الخرطوم عاصمة الثقافة العربية 2005م ملتقى النيلين الأول للشعر العربي

> «الأيام» د. مبارك حسن الخليفة:

> وفود يمنية وسعودية وإماراتية .. بمناسبة اختتام عام الثقافة في الخرطوم وصل وفد يمني مكون من خمسين فرداً (لي عودة للحديث عن نشاط هذا الوفد) كما وصل وفد لفنانين تشكيليين ولأعضاء فرقة شعبية من المملكة العربية السعودية، كما وصل وفد ضم أعضاء فرقة شعبية من دولة الإمارات، والتقوا جميعاً مع وفود الملتقى الشعري في فندق قصر الصداقة.

الرحلة إلى سوبا
التقى عدد كبير من أعضاء الوفود العربية مع أعضاء وفود الملتقى الشعري في رحلة إلى ضاحية سوبا التي لا تبعد كثيراً عن الخرطوم وتقع على الضفة الغربية للنيل الأزرق في مزرعة الصديق العزيز الإداري السابق عثمان أبو كَشَوّه الذي استقبل، مع أفراد أسرته، الوفود مرحباً بهم، وقد أقام لهم وجبة غداء فاخرة.

فرقة ملوك النيل
هي فرقة غنائية مكونة من فتيان وفتيات من جنوب السودان يجيدون اللغة العربية واللهجة السودانية الشمالية، وقد قدموا أغاني بلغات جنوب السودان وأغاني بعامية الشمال أبدعوا فيها جميعاً، وقد رقص أعضاء الوفود على الإيقاعات الأفريقية واستمتعوا وابتهجوا.

مغنون عرب
شارك في تقديم بعض الأغاني مطرب من دولة الإمارات والمطرب اليمني عمر باوزير والملحن الموسيقار عبداللطيف خضر المشهور باسم (ود الحاوي) أي(ولد الحاوي) وقد أبدعوا جميعاً. وكان ضيف الشرف الأستاد خالد الرويشان وزير الثقافة والسياحة اليمني، رئيس الوفد الزائر إلى الخرطوم.

حديث جانبي وتكريم ودموع
كنت أتحدث إلى الملحن والموسيقار عبداللطيف خضر عن قصيدة بالعامية كتبتها منذ زمن طويل وأبديت رغبتي في أن يلحنها، والقصيدة كتبتها في بلد عربي قبل مجيئي إلى اليمن. وفي أثناء حديثي مع الموسيقار عبداللطيف أعلن عن تكريم أعضاء الوفود المشاركة في الملتقى الشعري وكان كل شاعر يُسلّم شهادة تقديرية وهدية رمزية وكان كل شاعر بعد تكريمه يقرأ شيئاً من شعره ولما جاء دوري استلمت الشهادة والهدية، ثم ألقيت القصيدة التي حدثت الملحن عبداللطيف عنها، وعنوانها (نهاية الغربة والأحزان) وقد جاء في المقطع الأخير منها:

متين نرجع نكمّل ريدنا جنب النيل

وأصنع ليك من زهرُه الجميل إكليل

نغنّي هوانا والموجات معانا تسيل

وننسى الغربة والأحزان وسهر الليل

بمجرد أن بدأت هذه المقطع دخلت في نوبة من البكاء وأكملته بصعوبة شديدة ووقعت من يدي الشهادة والهدية، ثم ارتميت في أحد المقاعد لأجهش بالبكاء.

أعضاء وفود الملتقى الشعري اندهشوا وتحدث إلي كل على انفراد منهم من قال: هذا يدل على حب الوطن، ومنهم من قال: هذا يعبر عن شوق عارم، وقالت الشاعرة اللبنانية هدى ميقاتي: دموعك هذي أجمل قصيدة اشتركت بها في الملتقى.

أما الصديق الموسيقار ود الحاوي فقد قال لي: اكتب هذه القصيدة فإن دموعك قد بدأت لحنها.

كلمات غمرتني بالسعادة وملأت نفسي بالأمل.

ختام
جنينا من ملتقى النيلين الأول للشعر العربي الفائدة والمتعة، فقد تعرف أعضاء الوفود بعضهم على بعض، وكسب كل منّا صداقات جديدة، وقد تم ذلك في جلسات خاصة في الفندق واستمتعنا بكل ما قدم من شعر وغناء وموسيقى ورقص. وأحسب أن الجمهور أيضاً أفاد واستمتع.

أيام خالدات لن تُنسى، فرصة طيبة أتاحتها لنا الأمانة العامة للخرطوم عاصمة الثقافة العربية، فللقائمين على أمرها الشكر الجزيل والشكر للجنة التي أشرفت على الملتقى الشعري.

أتمنى أن تتواصل هذه اللقاءات في أرض السودان أو في أي أرض عربية، وإذا عدنا إلى السودان نتمنى أن نجد شعبه ينعم بالسلام والوفاق والوحدة والحياة الرغدة.

في الأسبوع القادم أتحدث عن «الأيام الثقافية اليمنية بالخرطوم عاصمة الثقافة العربية 2005".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى