عاصفة في المانيا بعد فضح تسليمها خطط الدفاع عن بغداد الى الجيش الامريكي قبل الغزو

> برلين «الأيام» نواه باركين:

>
طفل عراقي يبكي في مستشفى ببغداد أمس وهو من ضمن 45 عراقيا اصيبوا بانفجار قذائف مورتر أطلقت على حي شيعي في جنوب بغداد حيث قتل 16 عراقيا في الهجوم
طفل عراقي يبكي في مستشفى ببغداد أمس وهو من ضمن 45 عراقيا اصيبوا بانفجار قذائف مورتر أطلقت على حي شيعي في جنوب بغداد حيث قتل 16 عراقيا في الهجوم
نفت المانيا أمس الاثنين حصول مسؤولين في اجهزة مخابراتها على نسخة من خطة صدام حسين للدفاع عن بغداد وتسليمها لقادة امريكيين قبل شهر من غزو العراق في عام 2003,ونشرت صحيفة نيويورك تايمز أمس مقالة تضمنت مزاعم بان اثنين من الجواسيس الالمان كانا يعملان بالعاصمة العراقية قبل الحرب قاما بنقل معلومات عسكرية رئيسية الى الولايات المتحدة في وقت كانت تعبر فيه الحكومة الالمانية عن معارضة علنية قوية للغزو الامريكي.

واشار التقرير إلى أن مسؤولي المخابرات الألمانية قدموا مساعدة ملموسة للولايات المتحدة اكبر مما اعترفت به حكومتهم علانية.

لكن المتحدث باسم الحكومة الالمانية اورليخ فيلهيلم ووكالة المخابرات الاجنبية الالمانية (بي إن دي) نفيا ذلك بشدة.

قال فيلهلم في المؤتمر الصحفي الحكومي المعتاد "الزعم بان اثنين من عملاء(بي إن دي) كانت لديهما خطة صدام حسين للدفاع عن العاصمة العراقية قبل شهر من بداية الحرب ونقلاها الى الولايات المتحدة كما ذكرت النيويورك تايمز اليوم هو زعم زائف."

واضاف في بيان صيغت كلماته بعناية "المخابرات والحكومة ليست لديهما اي معرفة بشأن هذه الخطة حتى الآن."

وكان نفي المخابرات اكثر صراحة. قالت الوكالة في بيان "المزاعم التي ظهرت في مقال النيويورك تايمز لا تستند الى اساس وخاطئة تماما."

وأي دليل على ان عملاء المان قدموا معلومات عسكرية مهمة الى واشنطن سيشكل احراجا كبيرا للمسؤولين في حكومة جيرهارد شرودر الذي كان يتولى منصب المستشار في ذلك الوقت.

وهزم شرودر في انتخابات العام الماضي امام انجيلا ميركل المحافظة لكن بعض اعضاء حزبه الاشتراكي الديمقراطي تولوا مناصب هامة في ائتلافها الحاكم. وكان وزير الخارجية الحالي فرانك فالتر شتاينماير اكبر مساعد لشرودر ومسؤولا عن الاشراف على المخابرات.

وطبقا لتقرير الصحيفة فإن خطة الدفاع العراقية اعطت الجيش الامريكي فرصة اطلاع غير عادية على المداولات التي كانت تجرى على مستوى عال في العراق بما في ذلك مكان وكيفية تخطيط صدام لنشر اكثر الجنود ولاء له.

وقالت الصحيفة ان تقريرها استند الى دراسة عسكرية سرية اعدتها قيادة هيئة الاركان الامريكية المشتركة في عام 2005.

وعلى الرغم من اعلان الحكومة الالمانية انه كان لها عميلان من جهاز المخابرات في بغداد خلال الحرب إلا انها اصرت على ان الجهاز لم يقدم سوى مساعدة محدودة للتحالف الذي قادته الولايات المتحدة.

وفي تقرير صدر الأسبوع الماضي قالت الحكومة إن العميلين قدما للمسؤولين الأمريكيين معلومات حول مواقع مدنية ينبغي تجنبها في الغارات الجوية.

واعترف ايضا بانهما قدما وصفا لأماكن تواجد الجيش والشرطة العراقية في بغداد بما في ذلك في بعض الحالات الاحداثيات الجغرافية للقوات المسلحة.

والتقرير الذي يقع في 90 صفحة هو جزء من نص أكبر قدم للجنة مراجعة برلمانية كانت تحقق في تقارير عن أن المخابرات الألمانية ساعدت الولايات المتحدة في اختيار مواقع لقصفها اثناء الغزو الذي قادته الولايات المتحدة.

ودعا حزب الخضر الشريك الأصغر في حكومة شرودر وقت الغزو والحزب اليساري إلى اجراء تحقيق قد يتطلب أن يدلي مسؤولون من الحكومتين الحالية والسابقة بشهاداتهم تحت القسم.

لكن الخضر والحزب اليساري لا تتوفر لهما نسبة 25 في المئة من اصوات البرلمان المطلوبة لفرض تحقيق وسوف يحتاجان الى دعم الحزب المعارض الرئيسي الآخر وهو الديمقراطي الحر.

وقال ماكس شتادلر الخبير القانوني من الحزب الديمقراطي الحر لإذاعة دويتشلاندفونك "إذا تأكدت هذه المعلومات ستمثل بالطبع تحولا كبيرا."

وقال ولفجانج بوسباخ احد المحافظين البارزين في حزب ميركل المسيحي الديمقراطي انه يتوقع ان تقوم لجنة اشرافية برلمانية بفحص التقرير بتفصيل اكبر.

وقال "لا اعتقد ان التقرير غير صحيح بالكامل. بعض اجزائه ممكن الحدوث وبعضها غير ذلك."

وقالت الصحيفة نقلا عن الدراسة انه بعد حصول العملاء الالمان على الخطة العراقية ارسلوها لقيادتهم.

وأضافت الدراسة انه في فبراير عام 2003 قدم ضابط مخابرات الماني في قطر نسخة الى مسؤول في وكالة المخابرات الدفاعية الامريكية كان يعمل في مقر قيادة الجنرال تومي فرانكس وقت الحرب.

وقالت الصحيفة ان الخطة العراقية كانت تدعو الى حشد القوات على طول عدة حلقات دفاعية قرب بغداد بما في ذلك "خط احمر" يتمسك به الحرس الجمهوري العراقي حتى النهاية. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى