في انتظار العيد!

> «الأيام» زكريا محمد محسن /الحود - الضالع

> قالوا غداً في الصباح سيأتي العيد.. فسألت أبي ببراءة الطفل الذي لا يعي ما يحيط به: ومن يكون ذاك؟ فقال.. وقد ارتسمت على محيّاه ابتسامة عريضة: زائر يزورنا كل عام.. فنستقبله بالحفاوة والترحيب ولبس كل جديد وزيارة القريب والبعيد والمباركة للجميع.. إذا جاء العيد زالت البغضاء والشحناء وتصالح الناس وغردت طيور الفرحة.

إذا حل العيد تعددت أصناف الحلويات وملئت موائد الاطعمة والمشروبات. حينها لم أنم وبقيت أتحين حلول الصباح لأرى العيد.. طالت علي الليلة وأنا أرسم في ذهني صوراً مختلفة للعيد.. فحيناً أتصوره أنه يشبه (بابانويل) له طاقية حمراء ولحية بيضاء كثة، وحيناً آخر أتصوره بأنه سيأتينا من السماء معتلياً بساط الريح الذي يطير بلمح البصر ومنه ينثر علينا النقود والحلوى. طال انتظاري وتعددت تصوراتي للعيد إلى أن جاء الصباح ولم يكحل النوم عيني، ولكن لم أر العيد وأنا أقف على شرفة بيتنا في انتظاره فأطلقتها صيحة عالية وانخرطت باكياً فهرع أبي على الفور من فراش النوم مذهولاً وهو يسمعني أصرخ بملء فمي: لم أر العيد وأنت وعدتني يا أبي بذلك.. فربت على كتفي ربتة حانية وعاد إلى الفراش وهو يتمتم: بعدين بعدين.. وبعد أن خرجت الطيور من أوكارها ودبت الحركة في أوصال الشارع قال أبي: اخرج الآن إلى الشارع لترى العيد!!

فخرجت مسرعاً إلى الشارع ولكن لم أر شيئاً.. وكل ما رأيته وجوه شاحبة وأجساد خاوية عليها أسمال رثة وأطفال تشع من أعينهم الحسرة، وهم مثلي في انتظار العيد الذي لم يأت!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى