كركر جمل

> عبده حسين أحمد:

> بالرغم من أننا نعرف أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ..وهذا المثل صحيح ولكن معناه صعب وتنفيذه أصعب ..فكيف ومتى نبدأ الخطوة الأولى نحو الألف ميل ..فالمسافة طويلة والطريق صعب وشائك ..ولكن بالرغم من ذلك لا بد أن نخطو ..أن نفعل شيئاً..أن نناضل ونكافح بعزيمة وصبر لكي نحقق الأهداف والغايات التي ضحى الشعب من أجلها طويلاً ..وقاسى وعانى وذاق الأمرين من أجل تحسين مستواه في المعيشة والصحة والتعليم والاقتصاد والصناعة ..وتحقيق العدالة والمساواة والقضاء على البطالة ونشر السعادة والرفاهية.

< ومن المؤكد أن طريق الألف ميل صعب وشاق وطويل ..ولكن يجب أن نبدأ بالخطوة الأولى ..يجب ألا نيأس أو نتعب ..فليس هناك ما يدعو إلى الشعور باليأس والضيق والتعب ..يجب أن نواصل المشوار مهما كانت التحديات أمامنا كبيرة وصعبة ..ولكن يجب ألا نتعامل مع أخطائنا باستخفاف واستهانة ..يجب أن نعترف بهذه الأخطاء بشجاعة ونحاول تصحيحها..فليس هناك قوة قادرة على أن تمنعنا من الوقوف أمام أخطائنا..ندرسها ..ونتفحصها .. ونعرف الأسباب التي قادتنا إليها .. وبعد أن نعرف أخطاءنا وحجم المتاعب والمشاكل التي نعاني منها ..يجب علينا الوقوف أمامها جادين للقضاء عليها واستئصالها من جذورها.

< إذن ما هي المشكلة؟ هل المشكلة أننا لسنا جادين ولا قادرين على أن نبدأ الخطوة الأولى نحو محاربة الفساد؟.. لماذا هذا الاستسلام الجبان للفساد؟.. ولماذا نقف متفرجين على الفساد الذي يدمّر حياتنا؟ وهل الفساد قدرنا ومكتوب علينا ..فلا نستطيع مواجهته والقضاء عليه ..أو على أقل تقدير علاجه؟..إن الفساد يمكن اعتباره مثل أي مرض آخر من الممكن علاجه ..وليس من المستحيل علاجه أو القضاء عليه إذا كانت الإرادة قوية والنية صادقة والإيمان عميقاً.

< إننا لا نريد أن نعترف أن المشكلة فينا نحن ..فلا نحن قادرون على التغيير ومواكبة كل التطورات التي تحدث في الدنيا من حولنا ..إننا جامدون كالأصنام لا حياة فيها ..ولا هي قادرة على الحركة والحياة ..ونحن كذلك لسنا قادرين على التقدم والتطور والحركة والتغيير نحو الأفضل والأجمل ..إن الله سبحانه وتعالى يقول:{إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} .. ومعنى ذلك واضح جداً ..إننا إذا أردنا أن تتغير الدنيا من حولنا .. أن نغير أنفسنا أولاً .. فإذا لم نفعل ذلك ..فلن يلتفت إلينا أحد ..ولن يرحمنا أي أحد.

< يقول الزعيم الهندي المهاتما غاندي وهو - في اعتقادي -أعظم شخصية في القرن العشرين: «الفقر هو أقسى أنواع العنف» ونحن لا عرفنا كيف نقضي على الفقر ..ولا فهمنا كيف نقضي على العنف ..ولا أدري لماذا هما متلازمان في حياتنا .. فإذا كانت هذه حالنا اليوم.. فقد ارتكبنا أكبر خطأ في حق شعبنا وبلادنا ..والسبب أننا لم نفعل شيئاً حيال الفقر والعنف ..وهذا يعني أننا لا نستطيع أن نتفرغ لمشاكلنا الاقتصادية.. وهي أكبر المشاكل في حياتنا ..وقد ساعد على تكديسها وتعقيدها وفقدان الأمل في حلها.. الاستمرار الكمي للفقر والعنف.

< إننا في حاجة إلى الخطوة الأولى في الألف ميل نحو تصحيح مسار أسعار السمك (الثمد) الطازج وغيره .. بأن يكون الأرخص والأكثر انتشاراً في قوت الناس ..وفي حاجة إلى إصلاح مسار تثبيت وزن الخبز (الروتي) وسعره ..فإذا استطعنا أن نفعل ذلك .. فإن الخطوة الأولى في الطريق الممكن ليست مستحيلة!!<<

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى