قصة قصيرة بعنوان (كلمات مع الريح)

> «الأيام» محمد حسين بيحاني:

> جميع الأنوار خافتة من حوله.. تحسس جسده.. نفخ في الهواء ونظر إلى السماء وبحديث الحوار مع الروح والنفس الذي يلامس ويعانق العقل والقلب والمحمل بالشجن.. الصادر من معجم.. من المشاش والروح.. من ألق المحبة.. من قواميس لا يعرفها إلا هو وحده ولا أحد سواه.

هل يمكن للإنسان ألا يري نفسه إلا في مرآة أو صفحة بحر أو ظل قمر على الأرض؟ سائلاً نفسه بدهشة!

دقيقتان مزودتان باثنتين وعشرين ثانية. في تلك الأثناء كان يتطلع إلى ساعة الحائط المعلقة قباله، كما كان بين وقت وآخر يحول نظره بتقلبات نظرية، ويتشاغل بأشياء أخرى ينظر إليها، كأنما يضع حدًا لمباراة العيون.. كان من اللافت أن الشيب قد تسلل إلى رأسه، والوجه قد ذهب عنه بهاؤه الذي كان فيما مضى من الأيام. نهض في عجالة محدثًا نفسه.. محدثًا روحه وهو يعلن أن الوقت قد انصرم منه جزء كبير، ثم تحرك مسرعًا وهو يردد كلمات لم تسمع منها واحدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى