خدام او التحدي الصعب لركن سابق في النظام السوري انتقل الى المعارضة

> باريس «الأيام» عامر واعلي :

>
النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام
النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام
يخوض النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام الذي يشن حملة اعلامية بهدف اطاحة الرئيس بشار الاسد، امتحانا يصعب التكهن بما سيؤول اليه حيث يشير عدد من المعارضين والخبراء الى ان المعارضة تلزم الريبة حيال هذا الركن السابق من اركان النظام.

وقال خدام (73 عاما) في مقابلة اجرتها معه وكالة فرانس برس هذا الاسبوع مبررا تحركه "اجريت اتصالات مع شخصيات من حزب البعث العربي الاشتراكي واحزاب اخرى في سوريا وستجري اتصالات اخرى مع الاخرين".

واوضح "ان دعوتي موجهة الى كل السوريين لان يساهموا في تقرير مصير بلادهم"،مؤكدا ان "الشعب السوري متذمر من النظام الحالي ومن واقع تسلط اجهزة الامن ومصادرة الحريات والفساد الذي تقوم به الدائرة المقربة من رئيس الدولة".

وقال خدام الذي استقبل مراسل وكالة فرانس برس في حضور نجله جهاد وعدد من افراد عائلته انه التقى رئيس الاركان السابق العماد حكمت الشهابي "بصفته صديقا" قبل ان يظل بموقفه المعارض وتصريحاته الصاخبة على الاعلام في 30 كانون الاول/ديسمبر، بدون ان يحدد مكان عقد اللقاء.

واكد احد المقربين من رئيس الاركان السابق المقيم في لوس انجليس بالولايات المتحدة والذي يتنقل كثيرا ان "الشهابي لا يطمح الا لان ينساه الجميع"، فيما يرد اسمه في بعض وسائل الاعلام كاحد الناشطين في المعارضة.

ويضاعف خدام الذي لجأ مع عائلته الى باريس حيث يقيم في منزل فخم، المداخلات الاعلامية منذ نحو اسبوعين موضحا انه يسعى لاثارة "انتفاضة شعبية" ضد بشار الاسد.

وهو يتهم الرئيس السوري بانه اصدر اوامر باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير في بيروت في عملية تفجير وجهت اصابع الاتهام بها الى دمشق.

وسئل خدام عن دوافع تحركه فقال "قررت التحدث بعد اتصالات اجريتها مع عدد من المسؤولين ومع القوى السياسية".

وعن صدور تصريحاته من فرنسا التي انتقل اليها بعد ان استقال من مهامه في السلطة والحزب في حزيران/يونيو الماضي قال ان "السوريين يعرفون انني لو كنت وجهت هذا الكلام من سوريا لكنت قتلت كما قتل غيري"، معتبرا ان "الشعب السوري يقدر اسباب انتقالي الى فرنسا".

واضاف في سياق انتقاداته للنظام السوري ان "هذا النظام لا يحتمل كلمة نقد واحدة فهو خائف من اطلاق حرية الناس وسيتعامل معهم بالعنف وهو خائف من الخارج يتعامل معه بالتنازلات".

وسئل خدام ان كان ينوي طلب اللجوء السياسي الى فرنسا فقال "ابدا"وقد اعلن نجل خدام امس السبت في اتصال هاتفي اجراه مع وكالة فرانس برس في باريس ان والده سيبقى في فرنسا ولا ينوي الانتقال الى السعودية.

ونفى جهاد خدام انباء اوردتها بعض وسائل الاعلام مفادها ان والده يخضع لضغوط فرنسية من اجل ان يغادر هذا البلد مؤكدا "ليس هناك مضايقات من الحكومة الفرنسية بل العكس ولا مشروع للانتقال للسعودية,واعتبر ان هذه الانباء "تضليل" من قبل النظام السوري.

وفي دمشق، نأى عدد من المعارضين بانفسهم عن مواقف خدام احد اقرب المعاونين السابقين للرئيس الراحل حافظ الاسد الذي حكم بلاده بيد من حديد.

وحده علي صدر الدين البيانوني المراقب العام للاخوان المسلمين في سوريا اعلن من منفاه في لندن استعداد تنظيمه للعمل مع خدام لتغيير النظام في سوريا، مع الاشارة الى انه غير مقتنع بمواقف خدام المعلنة من اجل الديموقراطية.

وعن احتمال حصول انتفاضة شعبية في هذا البلد الذي تسيطر عليه اجهزة امنية منذ عقود قال معارض سوري مقيم في باريس طلب عدم كشف اسمه لوكالة فرانس برس "هذا مستبعد اطلاقا".

كما اعتبر الكاتب والصحافي البريطاني باتريك سيل ان "هذا امر يصعب تصوره ويتطلب سنوات وحتى تنظيما سريا".

ولا يرى سيل الاختصاصي المعروف في شؤون الشرق الاوسط "من اين يمكن ان يأتي الدعم" لخدام الذي يعتبر في بلاده على حد قوله "من قضى على ربيع دمشق" الذي اعقب تسلم بشار الاسد السلطة عام 2000.

وتبقى فرضية حصول خدام على دعم من فرنسا او الولايات المتحدة اللتين تقفان معا خلف قرار مجلس الامن 1559 الذي ادى الى انسحاب الجيش السوري من لبنان وتواصلان الضغط على سوريا من اجل ان تتعاون مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري.

واكد السلطات الفرنسية اكثر من مرة انها لم تجر "اي اتصال" مع خدام وانه "يقيم في باريس بصفة شخصية".

واوضح الصحافي والسجين السياسي السابق ياسين الحاج صالح في دمشق انه "من المستبعد ان تقوم شخصية مثل خدام بمثل هذه المبادرة بدون خطة او توافق مع جهات دولية او اقليمية او حتى محلية".

ورأى سيل ان "الولايات المتحدة وفرنسا واسرائيل لا تريد اطاحة بشار بل اضعافه" وارغامه على "التضحية" ببعض المقربين منه.(أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى