 1700 ريال هذا الموسم وذلك لاني اشتغل في القطاع الخاص وعارف المهنة ..وفي نفس الوقت عارف حاجة الصياد ..وعارف قيمة الشروخ ..او الانتاج الذي يبيعه اي صياد..اذن أنا الاولى لكن ما حد يسمع ..وما حد يستجيب ومرات عديدة طلعت الى عند الوزير ولكنه يقول لي لا تشتري الشروخ انت ممنوع حتى هذا الموسم كرر بالقول لا تشتري الشروخ رغم انهم في الوزارة قد اعلنوا افلاس المؤسسة ..اذن من يشتري؟ الهنود يشترون يأتون من دبي يشترون ..هناك عدة شركات ..في شركة «بروم» تتبع الهنود وتابعة لجهات (......) معروفة تابعة (لمن) وهناك شركة «الياسمين» تابعة للهنود ايضا وفي ايضا شركة اخرى تابعة للهنود وهي شركة لبنانية اماراتية الكل يشتري ..والكل يشتغل ويعطوهم التراخيص ..لكن انا ممنوع!

لان هؤلاء يحصلون منهم على مقابل .. طيب انا اقول لهم انا ادفع ضرائب بموجب قانون الاستثمار (ويعرض علي صورة من الترخيص الممنوح له من الهيئة العامة للاستثمار) شفت كيف؟ وفوق هذا وذاك يقولوا لي انت لا تشتري ولا تعمل شيء الا من خلالنا ..تعال خذ مننا نحن اشتري مننا رديت عليهم انا مش شركة اجنبية حتى اشتري منكم ..انا اتعامل مباشرة مع الصياد ..وانا شركة وطنية بموجب قانون الهيئة العامة للاستثمار وعندي صلاحيات استلم الاسماك وكافة الاحياء البحرية.

سفن تزور شواطئ البلاد حاليا
< هل تشعرون ان هناك سفنا اجنبية تصطاد بطريقة غير مشروعة في مياهنا الاقليمية؟ ..وهل يتم التبليغ بعمليات اختراق من هذا النوع ..وهل توفرت لديكم معلومات حول هذا الجانب؟؟

- في الحقيقة هناك عدة شركات تشتغل في المهرة ..والمهرة مشهورة بالاصطياد التجاري لان شواطئها واسعة وغنية ويوجد فيها سمك التونة بكثرة كما يوجد الحبار واسماك الساردين والشروخ والروبيان ..ونعرف ان عدة شركات تتنافس وعندها سفن وبالنسبة للسفن الاجنبية كانت هناك سابقا مجموعة من الصينيين شركات صينية وتايوانية ولكن اوقفت بعد ان تدخل مجلس النواب وزارت وفود الى هنا ومجلس الوزراء ايضا وبالتالي اوقفت هذه السفن ..ولكن ظلت شركات تابعة لجهات يمنية معروفة مثل شركات (........) مقراتها في صنعاء وموجود وتابعة لجهات ولبيوتات معينة داخل صنعاء ..لا تزال تشتغل حتى الآن ويقال ان هناك سفنا كبيرة تأتي وتزور شواطئ البلاد ليلا وتشحن وتنقل من السفن الصغيرة الى السفن الكبيرة العملية هذه مستمرة والناس هنا ما تتكلم من فراغ.. نعم اختلط الحابل بالنابل .. وآخرين يقولون ان هناك سفنا تقوم بعمليات التهريب في الشواطئ الواسعة في المهرة ..حيث تدخل سفن مهربة لبضائع اخرى ..والسفن هذه تشتغل في بعض الاشياء وربما تكون من الممنوعات .

حالات اعتداء على صيادين
< أنتم تشترون الاسماك من الصيادين مباشرة..هل تشعرون ان هناك ضغوطا على هؤلاء الصيادين وانهم محاربون في بيعهم للاسماك لكم ..أطرح عليكم هذا السؤال بعد ان بلغني ان هناك صيادا أتى من عدن ليصطاد الشروخ في المهرة فخلقوا له مشكلة وصادروا عليه كمية قدرت بـ 350 كليوجراما من الشروخ الى جانب انواع اخرى من القشريات والاسماك عالية الجودة كما قاموا بالاعتداء عليه بالضرب، وأحتفظ بالشكوى التي قدمها هذا الصياد الى النيابة في المهرة ..حيث شكا لي بمرارة ما حدث له وطالبني بنشر قضيته في أي صحيفة ..المهم ان يستعيد ما نهب منه وان يرى من ضربه خلف القضبان ..حتى وإن كانوا يرتدون (الميري) حسب زعمه ..هل بلغكم مثل هذه القضايا من صيادين فرديين يقومون بالبيع مباشرة الى مصنعكم؟

- هذا الذي وقع على الصياد الذي ذكرته في سؤالك كلام صحيح ..الصياد هذا لم يكذب لان هذه ليست حالة فردية بل هناك حالات مماثلة كثيرة تعرض فيها صيادون للضرب المباشر .. وأؤكد لك هذا .. ومئات الصيادين عوملوا بمثل هذه المعاملات اللا انسانية من قبل رجال الامن حيث يقولون لهم بالحرف الواحد اذا بعت انتاجك الى ثلاجة محمد سالم عكوش او القطاع الخاص فأنت ثاني مرة نقتلك .. وهكذا ينهبوه ويصادروا انتاجه الى مؤسسة الاصطياد الساحلي بالمهرة اثناء ما كانت فاعلة. وانا شخصيا تعرضت للمهاجمة من قبلهم حاولوا مصادرة انتاجنا ومسكناهم وتشاجرنا مع الجنود هذا ماحصل في مارس الماضي ..وفي نفس الليلةشنوا علينا حملة عسكرية مكونة من سبعة اطقم واطلقوا النار من (الدشكات) والسلاح الثقيل ..واعتقلوا 27 عاملا وذهبوا بهم الى الحبيش في نشطون ومن ثم أتوا بهم الى النيابة بعد ان اشبعوهم ضربا واهانات ومن ثم اخرجوهم.

علينا ان نحاول قدر الامكان مساعدة هذه السلطة
وفي ختام هذا اللقاء قال الاخ محمد سالم عكوش : نحن من المعاصرين للثورة .وانا في السنين الاولى بعد الاستقلال كنت محافظا للمهرة وقد تقلدت عدة مناصب والمسألة انه الواحد يشعر هنا في المهرة ان الناس بحاجة الى نوع من التوعية في صفوفهم ..يعني لازم نتكلم لازم نكتب لازم نتفق علينا ان نحاول قدر الامكان مساعدة هذه السلطة اذا كانت هناك سلطة بالفعل وتريد مساعدة من المواطنين وعليه انا اقول للمواطنين في المهرة وفي كل محافظة ان الرئيس علي عبدالله صالح ما قال للناس انكم لا تدافعوا عن حقكم ..ولا اصدر قرار بذلك وحتى لو اصدر قرار بذلك..مفروض ما حد يسمع قراره ..فالاخ الرئيس بالعكس من ذلك يقول دافعوا عن حقوقكم وتكلموا واطرحوا كل القضايا التي تشوفونها والتي تحسوا بها وتلامسوها اذن نحن نحس بآلام مختلفة ونشعر بها مشاكل كثيرة في محافظتنا المهرة ..وانا اطالب الناس في محافظة المهرة ان يطالبوا بحقوقهم والا يسكتوا لأي جهة وانا شخصيا على اتم الاستعداد لان اكون في المقدمة ..مستعد كشخص عارف الهموم والمشاكل..عليناان نطالب بحقنا وألا نسكت وعندنا اشياء داخل المحافظة ماحد يتابعها ولا لنا حق حتى نتكلم فيها والناس ساكتين عليها.. اراضينا تنهب وتمنح لناس آخرين.

هذا الواقع الذي نعيشه بكل مساوئه الكثيرة وحسناته النادرة اذن انا اقول للناس كلهم يجب ان يعملوا جمعيات تعاونيات ومنظمات مجتمع مدني.. ان يتكاتفوا ويعملوا اشياء خيرة لانفسهم .. ان يطالبوا المحافظ بأشياء يطالبوا الرئيس بتغيير الناس السيئين في هذه المحافظة هذا حق من حقوقكم ..تصوروا حتى الماء في المهرة لايوجد! .. اين المياه في محافظة المهرة ؟؟

انا هنا في هذا المصنع الكبير الذي يعمل بمولدين يكلفاني شهريا مبلغ 600 الف ريال فقط للديزل غير قطع الغيار.. لا يوجد ماء في هذه القرى التي مريت بها عند وصولك الى منطقة ضبوت ..ما في كهرباء في الغيضة ..ما في ماء في الغيضة ما في ماء في قشن ..ما في ماء في سيحوت .. الكهرباء عندهم طفي لصي نحن هنا في ضبوت من الصبح حتى الخامسة مساء بدون كهرباء يعني ايش قدمت الدولة للمهرة ؟؟ قدمت طرقات ..نحن نقول واجب على الدولة ان تعملها للمواطن واكثر وايضا لا تنسى ان الدول ساهمت في هذه الطرقات والشعب ساهم ..وبلادنا فيها دخل فيها دخل من الاسماك يضاهي دخل البترول وغيره وغيره ..لها دخل من الجمارك.. فيها ثلاثة منافذ تدر دخلا للجمهورية .. والمهرة ليست عبئا على الجمهورية !! والله هناك ناس جيدين لكن السيئين كُثر ونحن نعاني -بصراحة- منهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى