> قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك امس الأربعاء انه ينبغي لفرنسا أن تغير قانونا يشجع التصوير الايجابي لماضيها الاستعماري في كتبها المدرسية,وقال شيراك في حديث بمناسبة العام الجديد للصحفيين "النص الحالي يقسم الفرنسيين,يجب إعادة كتابته,اريد ان تحدث تلك الخطوة في اطار فكرة عامة معمقة لأن القانون لا يكتب تاريخا."

وصدر القانون في فبراير شباط من العام الماضي ولكنه اثار توترا سياسيا عندما رفض المشرعون الغائه عقب أعمال الشغب التي وقعت في نوفمبر تشرين الثاني على يد شبان ينحدر أغلبهم من الشمال الأفريقي وأفريقيا السوداء,وكانت المعارضة الاشتراكية ترغب في الغاء هذا القانون.

ويشتمل القانون على فقرة مثيرة للجدل تحث المعلمين على التأكيد على "الدور الايجابي للوجود الفرنسي عبر البحار .. وخاصة في شمال افريقيا."

واشعلت تلك الفقرة جدلا ساخنا في باريس وفي الأقاليم الفرنسية عبر البحار حول ما اذا كانت فرنسا التي انتهت امبراطوريتها بحروب دموية في الهند الصينية والجزائر قد تعملت اي شيء من تجربتها الاستعمارية.

واضطر وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي اتهمه الشبان الذين قاموا باعمال الشغب بتبني "نهج استعماري" الى الغاء زيارة مقررة الى جزر الهند الغربية الفرنسية في ديسمبر كانون الاول بسبب الضجة التي اثيرت هناك حول "الدور الايجابي" للاستعمار الفرنسي.

وفي شمال أفريقيا التي شهدت انهيار الامبراطورية الفرنسية في حرب الاستقلال الدموية الجزائرية في عام 1962 اثار القانون غضبا بعدما أحيا ذكريات مقتل عشرات الآلاف من الجزائريين على يد القوات الفرنسية.

وقال شيراك الذي دعا الى تشكيل لجنة رسمية لدراسة الموضوع ان رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية سيقترح نصا جديدا يهدف الى "توحيد وتهدئة الأجواء."

وقال شيراك "يمكننا أن نفخر بتاريخنا.. الحافل بكل هذا النجاح والعظمة والنور. ولكن لكونك تشعر ايضا بالراحة بخصوص تاريخك.. فأنت قادر على رؤية جوانبه المظلمة والمحن التي شهدها."