مشادة في مجلس الشعب المصري واتهامات للحكومة بالتقصير في كارثة العبارة وأحد الناجيين طفل في الحادية عشرة ألبسه والده طوق النجاة قبل أن يغرق هو وأمه

> القاهرة «الأيام» منى سالم:

>
اقارب ضحايا العبارة يتفرجون على صور تعرض لقتلى الحادث للتعرف عليهم
اقارب ضحايا العبارة يتفرجون على صور تعرض لقتلى الحادث للتعرف عليهم
ثارت عاصفة من الانتقادات أمس الاحد في مصر ضد الحكومة والشركة المالكة للعبارة السلام 98 التي غرقت في البحر الاحمر ليل الخميس الجمعة والتي ربما يزيد عدد ضحاياها عن الف شخص غالبيتهم العظمى من المصريين.

وكانت مشادة حدثت أمس الاحد بين أعضاء لجنة النقل بمجلس الشعب المصري برئاسة حمدي الطحان أثناء زيارتها لموقع الاحداث بميناء سفاجا وبين قبطان العبارة سانت كاترين.

فقد فوجئ أعضاء اللجنة بأن قبطان سانت كاترين يتبع لنفس الشركة المالكة للعبارة السلام فرفضوا قبول شهادته مما أثار غضبه وتعدى بالقول على أحد أعضاء اللجنة مما أثار ثورة بين أعضاء مجلس الشعب وتدخل المحافظ ورئيس هيئة السلامة البحرية وأصدر المحافظ قرارا بإيقاف القبطان عن العمل وإحالته للتحقيق.

واعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أمس الأول السبت ان مهمتي استطلاع اجريتا أمس الأول فوق المنطقة التي غرقت فيها العبارة المصرية السلام 98 في البحر الاحمر وان مهمة ثالثة ستجرى الاحد (أمس).

واوضحت الوزارة في بيان ان مروحية اتلانتيك 2 تابعة للبحرية الفرنسية اقلعت في اتجاه المنطقة التي غرقت فيها العبارة بناء على طلب السلطات المصرية.

واضافت "في وقت سابق من النهار، قامت مروحية من نوع توينوتر فرنسية من قوة المراقبة المتعددة الجنسية في سيناء بتحليق استمر اربع ساعات فوق منطقة الغرق.

وقد عرض الرئيس الفرنسي جاك شيراك مساعدة فرنسا في عمليات الاغاثة، في رسالة بعث بها الى نظيره المصري حسني مبارك. وكانت سلطات ميناء سفاجا البحري المصري أذاعت في وقت سابق أمس بيانا عبر مكبرات الصوت داخل صالات الميناء أفادت فيه بأن عدد الناجين من حادث غرق العبارة المصرية "السلام 98" ومن واقع البيانات التي وردت إلى سلطات الميناء بلغ حتى الآن 376 شخصا كما تم انتشال 186 جثة تم التعرف على هويات ثلاثين منهم فقط.

وذكرت صحيفة الجمهورية المصرية في عددها الصادر أمس الاحد أن الطفل الوحيد الذي تم انتشاله من بين الناجين اسمه محمد أحمد /11 سنة/ من المنيا.

ونقلت الصحيفة عن محمد قوله انه عندما بدأت العبارة في الغرق ألبسه والده طوق النجاة وبعد غرق والده ووالدته قام أحد الناجين بمساعدته والعناية به حتى جرى إنقاذه.

وأضاف انه ظل يصارع الامواج لمدة 30 ساعة حتى تمكنت قوات الانقاذ من انتشاله.

ونقل الطفل إلي مستشفي سفاجا المركزي لعمل الاسعافات اللازمة حيث إنه يعاني من الاجهاد لصعوبة الرحلة. وقال مصدر مسئول بميناء سفاجا إنه تم نقل الجثث إلى مشرحة زينهم بالقاهرة عبر مبردات كبيرة.

مصري من اقارب ضحايا العبارة يصرخ بوجه رجال الشرطة الذين يحمون المدخل الرئيسي بمينا سفاجا
مصري من اقارب ضحايا العبارة يصرخ بوجه رجال الشرطة الذين يحمون المدخل الرئيسي بمينا سفاجا
ولا يزال هناك تضارب بين التقارير التي توردها جهات مصرية رسمية عن أعداد الناجين والجثث التي تم انتشالها إثر حادث غرق العبارة المصرية "السلام 98" في البحر الاحمر حيث لم يتم الاعلان حتى الآن عن مصير نحو 600 شخص من بين 1414 شخصا كانوا على متن العبارة.

وعلى الرغم من استمرار جهود الانقاذ أمس الاحد بدا أنه من غير المرجح العثور على المزيد من الناجين بعد مرور حوالي ثلاثة أيام على غرق العبارة قبل فجر يوم الجمعة الماضي على بعد 90 كيلومترا تقريبا من ميناء سفاجا المصري.

وكانت مصادر طبية في سفاجا ومنتجع الغردقة حيث انتقل العديد من الناجين لتلقي العلاج قدرت أعداد الناجين حتى أمس الاحد بـ 401 شخص وعدد الجثث التي تم انتشالها بـ 191 جثة.

وتشمل هذه الارقام الاشخاص الذين أنقذتهم السلطات السعودية أمس الأول.

يذكر أن حوالي 1200 شخص ممن كانوا على متن العبارة من المصريين إلى جانب مئة سعودي تقريبا في حين ينتمي البقية أساسا إلى جنسيات عربية أخرى مختلفة واحد منهم من اليمن.

وذكرت مصادر في مطار القاهرة أن المحقق البنمي رينالدو إيرابيو من إدارة تحقيق الحوادث في قسم النقل البحري وصل إلى القاهرة أمس الاحد قادما من بنما عن طريق مدريد للمشاركة في التحقيقات في غرق العبارة التي كانت تحمل علم بنما.

وقد توجهت إلى موقع الكارثة لجنة تقصي حقائق من مجلس الشعب المصري برئاسة حمدي الطحان رئيس لجنة النقل والمواصلات وعدد من رؤساء اللجان بالمجلس للوقوف على تداعيات غرق الباخرة ومتابعة التحقيقات.

و شنت الصحف المصرية هجوما عنيفا أمس الاحد على ما اعتبرته اهمالا وتقصيرا من الاجهزة الحكومية ووجهت اصابع اتهام الى شركة السلام للنقل البحري المالكة للعبارة.

وتشير عناوين الصحف والمقالات الافتتاحية والشهادات المنقولة عن الناجين الى حالة من الغضب في مصر.

وعنونت صحيفة المصري اليوم المستقلة "مصر ترتدي ثوب الحداد على ضحايا كارثة عبارة الموت"، فيما اختارت صحيفة روزاليوسف الحكومية عنوانا اكثر قسوة "مسؤولية الحكومة المهملة عن كارثة العبارة".

واجمعت الصحف على تأخر عمليات الانقاذ والتساهل في عمليات التفتيش على السفن.

ونقلت صحيفة الاخبار الحكومية عن وزير النقل محمد منصور قوله انه "لم يبلغ بالحادث الا بعد تسع ساعات من غرق العبارة".

وقالت المصري اليوم نقلا عن مصادر في ميناء سفاجا ان السفينة ارسلت رسالة استغاثة ولكن لم يكن هناك اي موظف في غرفة التقاط هذه الرسائل في هذا الميناء.

ويدور الجدل كذلك حول مصدر النيران التي اندلعت على متن العبارة وكانت السبب في غرقها بعد ابحارها من ميناء ضبا السعودي.

وكانت السلطات اعلنت في بادئ الامر ان الحريق اندلع في احد المحركات ثم عادت واعطت رواية اخرى تفيد بان النيران شبت في شاحنة بضـائع كانت على متن السفينة.

ونقلت الاخبار عن احد الناجين وهو محمد عطية ان الحريق اندلع على الارجح في غرفة المولدات.

وتحدثت الصحف كذلك عن الحالة الفنية للسفينة التي يبلغ عمرها 35 عاما والتي اشترتها شركة السلام للنقل البحري عام 1997 لاستخدامها في رحلات بحرية في البحر الاحمر.

وقالت صحيفة الاهرام انه لم يكن هناك سوى ثلاثة زوارق انقاذ على متن العبارة.

ونقلت صحيفة الاخبار عن الخبير الملاحي جمال ابو العزم قوله ان "مالكي السفن يتحايلون على القانون المصري الذي يحظر استخدام السفن التي يزيد عمرها عن 25 عاما بشراء سفن قديمة وتسجيلها في بنما".

وقال النائب محمد مصيلحي في جلسة لمجلس الشعب خصصت لمناقشة الكارثة أمس الأول السبت ان "هيئة التفتيش البحري لا تقوم بالتفتيش على السفن"، مؤكدا ان "الهيئة تقوم بإجراءات روتينية محضة للتصريح للسفن بالسفر".

وقالت صحيفة الاسبوع المستقلة ان الشركة المالكة للعبارة السلام 98 تحتكر الخط الملاحي سفاجا-ضبا لانها تحظى "بدعم مسؤول كبير" في الدولة لم تسمه.أ.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى