قلق في واشنطن من انفجار صراع اقليمي بين الشيعة والسنة في حال اندلاع حرب اهلية في العراق

> واشنطن «الأيام» أ.ف.ب:

> اعربت اجهزة المخابرات الاميركية عن قلقها من انفجار صراع بين الشيعة والسنة في الشرق الاوسط في حال اندلاع حرب اهلية في العراق حتى وان كانت الدول المجاورة ستتحفظ في البدء على الانخراط في هذا الصراع.

وقال مدير الاستخبارات الوطنية الاميركية جون نيغروبونتي في شهادة له امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ بالنسبة لاحتمال اندلاع صراع اقليمي في حال اندلاع حرب اهلية في العراق "انه امر ممكن".

واقر بان ايران قد تحاول الوقوف الى جانب الشيعة في العراق والسعودية كما سيقف الاردن الى جانب السنة.

وقد سيطر شبح الحرب الاهلية على العراق الاسبوع الماضي بعد الاعتداء على مقام شيعي في سامراء وما اعقبه من اعمال عنف.

واضاف نيغروبونتي الذي كان سفيرا اميركيا في العراق حتى مطلع العام الماضي، ان حربا اهلية في العراق "سيكون لها انعكاسات على باقي دول الشرق الاوسط وعلى العالم".

ومع ذلك، اعتبر رئيس الاستخبارات العسكرية الاميركية الجنرال مايكل ميبلز أمس الأول الثلاثاء ان العراق لم يدخل بعد في حرب اهلية الا ان الوضع فيه "هش"، مؤكدا ان اية هجمات اخرى يمكن ان ينفذها المسلحون ستكون لها "انعكاسات كبيرة للغاية".

وقال الجنرال ميبلز في شهادة امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ان العنف في العراق ازداد بشكل كبير في اعقاب تفجير مرقد الامامين العسكري والهادي في سامراء .

واضاف "اعتقد اننا يجب ان نحيي القادة العراقيين الذين اتخذوا خطوات في هذه المرحلة (...) ولكننا حاليا في وضع هش للغاية".

وتابع "اعتقد انه اذا وقع مزيد من العنف، واذا ما حرض تنظيم القاعدة في العراق على مزيد من العنف، فستكون لهذا العنف انعكاسات كبيرة للغاية على الوضع في العراق".

واعتبر ان ايران وسوريا والاردن والسعودية لن تستفيد من اندلاع حرب اهلية في العراق في حال اندلعت.

وبالنسبة للايرانيين، قال "ليس من مصلحتهم اندلاع حرب اهلية على نطاق وساع في العراق. سوف يتحركون على الارجح للحؤول دون اندلاعها". واشار الى ان طهران لن ترسل قوات الى العراق في حال اندلاع حرب اهلية. واضاف "لا نتوقع حصول ذلك على الاطلاق".

واوضح من جهة اخرى، ان الاميركيين "لم يلاحظوا اي تحرك من قبل سوريا" ولا من قبل الاردن والمملكة العربية السعودية.

ولكن نيغروبونتي ميز موقفه عن موقف ميبلز وقال "اذا كانت الدول المجاورة للعراق ستبدو متحفظة في البدء على الضلوع في ما يجري" فهي قد تميل الى القيام بذلك في وقت لاحق نظرا الى تطور الوضع.

وقال "قد نرى صراعا ينفجر بين العالمين السني والشيعي مثلا" مضيفا "لدينا مؤشرات بان علاقات وثيقة تربط ايران بعناصر شيعية متطرفة في العراق.

واشاد الجنرال ميبلز وكذلك نيغروبونتي بالجهود التي يبذلها الزعماء السياسيون والدينيون لتجنب اندلاع حرب اهلية.

وقال نيغروبونتي "اعتقد ان الزعامة السياسية وكذلك الزعامة الدينية تتحركان لاحتواء الوضع (...) فهما لا تريدان ان يتجه الوضع نحو الكارثة، وتسعيان لتجنب حصول ذلك".

كما اكد المسؤولان على ان تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة في العراق هو الحل لتهدئة العنف.

واشار نيغروبونتي الى ان مؤشرات الحرب الاهلية هي فقدان الحكومة المركزية للسيطرة على الامن، وتدهور او تفكك قوات الامن وتعثر العملية السياسية بشكل كبير.

واعرب ميبلز عن ثقته في قوات الامن العراقية التي انهارت امام الضغوط في السابق ولكنها اصبحت منذ ذلك الوقت محور التركيز المكثف لعمليات التدريب على يد القوات الاميركية.

وقال "اعتقد ان قادتهم وشعورهم بالكرامة القومية ورغبتهم في عراق قومي قوي ستدفعهم الى تأييد حكومة وطنية، وسيقاتلون بقوة لمحاولة السيطرة على الوضع".

واشار نيغروبونتي الى ان قوات الامن "افضل الآن منها قبل عامين" عندما وصل الى بغداد في منتصف عام 2004 ليشغل منصب سفير بلاده في العراق. وقال انه في ذلك الوقت "لم تكن توجد قوة امن وطنية تستحق الذكر".

واضاف ان اداء قوات الامن العراقية خلال الاسبوع الماضي عندما فرضت حظرا عاما للتجوال "كان ايجابيا للغاية".

72% من الجنود الاميركيين يريدون الخروج قبل نهاية 2006

ومن جهة اخرى اظهر استطلاع للرأي اجراه معهد "زغبي انترناشونال" ونشر أمس الأول الثلاثاء ان حوالى ثلاثة ارباع الجنود الاميركيين (72%) يريدون انسحاب الولايات المتحدة من العراق قبل نهاية العام 2006.

وجاء في هذا الاستطلاع الذي اعده معهد زغبي والمركز من اجل السلام والدرسات الدولية في "موين كولدج" ان 29% من اصل هؤلاء يريدون انسحاب القوات الاميركية "فورا" و22% خلال الستة اشهر المقبلة و21% بين ستة اشهر وسنة.

وبالمقابل، اعتبر 23% جنديا من الذين سئلوا رأيهم انه يتوجب على الولايات المتحدة ان تبقى "طالما تطلب الامر ذلك" في العراق.

واشار الاستطلاع الى ان 58% من العسكريين الاميركيين في العراق قالوا ان لديهم فكرة واضحة عن مهمة الولايات المتحدة في هذا البلد مقابل 42% تلتبس عليهم الفكرة او لا يعرفون شيئا.

وقال حوالى 85% منهم ان المهمة الاميركية هي بنوع خاص "من اجل الانتقام لدور صدام (حسين) في اعتداءات 11 سبتمبر" و77% اعتبروا ان الامر يتعلق ايضا "بحث صدام بشكل من الاشكال على وقف حمايته للقاعدة في العراق".

وقال حوالى 24% منهم انهم يعتقدون ان الرغبة في اقامة ديموقراطية تكون مثالا في العالم العربي هي احد الاسباب الرئيسية للحرب.

واجري الاستطلاع الذي شمل 944 جنديا في عدة اماكن في العراق، من 18 يناير الى 14 فبراير الماضيين مع هامش خطأ بمعدل 3،3%.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى