تهديد القاعدة الارهابي في اسيا اكثر انتشارا ومكافحته اكثر صعوبة

> اسلام اباد «الأيام» رنا جواد :

> بعد وقوع تفجيرات متعددة في بنغلادش وشن هجمات جديدة على السياح في جزيرة بالي الاندونيسية يرى المحللون انه رغم اعتقال او قتل عدد من كبار قادة تنظيم القاعدة، الا ان تهديد الارهاب في اسيا اصبح اكثر انتشارا كما اصبحت مكافحته اكثر صعوبة من اي وقت مضى.

ويقول المحللون ان تنظيم القاعدة اصبح اكثر ضعفا بكل تاكيد الا ان الحرب التي تشنها الولايات المتحدة على الارهاب منذ اربع سنوات لم تتمكن من ارضاخ التنظيم بزعامة المطلوب رقم واحد في العالم اسامة بن لادن الذي لا يزال مصيره غير معروف.

وقتل اكثر من 800 شخص خاصة في دول اسيا في نحو 14 هجوما القيت مسؤوليتها على تنظيم القاعدة منذ هجمات 11 ايلول/سبتمبر على الولايات المتحدة.

ويؤكد المحللون ان تنظيم القاعدة كسب الى جانبه العديد من الجماعات الاسلامية المسلحة المحلية والاقليمية خاصة في اسيا. ويقدم التنظيم لهذه الجماعات التمويل والتدريب والاستشارة الخاصة بالمواقع المستهدفة.

وصرح روهان غوناراتنا رئيس مركز ابحاث الارهاب في سنغافورة لوكالة فرانس برس "لقد اصبحت الجماعات الاسيوية والشرق اوسطية والافريقية والقوقازية التي تتبنى ايديولوجية الجهاد العالمي وتلقت الدعم من تنظيم القاعدة تسير على نهج ذلك التنظيم".

وذكر في مقابلة عبر البريد الالكتروني ان تلك الجماعات "تنفذ تفجيرات منسقة ومتزامنة توقع عددا كبيرا من القتلى بما في ذلك الهجمات الانتحارية التي تحمل بصمات القاعدة".

ومنذ تشكيله، دعم تنظيم القاعدة عددا من جماعات المجاهدين الرئيسية التي اجبرت على الخروج من افغانستان عقب التحالف الذي قادته الولايات المتحدة على ذلك البلد،وشكلت شبكات دعم ووفرت مخابئ للاعضاء الرئيسيين للتنظيم في باكستان.

ومن بين اهم الجماعات التي تتحالف مع القاعدة وتقدم لها القوة البشرية للقيام بهجمات كبيرة في باكستان: حركة جهاد الاسلام، وجيش محمد، وعسكر جنقوي وعسكر الطيبة.

وقال مسؤول باكستاني بارز في مكافحة الارهاب "لقد تم اعتقال العديد من كبار قادة القاعدة وتمت مداهمة مخابئهم، الا ان القاعدة لا تزال قادرة على الحصول على مجموعات جديدة من المسلحين.

كما ان الايدولوجية التي لا تزال القاعدة تعمل على نشرها لم تفقد شعبيتها كما لم تفقد شعبية استراتيجتها لاستغلال بل واثارة حركات التمرد المحلية وتحريض الجماعات المسلحة لتنفيذ اعمال عنف ضد الولايات المتحدة او اي من الدول الغربية الاخرى او حلفائها، طبقا للمسؤول.

واكد "ان نظرية ذلك التنظيم بان الاسلام يتعرض لهجوم من قبل الغرب وان على المسلمين حماية عقيدتهم وثقافتهم لا تزال تجتذب العقول والقلوب خاصة في اوساط الاصوليين في انحاء العالم الاسلامي".

ويحظى تنظيم القاعدة بحلفاء في دول جنوب شرق اسيا مثل حركة جبهة مورو الاسلامية للتحرير وجماعة ابو سياف في الفيليبين والجماعة الاسلامية وعسكر جند الله في اندونيسيا، وكومبولان مجاهدين في ماليزيا والجماعة السلفية في تايلاند ومنظمة اراكان روهنيغيا الوطنية ومنظمة روهينغيا للتضامن في ميانمار وبنغلادش.

واوضح المحلل الامني الباكستاني ام.ايه نيازي "ان هذا يخلق وضعا اصبحت فيه هذه الجماعات التي لها اجندة محلية واقليمية بحتة تساهم في تحركات القاعدة واعمالها في العالم".

واكد غوناراتنا "نظرا لان نوايا وقدرات هذه الجماعات المتواجدة في جنوب شرق اسيا لاستهداف الحكومات الاقليمية والمصالح الغربية لم تفقد ايا من قوتها، فمن المرجح ان تشهد المنطقة مزيدا من الهجمات في المستقبل القريب".

وقال ان التفجيرات التي شهدتها بالي والدار البيضاء وجربة والشيشان ومينداناو وكراتشي تدل على ان التهديد الذي يمثله حلفاء القاعدة في المنطقة لا يقل خطورة ودموية عن تهديد القاعدة نفسها.

واضاف غوناراتنا السريلانكي الاصل، "رغم المطاردة الشرسة التي يتعرض لها تنظيم القاعدة في العالم، الا ان اكبر نجاح حققه هو توفير التوجه الايديولوجي,واليوم اصبح التهديد اكثر تنوعا وانتشارا".

واضاف انه مع تشديد الاجراءات الامنية في الغرب، اصبح من المرجح ان تتعرض اسيا والشرق الاوسط لهجمات ارهابية.

وواضح "لقد تعلموا اساليب القاعدة ويستخدمونها بشكل اكبر مثل خطف الطائرات واستخدامها للاصطدام بها، استخدام السموم، استخدام الاسلحة المضادة للطائرات وعدد اخر من الاساليب لايقاع خساشر بشرية كبيرة في صفوف الاعداء".

واضاف "ان تنظيم القاعدة يتعلم، وهو تنظيم نشط، والقتال ضد نوع الارهاب الذي يمارسه سيكون صعبا وطويلا".

وافاد الخبير البنغالي الجنرال المتقاعد محمود ابراهيم ان حكومات اسيا "تحتاج الى حشد دعم المؤسسات التعليمية والدينية والمجتمع والزعماء اصحاب النفوذ لصياغة اعراف واخلاقيات ضد استخدام او اساءة استخدام الدين لاغراض سياسية".

وقال ان بنغلادش توفر ارضية خصبة للارهاب بسبب الامية وغياب العدالة الاجتماعية والفقر المتفشي بحيث يمكن تضليل الناس بسهولة.

اما سيدني جونز خبير الارهاب الذي يعمل في جاكرتا فقال ان المجموعات المرتبطة بالقاعدة لا تزال قوية جدا رغم الضغوط التي تتعرض لها والخسارة في اعداد افرادها على مدى السنوات.

وصرح جونز الذي يعمل بالتعاون مع مجموعة الازمات الدولية لوكالة فرانس برس "ان اعداد الارهابيين الذين لا زالوا يعملون بهدي من ايدولوجية القاعدة اقل عددا مما كانوا عليه قبل اربع سنوات، الا انهم لا زالوا قادرين على تنفيذ هجمات وخصوصا باستخدام المفجرين الانتحاريين". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى