مبارك يطلب من رايس امهال حماس بعض الوقت للاستجابة لمطالب المجتمع الدولي

> القاهرة «الأيام» سيلفي لانتوم :

>
الرئيس المصري حسني مبارك يتحدث مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس
الرئيس المصري حسني مبارك يتحدث مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس
طلب الرئيس المصري حسني مبارك امس الاربعاء من وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس امهال حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بعض الوقت للاستجابة لمطالب المجتمع الدولي فيما اعتبر المتحدث باسمه ان دور مصر الاقليمي هو حجر الزاوية في علاقاتها مع واشنطن وليست قضية الاصلاح الديموقراطي.

وقال المتحدث الرئاسي المصري سليمان عواد للصحفيين ان مبارك كد خلال الاجتماع "ضرورة اتاحة الوقت الكافي لحماس لتقدير الموقف الراهن وتحديد مواقفها من المتطلبات التي اعلنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس امام المجلس التشريعي الفلسطيني وفي خطاب تكليف اسماعيل هنية بتشكيل الحكومة الجديدة".

وكان عباس اكد في خطاب تنصيب المجلس التشريعي الفلسطيني الجديد السبت الماضي على ضرورة ان تحترم الحكومة الجديدة التي ستشكلها حماس الاتفاقات الموقعة مع اسرائيل والتخلي عن سلاحها والالتزام بالمفاوضات مع اسرائيل وتطوير ادوات "مقاومة سلمية".

وتكاد مطالب عباس تتطابق مع مطالب المجتمع الدولي باستثناء انه لم يطلب اعترافا مباشرا وصريحا باسرائيل وانما اعترافا ضمنيا من خلال الالتزام باتفاقات اوسلو.

وتعكس تصريحات المسؤولين المصريين، الذين استقبلوا مطلع الشهر الجاري وفدا رفيعا من حماس بقيادة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل، قناعتهم بان الحركه تتجه نحو تبني نهج واقعي يستجيب لمتطلبات المجتمع الدولي.

وصرح ابو الغيط مساء امس الاول الثلاثاء في مؤتمر صحفي مشترك مع رايس عقب محادثاته معها بانه "على ثقة" بان حركة حماس "ستتطور" و"ستدرك متطلبات الوضع الحالي (وخاصة ضرورة الالتزام ب) خارطة الطريق (التي اعدتها اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط) والحاجة الى تسوية سياسة سلمية بين اسرائيل والفلسطينيين والى رؤية دولتين تعيشان جنبا الى جنب ضمن حدود آمنة في اطار اعتراف متبادل".

وتزامنت لقاءات رايس في القاهرة مع زيارة يقوم بها المسؤول في حماس محمد نزال للعاصمة المصرية.

واكد نزال لوكالة فرانس برس انه التقى امس الاربعاء مسؤولا مصريا رفيعا وابلغه ان حماس "ستتعامل بواقعية ومرونة" بعد تشكيل الحكومة الفلسطينية رغم رفضه ل "لغة التهديد" التي استخدمتها وزيرة الخارجية الاميركية حين دعت حماس الى الاختيار ما بين "الارهاب والسياسية".

وقال نزال ان "الولايات المتحدة لم تتعلم ان لغة التهديد والمزيد من الضغوط الاميركية تعني المزيد من التفاف الشعب الفلسطيني حول حماس".

وجاء لقاء مبارك-رايس بعد سلسلة لقاءات اجرتها الاخيرة في العاصمة المصرية مع رئيس المخابرات العامة اللواء عمر سليمان ورئيس الوزراء احمد نظيف ووزير الخارجية احمد ابو الغيط تناولت قضايا اقليمية عدة من بينها الملف النووي الايراني والاوضاع في العراق وفي اقليم دارفور السوداني والعلاقات السورية-اللبنانية فضلا عن الملف الشائك المتعلق بالاصلاح الديموقراطي في مصر.

واكدت رايس انها اجرت محادثات "صريحة" مع المسؤولين المصريين حول الاصلاح الديموقراطي وتحدثت عن "خيبات امل وتراجعات" في هذا المجال.

ولكن المتحدث باسم الرئاسة المصرية قلل من شان الانتقادات الاميركية للحكومة المصرية في هذا الصدد ملمحا الى ان واشنطن لا يمكنها الاستغناء عن دور مصر الاقليمي.

وقال سليمان عواد ان "مصر تكاد تكون الدولة الوحيدة التي تملك مفاتيح التعامل مع كل الاطراف على الساحة الفلسطينية سواء السلطة او حماس او الفصائل الاخرى وكذلك مع الجانب الاسرائيلي واللجنة الرباعية".

واكد ان "العلاقات الدولية لا تقوم ابدا على تطابق وجهات النظر حول كل القضايا". واضاف "انه على الرغم من بعض التصريحات الاميركية السلبية فان هناك تصريحات اخرى عديدة ايجابية (...) حول العلاقات الراسخة والمتينة بين البلدين ودور مصر الذي لا غنى عنه في تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة".

وشدد على ان "هذا ما يجب ان نلتفت اليه من تصريحات دون الالتفات للتصريحات الاخرى التي نرى انها سلبية".

من جانبها تعهدت رايس خلال لقاء مع شخصيات من المجتمع المدني المصري امس الاربعاء بان الولايات المتحدة "ستواصل العمل لمساندة تطبيق برنامج" الاصلاح السياسي والديموقراطي الذي طرحه الرئيس المصري حسني مبارك في برنامجه الانتخابي.

وافادت مراسلة لوكالة فرانس برس ترافق رايس في جولتها العربية ان رايس ادلت بهذا التصريح خلال لقاء مع سبع شخصيات تمثل المجتمع المدني المصري وهم هشام قاسم نائب رئيس حزب الغد (الذي يتراسه ايمن نور) واستاذ علم الاجتماع الناشط الحقوقي سعد الدين ابراهيم ورئيس لجنة الحوار بين الاديان بالازهر علي السمان ورئيس الغرفة التجارية المصرية طارق حلمي ورجل الاعمال المثقف الليبرالي طارق حجي والباحثة بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام هالة مصطفى والاستاذة بالجامعة الاميركية منى زكي.

واوضحت المراسلة ان محاوري رايس تحدثوا معها باستفاضة في ما اعتبروه مشكلات تعترض الاصلاح الديموقراطي في مصر. وشدد سعد الدين ابراهيم على ان "الديموقراطيين في مصر هم الاقل قوة" وان "الاوتوقراطيين (اشارة الى النظام المصري) يحافظون على موقعهم لانهم يعرفون ان الغرب يقف الى جانبهم".

وطالب ابراهيم بربط المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لمصر سنويا (قرابة 2 مليار دولار) بمدي التقدم في الاصلاح الديموقراطي.

اما طارق حجي فقد اثار مسالة "استبعاد الاخوان المسلمين" وحجب الشرعية عنهم معتبرا ان هذا موقف "غير ديموقراطي" واكد ان "شعبيتهم ترجع الى عدم كفاءة الحكومة".

ودعا حجي الولايات المتحدة الى ان تكون اكثر حسما في دفع الحكومة المصرية نحو الاصلاح الديموقراطي معتبرا ان "المنافسة" الديموقراطية الحقيقية هي السبيل الوحيد "لقطع الطريق على (صعود) الاخوان".(أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى