الحركة تعود الى بغداد، لكن القلق يبقى سيد الموقف

> بغداد «الأيام» عمار كريم :

>
الحركة تعود الى بغداد
الحركة تعود الى بغداد
عادت الحركة امس الاثنين الى العاصمة العراقية وفتحت المحلات التجارية ابوابها، بعد الازمة الطائفية التي اندلعت في البلاد في اعقاب تفجير مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء الاربعاء الماضي،الا ان القلق لا يزال سيد الموقف.

واصبح بامكان سكان بغداد وضواحيها التنقل بحرية امس الاثنين بعد ان ظلت الحركة شبه منعدمة خلال الايام الثلاثة الماضية بسبب تقييد حركة السيارات فيها وحظر التجوال الذي فرضته الحكومة.

وجاءت هذه الاجراءات في بغداد وثلاث محافظات مجاورة للحد من اعمال العنف التي استهدف بعضها المساجد السنية في بغداد.

ويقول علي عدنان السامرائي وهو مهندس يعمل في وزارة الدفاع، والذي تعرض والده للخطف على يد احدى الجماعات المسلحة قبل ان يطلق سراحه بعد نحو عشر ساعات، ان "الخوف لا يزال سيد الموقف".

واضاف علي الذي ترك اسرته ومنزله ليستقر في منزل اخته المتزوجة "في الوقت الحاضر ما زلنا نخشى ان نتعرض للاذى، فنحن لن نشعر بالامان والاطمئنان التام الا بعد انتهاء الازمة عبر القضاء على جذورها".

واضاف "لقد حدث شيء لم يحدث سابقا في العراق ما يعني ان تكرار الامر قد يكون واردا في المستقبل".

ويقول غسان محمد (35 عاما) وهو طبيب سني ان "الازمة كان من المكن ان تحرق البلاد باسرها لولا تدخل بعض الحكماء في البلد".

ويضيف محمد الذي كان في طريقه الى عيادته في شارع السعدون التجاري وسط العاصمة بغداد ان "الازمة لا تزال قائمة ولم تعالج بصورة كاملة".

وتابع "الخوف تملكنا على عائلاتنا خاصة خلال الايام الاربعة الماضية التي كانت صعبة جدا (...) حيث لم نسمح لاحد من عائلتنا بالخروج الى الشارع على الرغم من احتياجات المنزل".

واكد محمد ان "الامن كان معدوما وخاصة في اليوم الاول بعد الاعتداء على مرقد الامامين في سامراء حيث نشبت موجة غضب شديد كانت اسوأ بكثير من كل ايام الحروب التي عشناها وما اكثرها".

ومن جانبه عبر صلاح محسن (35 عاما-سني) عن تفاؤله في عودة الحياة الى طبيعتها في العاصمة مؤكدا ان "السياسيين الدينيين كمقتدى الصدر هم من قاموا باطفاء فتيل الازمة وليس السياسيين في الحكومة".

وابدى محسن، الذي كان يستقل سيارته ومتوقفا في طابور في انتظار دوره للحصول على البنزين، تفاؤلا في ان بوادر الانفراج هذه قادمة "سوف تقود هذه الازمة الى تشكيل حكومة وحدة وطنية".

واكد محسن الذي يعمل في مجال استيراد الملابس من تركيا، ان الازمة اثرت بصورة كبيرة على عمله حيث كان من المفترض ان يسافر اليوم الى تركيا لكنه لم يتمكن من ذلك.

ويضيف ان "مسالة الشيعة والسنة شيء لا اعترف به بتاتا، الا ان هناك مستفيدين من هذه الازمة يعملون على توظيفها لصالحهم وهناك الطرف الثاني وهم المتخلفون والذين ليس لديهم ادراك ويندفعون خلف عواطفهم لا عقولهم".

و اضاف "اريد القول انني مع انني لست من مؤيدي مقتدى الصدر الا انني ارى ان الازمة قد انتهت بجهوده ووقفته المشرفة".

وقال عدنان علي (40 عاما) وهو مدرس في مدرسة ثانوية في حي الطالبية ذي الغالبية الشيعية ويضم في اكنافه اقلية سنية ان "اقل من ربع عدد الطلبة حضروا امس الى المدرسة".

وعزا عدنان وهو كردي كان في طريق عودته من المدرسة "السبب الى خوف عائلاتهم على ابنائهم من اعمال عنف ربما تندلع في اي وقت، خاصة وان المواطنين ليسوا على يقين بصورة كاملة فيما اذا كان الوضع هادئا او لا يزال متوترا".

ويقول عدنان ان "الخوف لا يزال موجودا ولا نعرف ما الذي يمكن ان يحصل في الغد خاصة واني رأيت بأم عيني كيف ان الوضع في الحي الذي اسكنه قد خرج من سيطرة الدولة ورأيت العشرات من المسلحين يستقلون سيارات ويحملون السلاح ويعتقلون الناس ويطلقون النار في الهواء، لقد كان امرا مرعبا جدا".

ويقول ابو طيبة (50 عاما) وهو شيعي صاحب محل في منطقة سوق الشورجة وسط العاصمة بغداد "لقد عشت مع جاري السني لاكثر من 30 عاما جنبا على جنب يشاركني احزاني وافراحي ولم اسأل يوما ان كان سنيا او شيعيا".

ويضيف "تربط السنة بالشيعة وشائج اجتماعية وعلاقات اخوة ومحبة وتزاوج وجيرة لذلك من الصعب ان نقبل ان يأتي اليوم احد لكي يفرقنا".

ومن جهة اخرى قتل اربعة عراقيين واصيب 14 اخرون امس الاثنين في سقوط ثلاث قذائف هاون بالقرب من احدى محطات التزود بالغاز والنفط الابيض في شمال بغداد، على ما افاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية.

وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه ان "اربعة مدنيين عراقيين قتلوا واصيب 14 اخرون اثر سقوط ثلاث قذائف هاون بالقرب من محطة لبيع الغاز والنفط الابيض شمال بغداد".(أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى