شيعة إيران يؤكدون الايمان في القلب

> طهران «الأيام» فرشيد مطهري :

>
الرئيس محمود أحمدي نجاد
الرئيس محمود أحمدي نجاد
لا يزال رجال الدين الشيعة يمسكون بزمام الامور في أجهزة الدولة الايرانية حتى بعد مرور 27 عاما على الثورة الاسلامية في البلاد,وبعد مرور تلك الفترة الطويلة يمكن القول إن تغييرا حدث فيما يتعلق بالحياة الخاصة للفرد في إيران حيث أصبحت السلطات أكثر حرصا على تجنب التعرض للسلوكيات وهو أمر يعلمه الرئيس محمود أحمدي نجاد جيدا ولا يريد تغييره خوفا من انقلاب الاغلبية عليه ورغبة منه في استقرار الامور.

والملفت للنظر أن العقيدة هي التي تحدد سير حياة ما يقرب من 68 مليون مواطن إيراني حتى في ظل وجود عدد كبير منهم ممن لا يلتزمون بأداء الشعائر الدينية بالالتزام الكافي.

وهناك طريقة خاصة يبدأ بها الشيعي الملتزم حياته قبل طلوع الشمس حيث يجب عليه قبل أداء صلاة الفجر غسل وجهه ويده وذراعيه وقدميه ورأسه بعناية ويؤكد لله في كل صلاة من الصلوات الخمس التي يؤديها يوميا أنه يسلك الطريق القويم ويقوم بأداء الفرائض الاسلامية.

وبخلاف أتباع المذهب السني، فإن النماذج المباركة تلعب دورا كبيرا لدى الشيعيين الورعين,ومن أحد هذه النماذج الهامة لدى الشيعة هو "رزق من الله" الذي يمثل بالنسبة لهم مرشدا في بعض القضايا مثل الامور الحلال والحرام في الاسلام.

وفي الوقت نفسه يمارس الكثير من الايرانيين شعائرهم الدينية بشكل أقل التزاما وأحيانا ينامون عن صلاة الفجر.

وحول فوائد الصلاة اليومية قال موظف /53 عاما/ يعيش في طهران: "الصلاة اليومية تعد نوعا من العبادة التي تظهر إخلاصنا لله بشكل يومي كما أنها تحفظ نقاءنا وتحمينا من الشرور" وكمؤمن شيعي يرى أن اليوم الذي يمر دون أداء الصلاة يوم "فارغ".

ولكنه يؤكد في الوقت نفسه: "عقيدتي هي أمر داخل قلبي فلم أحاول قط فرض قواعدي الدينية على الاخرين".

ويؤكد الرجل أنه لا يتناول الكحول أو لحم الخنزير ولكنه يرى أن من حق الارمن الذين يعيشون في إيران فعل ذلك.

يذكر أن الاقليات الدينية في إيران مثل الارمن واليهود لهم نواد خاصة لا يسمح للمسلمين عادة بدخولها ويمكنهم في هذه الاماكن تناول الخمور ولحم الخنزير. وعلى الجانب الاخر تختلف الاراء حول موضوع "الحجاب" حيث ترى سارة /55 عاما/ وهي من جنوب طهران أن الحجاب قرار شخصي وتؤكد: "يجب أن ينبع الحجاب من داخل الانسان مثل الايمان حيث أن قطعة من القماش تبلغ نصف متر لن تجعل من السيدة ورعة وتقية".

أما ابنتها الصغرى مارال التي وصلت توا من احتفال فهي ليست دون حجاب فحسب وإنما ترتدي أيضا فستانا ضيقا ومفتوحا رغم أنها تصلي بشكل يومي وتعتزم الحفاظ على عذريتها حتى الزواج والاخلاص لزوجها طوال الحياة.

ورغم أن رجال الدين في إيران يأملون أن تزداد حالة التقوى في البلاد غير أنهم يحترمون الامور الشخصية للمواطنين بشكل كبير رغم أن شرطة الاداب دائما ما تقتحم الحفلات الماجنة وتفرض على منظمي هذه الاحتفالات عقوبات مالية.

ويرى الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي أن عمليات اقتحام الحياة الخاصة مثل إزالة أطباق الاقمار الصناعية من فوق أسطح المنازل بالقوة كانت لها تأثيرات عكسية حيث قلبت الكثير من الناس ضد النظام الامر الذي أدركه أحمدي نجاد أيضا.

يذكر أن النفوذ السياسي لرجال الدين في إيران لم يهتز لدرجة أن الرئيس الايراني المنتخب يعد الان رقم 2 في البلاد حيث يعطي الدستور للمرشد آية الله علي خامنئي الكلمة الاخيرة في الامور السياسية.

ويتولى ممثلو خامنئي المناصب القيادية في القضاء ونصف مناصب الهيئات المشابهة للمحكمة الدستورية العليا كما أنهم متواجدون دائما في الاقسام الايدولوجية بالجيش وبعض منهم يحدد بشكل ما الاشياء التي يِسمح للايرانيين بمشاهدتها في تليفزيون الدولة.(د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى