شكوك حول قدرة الحوار اللبناني على الخروج من الازمة السياسية

> بيروت «الأيام» علاء شاهين :

>
طلبة لبنانيون يحمل شعارات معادية لامريكا اثناء اجتماع في بيروت
طلبة لبنانيون يحمل شعارات معادية لامريكا اثناء اجتماع في بيروت
يبدأ قادة لبنان السياسيون يوم غداً الخميس ارفع مباحثات منذ نهاية الحرب الاهلية غير ان الامال محدودة في قدرتهم على شق طريق يخرجهم من اعنف ازمة سياسية شهدتها البلاد في السنوات الخمس عشرة الاخيرة.

ومن المنتظر ان تتناول المباحثات مواضيع شائكة هددت بشل عمل الحكومة وتعطيل اصلاحات ملحة خلال العام الماضي من بينها مصير الرئيس المؤيد لسوريا اميل لحود وسلاح حزب الله.

وكانت الاضواء قد سلطت على هذه المواضيع منذ مقتل رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري العام الفائت وهو الذي ادى الى انسحاب القوات السورية من لبنان عقب وجود استمر ثلاثة عقود والى انتصار ائتلاف مناهض لدمشق في الانتخابات العامة.

ومن المنتظر ان يحضر الغالبية من ابرز زعماء لبنان - مسلمين ومسيحيين موالين ومعارضين لسوريا على حد سواء- المباحثات التي ستستغرق بين سبعة الى عشرة ايام في بيروت مما يجعله ارفع اجتماع منذ ذلك الذي وضع اوزار الحرب الاهلية التي اندلعت بين عامي 1975 و1990.

وكان رئيس البرلمان نبيه بري الذي دعا الى (حوار وطني) قال انه المخرج الوحيد للازمة السياسية في البلاد لكن دبلوماسيين ومحللين رأوا ان الخلافات العميقة بين الاطراف المختلفة قد تعوق نجاح الحوار.

وقال دبلوماسي عربي لرويترز "يمكن للمباحثات ان تنجح اذا ما ادرك كل طرف انه لن يتمكن من حسم الموقف لصالحه دون اللجوء للتسوية,واضاف "حتى الان لا يبدو انهم قد وصلوا الى هذه النتيجة."

غير ان جوزف سماحة رئيس تحرير صحيفة السفير اليسارية كان اكثر تشاؤما وقال "السؤال الذي يجب ان نطرحه هو ما هو سيناريو ما بعد فشل الحوار."

واضاف "سبعة او ثمانية ايام من المباحثات قد تؤدي الى تهدئة او هدنة لكن القول بانها ستقدم حلولا لمشاكل لبنان وهم كبير."

واعلن قادة الائتلاف المناهض لسوريا والذي يستحوذ على الغالبية في البرلمان والحكومة في وقت سابق من هذا الشهر عن اطلاق حملة سياسية وشعبية لانهاء ولاية لحود,وكان لحود رفض كل الدعوات لاستقالته متعهدا بالبقاء في منصبه حتى اخر لحظة من ولايته في العام 2007.

ويقول محللون ان سببا رئيسيا للتشاؤم حول نتيجة المباحثات هو ان لبنان قد اصبح جبهة في النزاع القائم بين القوى الغربية من ناحية وسوريا وايران من ناحية اخرى.

وسوريا وايران تساندان حزب الله في حين تقف دمشق بصلابة خلف لحود مستغلة تمتعها بنفوذ قوي في لبنان من خلال حلفائها.

وتتهم الولايات المتحدة التي رعت مع فرنسا قرارا في مجلس الامن الدولي عام 2004 يطالب بنزع سلاح حزب الله سوريا وايران بالتدخل في العراق وبمساندة فصائل فلسطينية ضد اسرائيل.

كما يتنازع الغرب مع طهران حول برنامجها النووي مخافة ان تكون بصدد صنع قنبلة نووية.

وقال سماحة لرويترز "نعيش في منطقة تسودها صراعات كبيرة من فلسطين للعراق لايران لسوريا دون افق لتسويات معقولة."

واضاف "هذه الصراعات متقاطعة الى حد بعيد في لبنان."

وقلل الرئيس الاسبق امين الجميل وهو عضو في الائتلاف المناهض لسوريا من احتمال الوصول لاتفاق مع حزب الله حول سلاحه دون اجراء مشاورات مع مجلس الامن الدولي.

يذكر ان حزب الله قد رفض مرارا نزع اسلحته علما انه يعارض ايضا عزل لحود,وقبل يومين على انطلاق الحوار طالب نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم الحكومة بالاستقالة بعد مقاطعة الوزراء المناهضين لسوريا اجتماعا لمجلس الوزراء برئاسة لحود في القصر الجمهوري الاسبوع الماضي.

وقال بري الحليف الوثيق لسوريا لرويترز الاسبوع الماضي ان احدا لم يبلغه كيفية عزل لحود دستوريا,وقال ان المحادثات ستتناول ايضا العلاقات اللبنانية السورية والتحقيق الذي تجريه الامم المتحدة في جريمة اغتيال الحريري.

واشار الجميل الى "ان دولا عربية مثل مصر والسعودية تحاول باستمرار تذليل العوائق بين لبنان وسوريا."

وكان تحقيق الامم المتحدة قد خلص الى توريط مسؤولين سوريين وحلفائهم اللبنانيين في مقتل الحريري من ضمنهم اربعة من كبار القادة الامنيين الموالين للحود ونفوا جميعا اي دور لهم في الاغتيال. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى