رسالة إلى الشعوب الاسكندنافية الصلة بين الدين والأخلاق عبر حرية الصحافة

> «الأيام» أديب قاسم:

>
أديب قاسم
أديب قاسم
زعمت صحف الغرب (وخاصة صحف الدانمارك) أنه ما كان لرئيس حكومة الدانمارك أن يعتذر، إذ ليس له من سلطان على صحف بلاده تلك التي «قذفت» نبي الإسلام بـ «فاحشة» الصور الكاريكاتيرية غير الأخلاقية. وعلى هذا الأساس نقرأ الموقف الدانماركي من عدم الاعتذار لنبي الإسلام العظيم، وللمسلمين (شعوباً وحكومات) في كافة أرجاء العالم.. نقرأ هذا الموقف الذي جرى من أجله استفتاء عام في الدانمارك، أظهرت نتائجه أن 76% من الشعب الدانماركي رفضوا أن يقدم رئيس الوزراء اعتذاراً وأن 66% رفضوا أن تقدم الصحيفة اعتذاراً.. وعندما أدرك الشعب الدانماركي أن الموضوع ليس في الحدود التي تصوروها من (حرية التعبير) تراجعت تلك النسبة العددية الرافضة للاعتذار! وهذا يدل على جهل الدانماركيين في البدء لشريعة الإسلام.. أي أنهم مازالوا يحتاجون إلى المزيد من الفهم والإدراك لحقائق الإسلام، كما اتضح لكثير من المراقبين تطور الأحداث بدءاً بموقف رئيس الوزراء في عدم استقباله السفراء العرب ثم تهربه من طرح صيغة للاعتذار الرسمي وكان للقوى المسيحية الصهيونية وحلفائها في الغرب يد في تحريك هذه الأحداث إلى درجة التصعيد الذي نشهده على الساحة العربية وفي سائر بلاد المسلمين وحيثما وجدوا في الغرب!.

The Alliance between religion and morals through a free press

غير أن ما يهمنا هنا هو معرفة لماذا تحدث هذه المشكلة في بلدين (الدانمارك - النرويج) عرفا في نوع من المنطق والحيادية في عصرنا! (وليس قبل ذلك) بلدين اشتهرا بالتنوع الثقافي (خارج أي نشاط عنصري) وبالوقوف إلى جانب كثير من القضايا العربية حتى الأمس القريب.. ونحاول أن نصل إلى سبب عدم تفريقهما بين الفوضى وبين الحرية المسؤولة في مفهوم حرية التعبير متجاوزين القوى التي تقف وراء هذا الحدث وبالتالي كي نظهر لهذه القوى ولشعوب الدول الاسكندنافية وإلى أقصى الغرب، عقلية الإسلام السامي.

ولنبدأ بقراءة الموقف الدانماركي الرسمي في فهمه للديمقراطية كما ألمحت مصادره في الغرب (وقد تعمدنا طرح هذا الخطاب باللغة التي يفهمها العالم المعني لتنعكس على إدراكنا لهذه المغالطة):

"The newspaper all over the west have it that democracy take an active

part in the shapping of government policy in Denmark and in defferent countries of Scondinavia. In general democracy is thought of as a society in which all its adult citizens, men and women alike, have equal political rights. By this system a citzen can use his political power directly ,or exercising at other times influence through a free press, useually regarded as necessity in a democracy, or through other means of expression.

Hence, and due to this political and social conditions, Denmark as a limited monarchy of democratic type with excutive power nominally vested in the crown, in fact exercissed by council of state or cabinet under premier, can not take responsibility on such action. So he is not obligated to give an excuse to the Muslim World.

But we (all muslims of the world , and Arab democratic countries) also know that true democracy is imposible without a considrable degree of social and material egalitarianism, when this certainly with draw to different racial groups , and on ground of religion as to muslims in Denmark, and all over the world.س

وتفسير ذلك على الأرجح أن للدانمركي أن يمارس حقه الكامل في حرية التعبير ((as freeweel حرية الارادة أو ( (freehand حرية التصرف، بكل الصور والأشكال والطرق .. والحكومة غير ملزمة شرعياً بوقف تلك الصحيفة مثلاً، ومعاقبة المسيء للغير كجرح مشاعر رعايا الدول الأخرى المقيمين في الدانمارك والمسلمين عامة.. ولا اعتبار حتى لوحدة الشعور الإنساني بالتعاون أو التعاطف في الدانمارك وإن كانت الإساءة ترتد على علاقة دولة أو مملكة الدانمارك بالعالم مهما كان حجم تلك العلاقات.. فالعرف الديمقراطي لـ «حرية التعبير» في الصحافة وغيرها، كتقليد سياسي متبع في نهج الدولة مقدم من حيث الأهمية ( أو الضرورة) على كل المصالح الدانماركية، بل وعلى كل الأعراف في العالم الذي لا ترى فيه الدانمارك غير مجرد سوق استهلاكي ترفده الحاجة لمنتجاتها من البضائع (فهو الذي يحتاج إليها، وليست هي، إذ تستطيع أن تستغني عنه، فتصدر بضائعها إلى دول أخرى غير مسلمة.. حتى أنها تستطيع أن تتوقف على الاكتفاء الذاتي إذ إن لديها كل ما تحتاج فلا تعول أو تلتفت إلى العالم.. إذا ما ووجهت بالمقاطعة) وهذه مغالطة (للنفس).. وقد أثمرت ردة الفعل عند المسلمين عكسها تكاد تصيب الدانماركيين بمقتل! حتى نهضت المفوضية الأوروبية لتقديم شكوى بشأنها إلى مركز التجارة الدولية خوفاً من سقوط الدانمارك تحت طائلة الانهيار الاقتصادي جراء الكساد المحيق لمؤسساتها الزراعية- الصناعية التي يقوم عليها ازدهار الدولة الدانماركية! فالدانمارك وربما وقف معها كل الشمال الإسكندنافي، وقد شايعها الغرب، لا تعترف أو تحترم (العلاقات الإنسانية) ومن بينها ليست الأديان وحدها، بل وجميع المواثيق التي وقعت عليها كعضو في الأسرة الدولية وأبرزها «ميثاق حقوق الإنسان» الذي يكفل لكل إنسان حق ممارسة عقيدته بكامل حريته دون أن يكون عرضة للإكراه أو التعدي على حدود تلك الحرية وحيث ينبغي احترامها مع مراعاة مشاعر صاحب تلك العقيدة.. ويأتي إلى جانب هذا، ما كان من دعوة هيئة الأمم المتحدة لإعادة ترتيب المناهج التعليمية في جميع الدول بهدف تجنب الكراهية وإثارة الأحقاد العنصرية، ونبذ العنف!

إذن، فهي كانت قد وقعت على تلك البنود دون أن تشفعها بالاحترام! وترى أن حريتها فوق جميع الحريات وعلى هذا النحو تكون غير ملزمة (أخلاقياً) بتقديم الاعتذار لـ (1.3) مليار مسلم في جميع أرجاء العالم!

وإذ ترى أن من حق صحف بلادها -كما قد حدث، وحدث أيضاً في النرويج- إعادة تكرار تلك الإساءة لنبي الإسلام العظيم في أي زمان! فهل ترى نقدر نحن (المسلمين) أن نقاضيها مع جميع تلك الصحف التي حذت حذوها فنلزمها بتعويض شرف amende honorable وهو اعتراف رسمي بالإساءة مع اعتذار مذل يقدم إلى من أسيء إليه أو من تعرض شرفه للإهانة؟ وإن على سبيل المجاملة الدولية Comity of nations ؟

يجمع السفراء المعتمدون لدى مملكة الدانمارك أنهم «يتفهمون معنى حرية التعبير في الدانمارك».. وهم إذ يقرون هذا الرأي فمن جنس الاعتراف بـ «حرية التعبير» في الديمقراطية، غير أن يكون من جنس التعارف باحترام قوانين البلاد، ونزولاً عند العرف الدبلوماسي حيال تلك الخصوصية التي لا تمس ولا يجوز التدخل في طبيعتها بما هو حق للدانمارك وحدها، غير أنهم (أي السفراء العرب والمسلمين) وتحت واجبهم الديني في إطار مفهوم فقه السنة في السلم والحرب والمعاملات بين المسلمين وغيرهم (وفق النص القرآني الشريف)، يرون أن لا يدخل في حرية التعبير المساس بالأديان أو العقيدة. كما أن من الواجب أن نسأل هل لمعنى تلك الحرية في التعبير أي صبغة إنسانية في السياق الثقافي لحوار الأديان، أو أي تقييم سلوكي حضاري؟ وكالذي نقع عليه في الإسلام بدءاً من تشديده على حرية المعتقد الديني «دعهم وما يدينون» كما يقرر الرسول الأعظم ( محمد) [ بالبناء على قوله تعالى:

{ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين} سورة يونس 10، آية 99، "And if the Lord willed, all who are in the earth would have believed toghter. Wouldst thou (Mohammed) compelmen until they are belivers?س

Surah-Yunus (Jonah) V.99

وفي ترجمة أخرى:

زHad your Lord pleased all the people of the earth would have believed in Him, one and all. Would you then force people to have faith?س

ثم انتهاء بدعوة الاسلام لأتباعه المؤمنين وللناس أجمعين إلى ضرورة التعاون، بل إلى واجب التبادل من خلال تحقيق التعارف الإنساني بين جميع الشعوب والقبائل (وفيما قد كنتم أنتم معشر الدانماركيين إحدى هذه القبائل وقت انبعاث هذا الدين العظيم في القرن السادس الميلادي

The danes are mentioned as a tribe in the 6th century A.D.(1)

فالقرآن قد خاطب الناس كافة إذ يقول الله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير}. سورة الحجرات، آية 13 .

"O mankind! Lo! we have created you from a male and a female and have made you nations and tribes that ye may know one another. Lo! the noblest of you in the sight of Allah is the best in conduct Lo! Allah is knower, Awareس

ٍSurah Al-Hujurat V.13

هذا الدين الذي دعا إلى الاعتدال والوسطية في العلاقات الإنسانية إذ جعل العلاقة بين الأفراد وبين الجماعات وبين الدول وبين الأديان علاقة سلام وأمان، ليستوي في ذلك علاقة المسلمين بغيرهم لا فرق في الدم واللون واللغة والوطن وكان في هذا يسعى إلى تقوية الصلات الإنسانية ويمضي إلى احترام حرية الأديان، فمن حق أهل الكتاب أن يمارسوا شعائرهم فلا تهدم لهم كنسية، ولا يكسر لهم صليب، ولا يراق لهم خمر، ولا يذبح لهم خنزير (وفي هذا توسعة من الله على أهل الكتاب أكثر من توسعته على المسملين).

وجعل من حق زوجه المسلم اليهودية أو النصرانية أن تذهب إلى الكنيسة أو إلى المعبد ولا حق لزوجها في منعها من ذلك، فمن فقه الإسلام في حرية العقيدة (حرية التعبير) أن الإسلام لا يرغم أحداً على عقيدة معينة ولا يكره إنساناً على نظرية خاصة بالكون أو الطبيعة أو الإنسان، إذ هو يحترم العقل الإنساني ويحث على استعمال الفكر والنظر في الكون فيما خلق الله ليؤمن وجعل لجميع البشر الحرية في الجدل والمناقشة في حدود العقل والمنطق مع التزام الأدب والبعد عن العنف.. يقول الله تعالى:

{ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم، وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسملون}.

سورة العنكبوت 29، آية 46

زBe courteous when you argue with the people of the Book, except with those among them who do evil, Say: 'we believe in that which has been revealed to us and which was revealed to you our God is one to him we submit.س

Surah Al-Ankabut )The spider( V.46.

هذا هو مفهوم الإسلام لـ «حرية التعبير» الإسلام الذي جعل العلاقة بين الناس كافة علاقة أمن وسلام.. احترم الإنسان وكرمه من حيث هو إنسان بقطع النظر عن جنسه ولونه ودينه ولغته ووطنه وقوميته ومركزه الاجتماعي.

هذا هو الأصل في (حرية التعبير) وفي علاقة المسلمين بغيرهم.. ولا تتبدل هذه العلاقة إلا إذا عمل غير المسلمين -من جانبهم- على تقويض هذه العلاقة وتمزيقها بعداوتهم للمسلمين، وإعلانهم الحرب عليهم.. وعندئذ تكون المقاطعة أمراً دينياً وواجباً إسلامياً فضلاً عن أنها عمل سياسي عادل.

هذا هو الدين الذي تسخرون من آياته، وتعرضون عنه بالقول الفاحش فيما صنعته أيديكم الآثمة بحق نبي الرحمة (صلوات الله عليه وعلى جميع الرسل والأنبياء وسلام قولاً من رب العالمين).. هذا هو القرآن وقد قال في الذين (يقذفون) الأنبياء بغير حق، والذين يستهزئون برسله عن طريق رسوم الكاريكاتير أو بألسنتهم أو بأفعالهم أو فيما يتخذون من قرارات.. وحتى يكونوا على بينة من أمرهم، ومن جوهر هذا الدين العظيم يقول الله سبحانه من قائل في كتابه العزيز: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نُقيم لهم يوم القيامة وزنا. ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزواًَ}

سورة الكهف 18، الآيات 103-106

زSay: Shall we inform you who will be the greatest losers by their works? Those whose efforts goeth astray in the life of the world, and yet they reckon that they do good work.Those are they who disbelieve in the revelations of their Lord and in the meeting with Him.

Therefore their works are vain, and on the Day of Resurrection We assign no weight to them. That is their reward: Hell, because they disbelieved, and made a jest of our revelations and our messengers.س

Surah 18 Al-Kahf

(The cave) V.103-106

وبعد هذا التصريح الإلهي نسأل الحكومة الدانماركية ممثلة برئيس حكومتها، والحكومة النرويجية ممثلة بوزير خارجيتها اللذين صرحا على أن الدانمارك والنرويج تعتمدان (حرية التعبير) وحرية الصحافة حيث إن وسائل الإعلام فيها حرة ومستقلة.. وفيما لم تعتذر حكومة الدانمارك حدث نفس الموقف على لسان وزارة الخارجية النرويجية.. واعتبرا أن عدم إمكان تدخلهما نابع من كون ذلك مخالفاِ لوجهة نظرهم حول حرية التعبير التي تشكل واقع مجتمعهم.. نسأل:

زWhy their Governments were chary of appearing to interfere with independence of the press, which means that they encourage such action? Why personally made this easily possible, but can hardly be regarded as a danger to the subject?

فلماذا خجلت الحكومتان من التدخل في الصحافة المستقلة فيما يعني ذلك تشجيعهما لمثل هذا التصرف؟ ولماذا كان ذلك على المستوى الشخصي أمراً ميسراً ولا يؤخذ بعين الاعتبار ما له من خطر؟ وحيث Nن عليهم أن يتربصوا النتائج ما لم يتقدموا بالاعتذار .. إذ في حالة الاعتداء على الغير أكان المعتدي من المسلمين أم غيرهم يقول الله تعالى: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو تقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم.. إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم، فاعلموا أن الله غفور رحيم}.

زThe only reward of those who make war upon Allah and His messenger and strive after corruption in the land will be that they will be killed or crucified, or have their hands and feet on alternate sides cut off, or will be expelled out of the land. Such will be their degradation in the world, and in the Hereafter theirs will be an awful doom. Save those who repent before ye overpower them. For know that Allah is forgiving, Merciful.س

Surah-5 Al-Maص Idah

(The Table spread) V.33-34

وننهي رسالتنا بالنظر الى مفهوم «الحرية» في مسار العلاقات الدولية.. أما تدرك الدانمارك ومن ثم النرويج وصولاً إلى بريطانيا، أسبانيا، فرنسا، هولندا.. وسائر بلدان الغرب أن الحرية تنتهي عند الإساءة إلى الآخر (وخاصة إن كانت مما يمس العقيدة).. وأن هذه الإساءة هي مما يدمر العلاقات الدولية؟ ذلك أننا إذا نظرنا، بحسب المفهوم الدانماركي بل الغربي لـ «حرية التعبير» على أنه (الفوضوية) بنصها وفصها التي تعني أن كل شيء مباح، أي الحرية المطلقة في التعامل، لا مع الآخر فحسب، بل ومع الحياة، يقفز إلى الذهن هذا السؤال:

ما أهمية الأنظمة والقوانين والعلاقات الدولية، ناهيك عن «الإنسانية» حتى تقام السفارات بين الدول؟ ما أهمية أن نتقدم إلى الرأي العام العالمي، وإلى منظمات حقوق الإنسان، وإلى محكمة الجنايات (أو العدل) الدولية وإلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبحسب قانون العلاقات الدولية، بشكاوى التعدي على حقوق وكرامة الإنسان والأوطان والأديان فيما تمارسه إسرائيل وحلفاؤها من «جرائم الحرب» ومن هدم للمقدسات الإسلامية؟ ومن انتهاك الولايات المتحدة الأمريكية لقوانين معاهدات جنيف في أسرى الحرب؟

ما أهمية أن نحتفظ بالدين والأخلاق والنظام والقانون؟

إن الإساءة لشخص الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) بمظهر غير أخلاقي بدعوى «حرية التعبير» لا تمثل إساءة لشخص النبي الكريم فحسب، وإنما تعكس في مضمونها، وفي اختيارها المتعمد عن سبق إصرار لرمز المسلمين (سيدنا رسول الله) حالة إسقاط لتحميل الإسلام كدين صفة (الإرهاب) والبربرية والتحلل الأخلاقي رغم اشتراك البلدان العربية والإسلامية عامة مع سائر الأسرة الدولية بالتصدي لخطورة ظاهرة (الإرهاب) ما لم يكن فعلاً منعكساً شرطياً reflex conditionnel كفعل «المقاومة» باعتباره رد فعل طبيعي للإرهاب المنظم من قبل دولة أو طرف معاد (أو محتل) يمارس القتل والسلب والتدمير والنفي (أو إخراج الناس من ديارهم) ضد طرف آخر لوأد حقوقه المشروعة، وقد تجاوز حدود الممكن مما (تعارف) عليه الناس من الحوار والتفاوض بالاحتكام إلى القانون أو الشرعية الدولية.. وفي هذه الحالة فـ «التعنت» يقابله «التطرف» وليس الإرهاب! وأما إرهاب الأبرياء فلا يقربها أي دين، وليس لها بإجماع دولي لا أرض ولا وطن ولا أية جذور دينية انطلاقاًمن شرعة الإسلام وتعاليمه السمحاء ودعوته إلى المحبة والتآخي والتعاون بين مختلف الشعوب.

أما وقد ظهرت علامات بغض الدانماركيين وأطنابهم في الغرب للمسلمين من كلامهم وأفعالهم (رسوم الكاريكاتير) فهي لشدتها عندهم يصعب عليهم إخفاؤها، وما تخفيه صدورهم من البغض لمعشر المسلمين أقوى وأشد (فاض بعضه في كتاب لملكة الدانمارك وكتاب آخر عرض لسيرة الرسول الكريم في صيغ حاقدة بغيضة).. وأقلها تجافي رئيس الحكومة (في الدانمارك) ووزير الخارجية (في النرويج) عن الاعتذار إلا ما يشف عن الأسف الشخصي غير الحكومي الرسمي!

وقد أعرضا عن التعاطي مع هذا الموضوع الخطر غير محاولات ساذجة للالتفاف عليه بما ينكشف عن الإصرار على الخطأ وعن الجهل المتمثل في الشعب الدانماركي وخداع رئيس حكومة الدانمارك العاري أمام العالم.

To a dispassionate outsider they seemed to be the outcome of individual mistake, misunderstanding, and personal intrigues!

فأي دولة هذه التي تتجرد عن الأخلاق تحت مبرر «حرية التعبير» وتتجرأ على تدمير العلاقات الإنسانية ثم تدعو إلى حوار الحضارات؟ أي دولة هذه التي تقطع أواصر الرحم بين المسلمين وغيرهم، فلا تتدخل في تشريع المبادئ لاحترام غيرها من الشعوب؟.. وهي -إلى ذلك- تعلم أن هذا يعني إعلان الحرب.. وكيف تخدع نفسها والعالم ببرامج الرعاية الاجتماعية الإنسانية ثم تدفع بحرياتها الواسعة حد الفوضى والتحرر من جميع القيم وبلباس الديمقراطية أن تسب أمة لم تسبب لها الأذى وعلى رأسها رسول رب العالمين (صلى عليك الله وملائكته والمؤمنون)!!

أمة تقرأ لها إلى اليوم أدب كاتبها الإنساني الشهير «هانز كريستيان أندرسن» وفيما هو يتجه بقصصه إلى جميع شعوب العالم.. وباحترام عظيم!!؟

هوامش:

Popular Encyclopaedia part 11, by (1) George Newness Ltd. Town House - London

اعتمدنا في ترجمة نصوص القرآن الكريم كتاب The Holy Quصran الترجمة الإنجليزية لـ «محمد مارمادوك بيكثال» طبعة دلهي الهند Farid Book depot (pvt)ltd وكذلك طبعة بنجوين The koranترجمة إن.جي داود Penguin Book Ltd. London

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى