«الأيام» رافقتها خلال زيارتها لبعض المنشآت بمدينة تعز وحضرت توقيع اتفاقية شراكة في المياه..وزيرة التعاون التنموي بهولندا:علينا العمل مع المنظمات غير الحكومية مثل جمعيات مستهلكي المياه وكذلك القطاع الخاص

> تعز «الأيام» عبد الهادي ناجي علي:

>
أثناء جلسة توقيع الاتفاقية
أثناء جلسة توقيع الاتفاقية
تم أمس بمقر المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بتعز التوقيع على اتفاقية الشراكة للتعامل مع مشكلة مياه الشرب بمدينة تعز بين الجمهورية اليمنية ومملكة هولندا الصديقة.

ووقع على الاتفاقية من الجانب اليمني الأخوان عبد الرحمن فضل الارياني، وزير المياه والبيئة والقاضي احمد عبدالله الحجري، محافظ تعز وعن الجانب الهولندي السيدة أجنس فان أردن، وزيرة التعاون التنموي والسيد خوس فان فنكلن، رئيس مجلس إدارة شركة فيتنز للمياه.

وفي حفل التوقيع الذي حضره السفير الهولندي باليمن وعدد من مسئولي المحافظة تحدث الأخ وزير المياه والبيئة معربا عن الشكر والتقدير للأشخاص الذين ساهموا في الوصول إلى توقيع اتفاقية بين القطاعين الخاص والعام.

وقال: «أحب إن أشكر بالذات الوزير السابق د. محمد لطف الارياني على الجهود التي بذلها للوصول إلى ما وصلنا إليه كما أود إن أشكر الدكتور محمد الحمدي والسيد تون والسيد السفير لأنه بدون مجهوداتهم وإعدادهم وتعبهم خلال الأشهر الماضية لم نكن لنصل إلى ما وصلنا إليه».

وأضاف قائلا: «ليس الغريب ان تختار مدينة تعز لمثل هذا العمل الرائد فتعز هي من أولى المدن اليمنية التي حصلت على المياه النقية إلى البيوت ولكن مع الأسف كانت أول مدينة يمنية أيضا تفقد هذا الخدمة لأسباب كثيرة نعرفها جميعاً ونحن الآن نفتح صفحة بيضاء إن شاء الله في مدينة تعز وللإدارة السليمة الكفؤة والكفاءة الاقتصادية بالذات هي أهم الأمور التي تساعد على الاستمرارية».

وأعرب الوزير عن شكره لشركة (فيتنز) لشجاعتها على ان تكون هناك شراكة مثل هذه، وكذا الحكومة الهولندية على دعمها المستمر للحكومة اليمنية وتقديمها هذه المعونة، متمنيا في الوقت ذاته ان لا تكون هذه الاتفاقية هي الأخيرة ولكن بداية للكثير من الاتفاقيات.

وقال الأخ الوزير:«يجب إن نفكر في أعمال مشابهة ليس فقط في قطاع المياه لكن في قطاعات أخرى، مثل إدارة القمامة الصلبة والاستفادة من التنوع الحيوي».

الوزيرة الهولندية تزور مدرسة الشهيد زيد الموشكي بتعز
الوزيرة الهولندية تزور مدرسة الشهيد زيد الموشكي بتعز
من جانبها تحدثت وزيرة التعاون التنموي السيدة أجنس فان أردن قائلة: «يسعدني لن أكون بينكم لتوقيع اتفاقية شراكة بين القطاعين العام والخاص بين المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بتعز وشركة فيتنز الهولندية، ووزارة التعاون التنموي بمملكة هولندا وبحضور وزير المياه والبيئة».

وقد استهلت الوزيرة كلمتها بالآية القرآنية الكريمة {وجعلنا من الماء كل شيء حي }.

مشيرة الى ان هذه الآية الكريمة تتضمن ما يؤكد أهمية المياه للحياة وللتنمية، فالماء - على حد قولها - عامل أساسي للتقليل من مستويات الفقر كما انه مصدر للحياة لكنه لا يأتي إلا بثمن.

وأضافت ان هذه الآية تؤكد ايضا على أهمية تحقيق الأهداف التنموية للألفية في اليمن وعلى الأخص الهدف رقم 10 وهو تقليل عدد السكان الذين لا يملكون منفذاً مستداماً لمياه الشرب الآمنة وخدمات الصرف الصحي إلى النصف بحلول عام 2015م.

وأبدت الوزيرة في كلمته استعداد بلادها للقيام بخطوات جادة في هذا المجال، مشيرة الى ان هولندا وعدت في عام 2005م، بتوفير مياه الشرب الآمنة وخدمات الصرف الصحي لما لا يقل عن خمسين مليون نسمة في العالم بحلول عام 2015م.

وقالت انه بسبب عدم قدرة القطاع العام على تحقيق تلك الأهداف بمفرده فإن ذلك يقتضي العمل مع المنظمات غير الحكومية مثل جمعيات مستهلكي المياه وكذلك القطاع الخاص ، ليس كل على انفراد بل مجتمعين وفي إطار شراكة فعلية ومن خلال الخبرة من الداخل إضافة إلى خبرات المستهلكين وتلك القادمة من الخارج عبر الشركة الهولندية فيتنز، إذ يوفر ذلك فرصة توفير المزيد من رأس المال للاستثمار في مجال التنمية وتقوية الاستدامة المالية وضمان التشغيل والصيانة وستؤدي هذه الشراكة إلى تحسين مستوى خدمات المياه نوعاً وكماً في تعز وذلك لـ350 الف نسمة خلال السنوات الثلاث القادمة مما سيحسن أيضا من الوضع الصحي ويخلق المزيد من الفرص لحياة أفضل وخصوصاً للنساء والأطفال.

وأكدت ان هذه الشراكة تشكل رمزاً للعلاقة الحميمة بين اليمن وهولندا في مجال المياه عبر ما يقرب من ثمانية وعشرين عاما ، «ويمكن لبلدينا التعلم من بعضهما البعض فلهولندا فائض في المياه وتواجه تهديدات من البحر في حين يواجه اليمن بالمقابل نقصاً في المياه ويقال بان الأضداد تتجاذب ولذلك فإنني أشعر بالثقة في نجاح هذه الشراكة التي تقوم على أرضية صلبة وليست على رمال متحركة وجميع الحاضرين هنا ملتزمون بالاستثمار في هذه الشراكة سواء شركة فيتنز أو المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بتعز أو الحكومة الهولندية».

وأضافت تقول :«إنني أرى آفاقاً مستقبلية كبيرة لاتفاقية الشراكة العامة الخاصة هذه لأننا جميعاً متفقون على أن المستفيدين منها يجب ان يدفعوا مقابل الخدمات التي يستفيدون منها كما نعلم بأن استرداد التكلفة مقرون بجودة الخدمات المقدمة. إن كفاءة إدارة توفير الخدمات وفعاليتها عامل حاسم في إبقاء تكلفة هذه الخدمات في متناول الجميع وهو م اتركز عليه هذه الشراكة».

وتطلع على بعض الانشطة بالمدرسة
وتطلع على بعض الانشطة بالمدرسة
محافظ تعز من جانبه تحدث لوسائل الإعلام بقوله: «اليوم الحمد لله وقعنا على مذكرة تفاهم بين القطاع العام والخاص في الجمهورية اليمنية وفي هولندا الصديقة يتم بموجبه الدعم من قبل الحكومة الهولندية وشركة من القطاع الخاص فيها لدعم المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في مدينة تعز بما يمكنها من أداء أفضل وكفاءة أعلى في تقديم الخدمة وأدائها بكفاءة في خدمة المستفيدين من المياه في مدينة تعز».

وأوضح ان هذه الاتفاقية تأتي في المراحل الأخيرة لحل مشكلة المياه والصرف الصحي في محافظة تعز «لأننا في خلال الشهر القادم سننتهي من المرحلة الأخيرة من مشروع المرحلة الاسعافية لتوفير المياه لمدينة تعز وستوفر لنا الاستقرار لمدة السنوات القادمة، بإضافة الآبار العشر الجديدة والخزانات الجديدة لمشروع الربط الجديد للمنطقة الغربية».

وقال ان الشراكة في هذا المشروع ستقدم الخبرة والمعونة خاصة ان الشركة هي من أكبر شركات القطاع الخاص التي توفر المياه في هولندا الصديقة وبالتالي خبرتها كبيرة وتعمل في أكثر من دولة «ونحن متأكدون أنه سيكون لها دور في تقديم الخدمة الأفضل وتقليل الفاقد وآلية أفضل في تحصيل الموارد بما يمكن المؤسسة ضمان استمرارية الخدمة وعدم تعرضها لانقطاعات جديدة في المستقبل».

وفي الكلمة التي ألقاها السيد خوس فان فنكلن رئيس مجلس إدارة شركة (فيتنز) للمياه أوضح ان الشركة ستقدم خبرتها ومعرفتها في مجال إدارة وتوزيع مياه الشرب إلى منتسبي مؤسسة المياه بتعز.

وقال:«بالرغم من غزارة الأمطار أحيانا في اليمن فإن العيون سرعان ما تجف كما ان التوزيع لا يتم بالكفاءة المطلوبة ولذلك وبتقليل مقدار الماء المبدد وبإعادة توزيع المياه تأمل شركة فيتنز بالعمل مع الجانب اليمني لزيادة مستوى توفير المياه لسكان تعز».. مشيرا الى ان إجمالي تكلفة مشروع الشراكة يبلغ 000.650.1 يورو، تساهم وزارة التعاون التنموي الهولندي بمبلغ 950 الف يورو، بينما توفر شركة (فيتنز) كادر المشروع وهو عبارة عن شخص واحد سيبقى في تعز لمدة ثلاث سنوات، أما الحكومة اليمنية فستساهم بمبلغ 200 ألف يورو، بالإضافة إلى قوة العمل المحلية. وكانت الوزيرة الهولندية ومعها وزير المياه والبيئة ومحافظ تعز قد قاموا بجولة استطلاعية لبعض المؤسسات الخدمية والتعليمية بتعز حيث زاروا المستشفى اليمني السويدي (الأمومة والطفولة)، ومدرسة الشهيد زيد الموشكي بمديرية القاهرة، ومحكمة الشرق.

من ناحية أخري أقامت مجموعة هائل سعيد أنعم مأدبة غداء على شرف الوزيرة الهولندية في فندق سوفتيل حضرها كل من الحاج على محمد سعيد، رئيس مجموعة شركات هائل سعيد، د.أحمد هائل سعيد، الأخ عبد الجبار هائل سعيد، وعدد من مدراء عموم المكاتب التنفيذية بتعز.

وفي أثناء العودة إلى صنعاء زار الوفد الهولندي قرية السمكر بالتعزية وإحدى المدارس فيها بالإضافة إلى أحد البيوت الريفية في القرية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى