> طالب وزير الخارجية السوري فاروق الشرع امس الاربعاء ب"برتوكول تعاون" مع الرئيس الجديد للجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري,وقال الشرع في عرضه السياسي امام الاجتماع الدوري الخامس لقيادات فروع الجبهة الوطنية التقدمية في سوريا "نطالب رئيس اللجنة الدولية الجديد بالتوصل معه الى برتوكول تعاوني لتعريف ما هو سقف التعاون السوري مع هذه اللجنة".

وكان قاضي التحقيق الالماني ديتليف ميليس الذي لم يرغب في تجديد مهمته على رأس اللجنة عند التمديد لها ستة اشهر اضافية، اعلن ان القاضي البلجيكي سيرج برامرتس قد يعين خلفا له.

وشغل برامرتس منصب المدعي الفدرالي لبلجيكا ويعد في بلاده متخصصا في مجال التحقيقات والتعاون القضائي الدولي لا سيما في مجالات الارهاب وتهريب الاسلحة وانتهاكات حقوق الانسان.

واكد الشرع ان "سوريا لن تنتقد رئيس اللجنة الجديد الا اذا بادر هو (الى ذلك) وسنتعاون معه الى اقصى الحدود. واذا حصل انتهاك للقانون الدولي سيرد عليه القانونيون الدوليون الحرفيون في سوريا ولا يرد عليه الاعلام او وزارة الخارجية".

وجدد الشرع التأكيد ان "تقريري ميليس الاول والثاني لم يستطيعا تقديم دليل قاطع في اتهام سوريا".

واضاف ان "المسؤولين الالمان لم يكونوا مرتاحين للحملة ضد ميليس وقرروا عدم التجديد له خوفا على مصالحهم في المنطقة".

واتسمت العلاقات بين سوريا وميليس بالتوتر واتهمته دمشق برفض ابرام بروتوكول تعاون معها.

من ناحية اخرى، انتقد الشرع "الحملة المسعورة على الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى من بعض اللبنانين الذين لم يتحملوا تدخلا عربيا لانهم يريدون الايعاز من الخارج".

وقال ان "سوريا موجودة في لبنان ثقافيا واجتماعيا وبشريا واكثرية اللبنانيين يريدون عودة العلاقات بين البلدين. نحن لا نحتاج الى جيش في لبنان ولا يوجد اي رجل امني ولا عسكري" سوري في لبنان.

واضاف "التقينا مع رئيس الوزراء اللبناني (فؤاد السنيورة) في برشلونة وتكلمنا حول العلاقات وتبين انهم يريدون ترسيم الحدود وفتح سفارة ومع ذلك قلنا لهم حسنا نحن جاهزون لذلك,لكن هل تفتح سفارة وترسم حدود دون ان يكون مناخ العلاقات سليما واخويا بيننا؟".

وتابع الشرع "لا نريد تصنيف لبنان كقوى وطنية وقوى معادية. نحن مع كل لبناني يريد لبنان حرا وغير موجه".

وكان رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري وجه في اواخر تشرين الثاني/نوفمبر رسالة الى نظيره اللبناني اكد فيها "موافقة سوريا في المبدأ على ترسيم الحدود".

لكن عطري اقترح تاجيل ترسيم الحدود في جنوب لبنان "الى ما بعد جلاء الاحتلال الاسرائيلي بالكامل عن مزارع شبعا وهضبة الجولان".

على صعيد آخر، قال وزير الخارجية السوري ان النظام العالمي الجديد غير موجود,واضاف "لا نستطيع ان نقول ان هناك نظاما عالميا جديدا، كما اننا لا نستطيع ان نقول العكس لانه لا يوجد اي نظام. اننا نرى حالة فوضى".

ورجح الشرع ان "العالم يمر في مرحلة انتقالية ابتدأت مع تفكك المعسكر الاشتراكي ولم تتبلور حتى الان استغلتها الادارة الاميركية كقطب اوحد لترسم نظاما دوليا جديدا ولم تنجح في ذلك. فشلت في العراق وفي الصراع العربي الاسرائيلي وفي راب الصدع بين اوروبا والولايات المتحدة".

وتابع ان هذه المرحلة الجديدة "ندفع نحن ثمنها في الشرق الاوسط المهم جدا لهذا القطب الاوحد في العالم لسهولة السيطرة عليه حتى يتمكن من نشر افكاره وسيطرته وهيمنته على بقاع اخرى من العالم".

واضاف "ندفع الثمن لانهم يريدون كل شيء لهم، احتكار النفط وحماية الممرات التي يسلكها".