«الأيام» تتابع تفاصيل عودتها والدموع تنهمر من المواطنين بتعز.. الطفلة حنان بين أحضان والديها بعد 25 يوما عصيبا ومنزل حنان يتحول إلى مزار تتقاطر إليه الجموع من كل أنحاء تعز

> تعز «الأيام» عبد الهادي ناجي علي:

>
حنان تصل الى مستشفى السعيد ومعها والدها
حنان تصل الى مستشفى السعيد ومعها والدها
عاشت مدينة تعز بل المحافظة بشكل عام أحلى ساعات الفرح بعد انتشار خبر العثور على الطفلة حنان طه عبدالله الصلوي (ست سنوات) بل إن الدموع سالت على الخدود من عيون كثير ممن سمع الخبر وزار حنان في منزلها الذي تحول إلى مزار حيث تقاطر جموع الزوار من الرجال والنساء والأطفال والشباب إلى منزل حنان مع تباشير صباح يوم أمس الاثنين عندما صحا المواطنون على خبر العثور على حنان في مدينة معبر بمحافظة ذمار ، وكان الأخ عبد القادر حاتم، وكيل محافظة تعز للشئون الفنية والبيئية قد تحرك في الساعة الأولى من فجر أمس ومعه فريق من البحث الجنائي والأمن العام وبصحبة والد الطفلة حنان حيث تم التنسيق مع أمن ذمار من أجل الموضوع ..«الأيام» تابعت القضية ورصدت الفرحة التي شهدتها تعز يوم أمس بعد عودة حنان.

وكيل محافظة تعز عبدالقادر حاتم يشرح لمدير البحث وللصحفيين كيف تم استعادة حنان
وكيل محافظة تعز عبدالقادر حاتم يشرح لمدير البحث وللصحفيين كيف تم استعادة حنان
وكيل المحافظة:الشكر لرجال البحث
في البدء تحدث إلينا الأخ عبد القادر حاتم، وكيل المحافظة عقب وصوله إلى منزل الطفلة وحنان في حضن والدها الذي عادت إليه الحياة بعد 25 يوماً من الفراق فقال :« طبعاً نحن كنا متابعين للقضية يومياً حتى بقينا محرجين في الفترة الأخيرة من كيفية الوصول إليها لأننا لم نتمكن من الحصول على أي معلومة من أهلها ، وقبل أن نتحدث عن المشكلة نحب أن ننوه ونحذر الأخوة المواطنين والآباء والأمهات بأن عليهم متابعة أولادهم ومنعهم من أن يتبعوا أي شخص يطلب منهم ذلك لأنه خلال سؤالنا للبنت الصغيرة عن الذي حصل قالت إنها سارت بعد الشخص الذي قال لها تعالي وذهبت معه ببراءة ، دون بكاء ودون أي رد فعل أخذها بسيارة وطلعت معه». ويضيف أنها قالت أن الذي أخذها واحد اسمه علي وصل بها إلى معبر وتعرف على واحد اسمه قائد.. «وعندما وصل إلينا البلاغ الساعة الثانية عشرة ليلاً .. تحركنا الساعة الواحدة ووصلنا الساعة الرابعة فجر الاثنين حيث التقينا بالبنت وهي سليمة ليس فيها أي أذى ولا أي مشكلة ، وجالسة عند واحد يعالج بالأعشاب ويقول إن الذي احضرها واحد اسمه علي وآخر اسمه قائد ، والتحقيقات ستستمر».. وعن أوصاف الشخصين قال:«إنها ذكرت بعض الأوصاف لهما ولكن نحن سنبدأ التأكد من الناس الذين هم وراء العملية فقد تكون العملية مدروسة ومخططا لها ، وحتى لا تضيع الحقيقة فإنه لابد من التحقيق أولا قبل ذكر أوصافهما ، والإجراءات مستمرة وفريق البحث تركناهم في معبر ، والحمد لله رب العالمين جماعة البحث بذلوا جهداً كبيراً جداً ، وباسم كل المواطنين نقدم لهم شكرنا الكبير ، والقضية قضية كل مواطن لأنه لو واحد يجي يسحب طفل من أي مكان فالدولة لن تكون هي الحارسة لكل مواطن ولن توقف عسكري أمام كل بيت ونتمنى أنهم يوعوا الأطفال بأن لا يتحركوا مع أي واحد يطلب منهم ذلك ، وإذا اتضح أن هذه لها مقاصد أخرى يمكن الدولة بعد كذا تتخذ إجراءتها .. وكانت حنان قد وصلت إلى معبر في نفس اليوم الذي تم أخذها من أمام منزلهم بتعز، الأمور سليمة والبحث جار بطرق سليمة عن الشخصين المشار إليهما في الأوصاف التي ذكرتها».

حنان تغادر المستشفى برفقة أحد أقاربها بعد التأكد من صحته
حنان تغادر المستشفى برفقة أحد أقاربها بعد التأكد من صحته
مدير الأمن: قبضنا على مشتبه به
من جهته أوضح مدير أمن تعز د. أحمد العلفي أن عودة حنان إلى تعز وإلى أسرتها هو أكبر من الوصف الذي يمكن أن توصف به الفرحة الغامرة لتعز ولرجال الأمن وللبحث وللمواطنين، مشيراً إلى انه قد تم إلقاء القبض على شخص من المشتبه بهم وان المتابعة والبحث والتحريات مستمرة للوصول إلى من يقف وراء ذلك العمل، مؤكداً أن رجال الأمن والبحث يؤدون واجبهم أمام الله تعالي أولآ وقبل كل شيء وواجبهم حماية المواطن دون استثناء. وأكد على أهمية التعاون بين الأمن والمواطنين فيما يخدم الاستقرار الأمني ويعززه على الواقع .

تجمهر المواطنين أمام مستشفى السعيد بتعز أمس للاطمئنان على الطفلة حنان
تجمهر المواطنين أمام مستشفى السعيد بتعز أمس للاطمئنان على الطفلة حنان
مدير البحث الجنائي: البحث يواصل التحقيق
أما العقيد حسين شجاع الدين مدير إدارة البحث الجنائي بتعز تحدث بقوله : «وصلت اتصالات من ذمار إلى أحد القضاة في تعز يقول إن هناك بنت موجودة يبدو أنها حنان وعلى طول تم التواصل معنا ومع مدير الأمن ومع الجهات الأخرى وتم التحرك فوراً إلى مدينة معبر وهناك وصلوا إلى البيت المحدد ووجدوا الطفلة وسلمت إلى والدها حيث عاد بها إلى تعز وقد تم إدخالها مستشفى السعيد للفحوصات الطبية وهى بحالة جيدة من خلال الفحوصات ، التفاصيل الأخرى ستأتي لاحقاً لأنه هناك فريق أمني في ذمار وفي معبر من البحث الجنائي من تعز يواصل عملية التحقيق ولابد أن نصل إلى الخيوط الأساسية ولابد أن نصل إلى الشخص الذي أخذها من البيت ونعرف المراحل التي مرت بها والبيوت التي تنقلت إليها والمدن التي مرت بها حتى نكون على بينة وحتى نخرج من المتاهة التي دخلنا فيها» ، وقال : «هناك أوصاف سابقة عندهم لأشخاص ، والشخص الذي وجدت عنده في معبر يؤكد انه يعرف الشخص الذي أوصلها إلى عنده وقال له إنها ابنته وأنها مريضة لان الشخص التي وجدت عنده يعالج بالطب الشعبي والشعوذة حيث قال له بنتي مريضة سأتركها عندك وأعود إليك وتركها ولم يعد .. الآن البحث جار عن الشخص هذا ومسئولية السيد المعالج أن يوصل لنا الشخص الذي أودع البنت عنده ويعرفنا عليه» .. واختتم بقوله : «والله عودة حنان حاجة رائعة وأعادت الثقة للناس وللمواطنين وللأمهات وللآباء عودتها تمثل وجود الأمن».

الطفلة حنان بعد عودتها الى تعز
الطفلة حنان بعد عودتها الى تعز
والد حنان: الأطباء أكدوا سلامتها
أما طه عبد الله الصلوي والد الطفلة حنان فقد تحدث بقوله : «عندما جاء الاتصال عبر القاضي علي محسن الحميضة أن هناك بنت في معبر موجودة فجاء القاضي إلى عندي وبلغنا فقلت له يا أخي أكثر من مرة نبلغ عن العثور على حنان وتظهر إما بنت سنة أو سنتين أو ثلاث بعد طول بحث ، قلت له خلاص خلي الشخص الذي يعرف البيت هناك يأخذ التلفون وأنا سأتصل ويترك البنت تكلمني وفعلاً كلمت البنت وعرفت صوتها وسألتها عن اسم أمها وأخواتها وجدتها فتأكدت من أنها هي حنان (مع إطلاق ضحكة من قلبه ) فاتصلت لمنير الجندي ضابط بالبحث ، ووصل الخبر لوكيل المحافظة عبد القادر حاتم فاتصل بي مؤكداً انه سيتحرك معي وحضر معي ومعنا ضباط من البحث ووصلنا إلى مكان رجل يبيع فيه أعشاب طبية في معبر وقال إن شخص احضرها إلى عنده وقال له إنها مريضة قليل وجلست عنده 8 أيام ولم يبلغ عنها لأنه يعرف الشخص الذي احضرها ، فأخذنا البنت ورجعنا »، وقال : «إن البنت سنتركها أيام حتى ترتاح من الموقف لأنها لا تجيب الآن سوى بكلمتين (ايوه) نعم أو لا ، وأصحاب البحث حلفوني يمين انه لا أحد يسألها حتى ترتاح وتهدأ وبعدين ستسرد الذي حصل من نفسها»، وعن الوضع الصحي للبنت قال إن الأطباء أكدوا سلامتها وأنها جسمياً بخير ولكن نفسياً تحتاج إلى راحة ، وعن وضع أم حنان قال: «كانت مرهقة من كثرة التفكير بالبنت ولكن الآن الحمد لله رجعت روحها بعد عودة حنان»، وإضاف أن هناك لجنة ستشكل من البحث الجنائي بتعز وذمار للتحقيق، ونفي أن يكون قد بلغ عن أشخاص مشتبه بهم وقال إن الموضوع لدى الجهات الأمنية الآن، ونفى والد حنان صحة أن تكون الأم متزوجة من قبل وأن هناك خلافات بينه وبين أي جهة سواء في الأسرة أو غيرها وأكد انه لاينتمى إلى أي جهة سياسية أو حزبية وقال : «أنا أنتمي للشركة اليمنية للصناعة والتجارة ».

ازدحام شديد على منزل حنان لمعرفة صحتها
ازدحام شديد على منزل حنان لمعرفة صحتها
الحميضة بداية البلاغ
القاضي على محسن الحميضة مساعد محكمة غرب تعز قال: «في الساعة التاسعة وخمس وأربعين دقيقة اتصل لي ابن اختى محمد مطهر علي البنوس من مدينة معبر يقول ياخال اشتي أسالك سؤال في بنت من تعز على حسب ما نقرأ في الصحف ونسمع في الإعلام .. وقال إن هذه البنت لها صفات عجيبة بنت مجهولة من محافظة تعز تتردد إلى عنده في الدكان والرجل الذي هي عنده متزوج بامرأتين واحدة في مكان آخر في معبر والزوجة الثانية عنده وهو جار له ، وهذه البنت كانت تدخل إلى بيتي مع زوجة الرجل هذا فكانت زوجتي تسأل وتقول هذه البنت ليست بنت محمد بن عباس المعالج هذه بنت غريبة قالوا: هي بنت مجهولة ومن تعز بس ماحد منتبه لها فقلت له مادام هي من تعز واسمها حنان على طول أنا سأتواصل معك خلاص مع السلامة ، أنا مباشرة قمت لبست ثيابي وهرعت إلى بيت والد البنت حنان وصلت إلى الكمب سألت عن عنوانه وأوصلني شخص إلى البيت وقابلني بكل برود لأنه أصبح عنده يأس من كثرة البلاغات .

فقلت له على العموم سأتصل إلى عند ابن أختي يتعاون معنا ويذهب إلى عند هذا الشخص محمد عباس مادام وهو جارهم ويخليه يتكلم مع البنت فراح إلى عنده وبلغ الرجل الذي عنده حنان فقام اتصل بنا على الرقم الذي اتصلنا منه التلفون حقي، وقال لي يا أخي بارك الله فيك أنا إنسان البنت طرحها عندي شخص وقال انه أبوها على أساس ترتاح فترة وسيعود يأخذها فقلت له عموماً خلي البنت تكلمنا وتكلم أبوها ونشوف إذا كانت هي البنت المطلوبة إن شاء الله خير تركها تكلمت مع طه واتضح أن اسمها حنان طه الصلوي وسألها عن أسماء أختيها وغيرها من الأسئلة الرجل اطمأن وقال هذه بنتي .. قلنا خلاص نأخذ مندوب البحث ونطلع وقال انه قد في واحد متولي القضية في البحث الجنائي اتصلنا به ، والخبرة رجال البحث الله يفتح عليهم يعني فريق شغال الضباط وصلوا إلى الحوبان في التفتيش والمتابعة وعلى مستوى البيوت يبحثوا عنها وبمجرد اتصلنا بهم هرعوا إلى عندنا وقلنا لهم خلوا الأمور في هدوء ، ونحن نتوكل على الله ونسافر ذمار ، ذهبنا إلى عند مدير الأمن الله يفتح عليه وبلغناه بالمهمة وذهبنا إلى البحث الجنائي من اجل اخذ البلاغ ومعنا سيارة والأخ وكيل المحافظة عبد القادر حاتم حضر معنا وصلنا إلى معبر طرقت باب بيت ابن اختى أخذناه إلى بيت الشخص الذي توجد فيه حنان وجدناه شخص عليه علامات الصلاح يدعى محمد بن عباس طبيب أعشاب وعلى أساس أن البنت هذه لها معه أسبوع ومسكين وجدناه في حالة ارتباك ومتخوف وصلنا إلى عنده وقال على العموم الشيخ محمد الإمام عارف بموضوع البنت هذه والذي احضرها معروف عنده ، وأبعاد الموضوع لا أعرفه ولكن يظهر على الشخص انه بيعمل عمل طيب مع البنت وعامل معروف معها وجدناها في حالة طيبة ومستقرة ، ولا ندري أبعاد القضية فهذا شغل الجهات الأمنية ...وقال المعالج بالأعشاب لهم إن البنت عندما وصلت إلى عنده وهي في حالة ارتعاش وفي حالة تعب وعندما وصلت اهتمت بها أسرته أكلوها وغذوها العسل البلدي حتى أصبحت البنت تناديه بابوها .. ونحن نفترض حسن النية حتى يثبت العكس لدى الجهات الأمنية».

والد حنان يتلقى التهاني بعودتها سالمة
والد حنان يتلقى التهاني بعودتها سالمة
أسئلة :
بعد عودة حنان وبعد أن تم القبض على بعض المشتبه بهم يظل السؤال المطروح لمادا اختار الرجل المختطف بذلك الأسلوب حنان من تعز ولماذا ذهب بها مباشرة إلى معبر في نفس اليوم؟ ولماذا تركها عند الشخص المعالج بالأعشاب ولم يعد؟ فهل عرف جرمه وخاف من إعادتها إلى تعز ؟ أم هل وبخ من قبل بعض الجهات ولم يعرف ماذا يفعل فتركها عند ذلك الرجل؟ المعالج بالأعشاب هل كان فعلاً لا يسمع عن اختطاف طفلة من تعز؟ فإن كان لا يعرف معنى ذلك أن الخاطف أخذه على غرة من جهله وترك حنان عنده ليتخلص منها؟ هل كانت حنان المستهدفة الحقيقية من المهمة التي قام بها المختطف؟ أم أن هناك هدفاً آخر أخطأه الخاطف؟ عودة حنان بعثت الأمل برجال الأمن والبحث الجنائي وبتعاون المواطنين وبمن بلغ عنها وتابعها واستشعر الواجب نحوها .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى