أوروبا بدأت الحرب على كأس الأمم الإفريقية .. فهل تأتي نقطة التحول مع البطولة المقبلة؟

> عواصم «الأيام» وكالات:

>
نجوم الأندية الأوروبية من أفريقيا هم محور خوف أندية أوروبا
نجوم الأندية الأوروبية من أفريقيا هم محور خوف أندية أوروبا
لن تكون كأس الأمم الأفريقية .. رقم 25 ـ التي تستضيفها مصر ابتداء من يوم 20 يناير الحالي .. مثل كل البطولات التي سبقتها ولعلها ستصبح حالة استثنائية غير مسبوقة في تاريخ الحدث ويتوقع الكثيرون ان تغدو نقطة تحول مهمة فيما سيكون عليه الحال في جميع البطولات المقبلة !

لسنا نتحدث هنا عن الجوانب التنظيمية واستضافة مصر لمنافسات الكأس وانما نركز كلامنا على التفاصيل والمواقف والحكايات التي تدافعت تباعا وبشكل مستمر ومتصل حول مشاركة اللاعبين المحترفين في أندية أوروبا مع منتخبات بلادهم واعتذار البعض منهم عن الحضور الى مصر وتأخر البعض الآخر عن الانضمام لآخر وقت نتيجة لارتباطهم بأداء مباريات في المسابقة المحلية لهذه الدولة او تلك وهو الامر الذي فتح من جديد أبواب الجدل حول قضية الولاء والانتماء .. وهل يكون للنادي ام المنتخب؟ .. ونتج عن هذه الجزئية ظهور أصوات تنادي بتغيير موعد إقامة البطولة الأفريقية من جانب وكذلك إعادة النـظر في إقامتها كل عامين من جانب آخر .

قضية الولاء للنادي ام المنتخب ؟ ليست وليدة اليوم ولا الأمس .. ولكنها أصبحت مطروحة منذ مايقرب من عشر سنوات حين ازدادت اعداد الافارقة المحترفين في الاندية الاوروبية وهي موجة الهجرة التي بدأت منذ مايقرب من ربع قرن .. وبأعداد محدودة ثم راحت تزداد حتى وصلت في الاعوام الاخيرة الي معدلات رهيبة وغير مسبوقة .

وتقول الأرقام الثابتة والتي اظهرتها البطولة السابقة في تونس عام 2004 ان الدوري الفرنسي وصل إلي مرحلة فقدان البريق في تلك الفترة حين غاب عنه اكثر من 50 لاعبا أفريقيا ذهبوا إلي تونس لينضموا إلى منتخبات بلادهم ونفس الشيء حدث في الدوري الأنجليزي .. ولكن بأرقام أقل وكذلك في الدوري الايطالي والأسباني والألماني ومن المنتظر ان تفعل كأس الأمم المقبلة في مصر التأثير ـ بدرجات متفاوتة ـ على بطولات الدوري المختلفة في أوروبا ومن المتوقع ان يتجاوز عدد المحترفين الافارقة المنضمين الى منتخبات بلادهم هذه المرة ماكان عليه العدد في البطولة السابقة بتونس .. وكان العدد وقتها يدور حول 203 لاعبين وكمثال فقط يدور الرقم الذي سوف يغيب عن الدوري الانجليزي حول ثلاثين لاعبا وهناك من الأندية الانجليزية من سيغيب عنه مايقرب من نصف الفريق الاساسي حيث سيغيب مابين اربعة وخمسة لاعبين مثلما هو الحال مع فريق بولتون .. ونفس الشيء وارد ان يتكرر مع اندية أخرى في دول أخرى وبطولات دوري أخرى !

غياب المحترفين الافارقة اصاب العديد من المدربين الاوروبيين بالتوتر الشديد وراح كل منهم يضغط بكل الوسائل في أكثر من اتجاه .. فمنهم من حاول منع لاعبيه من الانضمام من الاصل واستخدموا في ذلك كل الطرق .. ترغيبا وترهيبا ومنهم من سعى الى تأخير سفر لاعبيهم لآخر وقت ممكن وعلى هذا سوف يأتي انضمام هؤلاء في وقت مخالف للوائح الفيفا التي تنص علي أحقية منتخب البلد في ضم لاعبيه قبل انطلاق البطولات الكبرى ومنها كأس الامم ـ بأربعة عشر يوما في حين أن كثيرا من اللاعبين لن يأتي قبل يوم 14 أو 15 يناير أي قبل البطولة وانطلاقها بخمسة أو ستة أيام ! والمثير حقا أن لا أحد من مسئولي الاتحادات الاهلية التي ينتمي اليها منتخبات هؤلاء اللاعبين تمكن من الاعتراض او الشكوى للفيفا رغم ان مدربا مثل الفرنسي روجيه لومير المدير الفني لمنتخب تونس هدد باللجوء للاتحاد الدولي عندما اكتشف ان معسكر الاعداد الاخير للمنتخب بدأ فعليا ولم ينضم اليه سوى 11 لاعبا وقال الرجل الكثير لكنه لم يفعل شيئا ! ويعود السبب في ذلك الي التخوف من أن يؤدي مثل هذا التصعيد إلي إعلان اللاعب عن اعتذاره عن عدم الانضمام للمنتخب خوفا على مستقبله مع النادي .. وهكذا نعود مرة أخرى للسؤال المهم : الولاء لمن .. النادي أم المنتخب؟ !!..احساس الاندية الاوروبية .. وقناعتها الكاملة بأن اللاعب يخشى علي مكاسبه وفرصته في ناديه كان وراء نبرة القوة واحيانا التحدي التي يتكلمون بها عندما يتطرق الامر الي مسألة انضمام لاعبيهم للمنتخبات ووصل الحال في بعض الأحيان إلى حد الهجوم علي البطولة وانتقاد توقيت اقامتها وكان من هؤلاء ـ وهو ليس أولهم او آخرهم ـ الان كير بشلي المدير الفني لفريق شارلتون الانجليزي الذي قال : «ان هذه البطولة تعطينا الاحساس بأنها تقام في توقيت ضد الاجندة الدولية».

المدير الفني لشارلتون لم يتوقف عند هذا الحد بل قال ماهو اكثر وأصعب ولعله في هذا يمثل وجهة نظر وأسلوب تفكير كل المدربين الأوروبيين الذين يتولون فرقا تضم أفارقة ضمن صفوفها .. وفي هذا السياق قال كير بشلي : «سنحاول النظر في أمر هذه البطولة بجدية سوف نخسر طلال القرقوري في الفترة المقبلة ولو نجح فريقه في البطولة فلن نستعيده قبل 10 فبراير.. والمشكلة ان اللاعب شارك في التصفيات المؤهلة للبطولة وتعرض للاصابة وغاب لمدة 3 أشهر ورغم ذلك دفعنا له راتبه وهو ماسيتكرر في كأس الأمم الإفريقية ولفترة تزيد علي خمسة أسابيع »!

الكلام تكرر بنفس المعنى من مدرب فريق بورتسماوث ـ هاري ريدناب ـ وكان الامر يخص نجم منتخب الكونجو الديمقراطية لومانا لوالوا حيث قال الرجل انه سيقف ضد ضمه لفترة الاعداد الخاصة بمنتخب الكونجو وسيحاول الاحتفاظ به لأطول فترة ممكنة وقال : «نحن ندفع راتبه وعلى اللاعب ان يفكر في فريقه والموقف الذي يعيشه» !!

الحالات من مثل هذه النوعية كثيرة ومتعددة .. وتحدث في أكثر من بطولة من بطولات الدوري في أوروبا .. والواضح ان الاندية ـ علي اختلافها ـ تدافع عن مصالحها وتقاتل من أجل الا يلحق بها الضرر الفني فيما يخص جزئية الكرة والضرر المادي بينما يتعلق بالاموال التي تتكبدها في رواتب اللاعبين والتعاقد معهم وكذلك مايلحق بها من خسائر عندما تتراجع النتائج بسبب غياب هؤلاء اللاعبين ! القضية اتخذت هذا البعد .. وبهذه الدرجة من الحدة .. بعد ان أصبح اعتماد مايقرب من نصف الدول المشاركة في البطولة علي تشكيلة تتجاوز فيها نسبة من يلعبون خارج القارة 90% هناك من المنتخبات من أعلن تشكيلة شبه كاملة من المحترفين في الخارج مثل : كوت ديفوار التي لاتضم سوى حارس مرمى يلعب في تونس والسنغال التي تضم حارس مرمى يلعب لنادي جان دارك بجانب ارتفاع نسبة المحترفين خارجيا في تشكيلة منتخب المغرب وتونس وهو مالم يكن موجودا من قبل في بطولة عام 2004.

والسؤال الآن : هل ينجح الضغط الذي يمارسه الأوروبيون ـ بسبب المحترفين ـ في تغيير وضع كأس الأمم الإفريقية؟ وهل تكون البطولة 25 التي تستضيفها مصر هي نقطة التحول في هذا الاتجاه؟ .. لقد جاءت بعض الملامح ذات المعنى لتجعلنا نفكر فيما سيكون عليه المستقبل ومن هذه الملامح اتخاذ القرار تجعل التصفيات المؤهلة للبطولة هي نفس التصفيات المؤهلة لكأس العالم بالمانيا 2006 وذلك لتقليل غياب اللاعبين الافارقة عن أنديتهم فيما لو اقيمت كل تصفية علي حده .

أخيرا .. هل تنجح أوروبا في هذا الاتجاه .. أم يبقى الاتحاد الأفريقي على اصراره في تنظيم الكأس كل عامين وفي مثل هذا التوقيت ؟ .. الاتحاد الأفريقي ظل يعلن أن تنظيم البطولة كل عامين له ضرورات اقتصادية من جانب والسماح لاكبر عدد من البلدان باستضافة الحدث بما يدفع الى تأهيل بناها التحتية وتطوير اللعبة فيها من جانب آخر ! ويبقى السؤال بلا إجابة .. لحين اشعار جديد !..

مصر تواجه جنوب افريقيا استعدادا لكأس امم افريقية
يلتقي في السابعة من مساء اليوم السبت منتخبا مصر وجنوب افريقيا في ختام استعداداتهما لنهائيات بطولة كأس امم افريقية التي تستضيفها مصر في العشرين من يناير الجاري.

قال حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر ان فريقه جاهزا للمباراة التي يعتبرها الفرصة الاخيرة قبل مواجهة ليبيا في مباراة افتتاح كأس امم افريقية يوم الجمعة القادمة.

وأضاف شحاتة لرويترز أمس الجمعة "نسعى ن تكون مباراتنا مع جنوب افريقيا نظيفة خاصة وان الفريق الضيف يتميز بأداء كرة راقية بعيدة عن الخشونة المتعمدة ونسعى من خلالها الى تحقيق عدة اهداف على رأسها تجربة التكتيك الذي نواجه به ليبيا ثم تحقيق فوز يحفز الجماهير المصرية على مساندة الفريق في البطولة بقوة."

وشهد التدريب الاخير لمنتخب مصر مساء أمس الأول الخميس اصابة ابراهيم سعيد قلب الدفاع الذي خضع لعلاج سريع بعد شعوره باصابة في العضلة الخلفية ولم يحدد الجهاز الطبي مدى خطورة هذه اصابة. ويدفع الجهاز الفني لمنتخب مصر في المباراة بمحمد شوقي وحسني عبد ربه العائدين من اصابة للاطمئنان على سلامتهما قبل المواجهة المهمة امام ليبيا في افتتاح البطولة.

ويغيب عن المباراة قائد الفريق حسام حسن ويخضع لتدريبات علاجية بسبب اصابة في العضلة الضامة لحقت به في تدريب المنتخب يوم الاثنين الماضي. وقد تنازل المهاجم الدولي أحمد حسام "ميدو" لاعب توتنهام الإنجليزي عن قميصه رقم 9 إلى النجم المخضرم حسام حسن الذي اشتهر بإرتداء هذا القميص ، وذلك لكي يرتديه "العميد حسام" وجاء في قائمة أسماء لاعبي منتخب مصر الوطني التي أعلنها حسن شحاتة المدير الفني يوم الأربعاء وقدمها إلى اللجنة المنظمة للبطولة أن ميدو سيرتدي القميص رقم 15 في هذه البطولة ، في حين سيمنح القميص رقم 9 إلى حسام حسن قائد الفريق ، وذلك تقديرا لمكانته وخبرته الطويلة مع المنتخب ، في حين سيرتدي معظم اللاعبين الآخرين الأرقام المفضلة لديهم .. هذا وقد وصل منتخب جنوب افريقيا الى القاهرة ظهر أمس الجمعة للتدريب على الملعب الرئيسي للمباراة باستاد القاهرة وقد اختار الروماني تيد دوميترو المدير الفني لمنتخب جنوب أفريقيا 23 عبا للمشاركة في نهائيات كأس امم افريقية في مصر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى