مخاوفٌ من تلوث البحر بسبب نفايات كيماوية خطرة

> عدن «الايام» خاص :

>
تلوث البحر باد في شاطئي جولدمور و صيرة بعدن
تلوث البحر باد في شاطئي جولدمور و صيرة بعدن
كان يوم أمس الأول الخميس يوم الذروة للروائح الكريهة الآتية من البحر حيث اشتكى المواطنون في خورمكسر وعلى طول ساحل أبين والتواهي منها، وفي المساء وصلت الروائح إلى منطقة شِعب العيدروس والطويلة في كريتر,أما ساحل أبين وسواحل جولدمور والغدير وصيرة فقد صبغت بلون أخضر قاتم تصدر منه الروائح الكريهة، بالإضافة إلى وجود شوائب في الشواطئ أثارت تساؤلات بعض المواطنين كما أثارت مخاوف البعض الآخر وعزوفهم عن ارتياد الشواطئ التي هي المتنفس الوحيد للمواطنين.

وفيما تؤكد مصادر حكومية أن الظاهرة طبيعية وتحدث كل ثلاث إلى خمس سنوات إلا أن العديد من نشطاء البيئة عبّروا عن مخاوف أن تكون نفايات كيماوية رميت في عرض البحر تسببت بهذه الظاهرة خصوصاً في ظل غياب أي فحوصات مخبرية لهذه الظاهرة، كما أكد الصيادون أن الظاهرة تختلف عما شاهدوه في الماضي حيث لوحظ عدم وجود أحراش أو نباتات بحرية على السواحل.

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت في تقرير لها في 23 فبراير 2005م من مخلفات نووية و أخرى خطرة رميت في سواحل الصومال قد تبعثرت على طول الساحل بسبب التسونامي الذي حدث في نهاية 2004م. وبالإضافة إلى مخلفات اليورانيوم المشع كان هنالك معادن ثقيلة مثل الكادميوم والزئبق ومخلفات صناعية وكيماوية وأضاف التقرير أن التسونامي ساهم في فتح البراميل المغلقة وتسربها إلى البحر.

وعلى السياق نفسه علمت «الأيام» أن سواحل الصومال المقابلة لليمن في خليج عدن تشهد الظاهرة نفسها لكنها أكبر بكثير هناك.

إلى ذلك شهدت عدن عزوفاً كاملاً في عطلة نهاية الأسبوع عن الذهاب إلى السواحل. «الأيام» زارت عددا من الشواطئ لمعرفة أسباب تلك الروائح.. وهناك التقت عدداً من الصيادين والمواطنين فكان لنا معهم هذه اللقاءات:

< الصياد أحمد علي يقول:«منذ شهر بدأنا نلاحظ تغير لون البحر وذلك في عرض البحر أثناء قيامنا بالاصطياد بينما لم يكن هناك أي أثر للون الأخضر على الشاطئ إلا أننا تعودنا أن نرى مثل هذا الإخضرار على البحر خلال السنوات السابقة، بحيث يكون لون البحر يميل للاخضرار وهذا عادة ما يبدأ بشهر يونيو ويوليو ويكون الماء بارداً جداً ونسميها نحن الصيادين (بالبردة) لكن هذه المرة نلاحظ أن لون البحر أصبح يميل الى الأخضر القاتم و ليست هناك برودة بالماء كما أننا بشهر فبراير ومارس وهو ليس موسمه وكما يصاحبه رائحة كريهة ولاحظنا أن مرتادي الشواطئ قد قل عددهم ومن يأتي ويرى لون البحر يعود أدراجه ويتخوف من لون البحر ويعتقد البعض أن هناك نفاياث أو هناك سموم في البحر لكن نحن نسبح بالبحر ولا يوجد أي تخوف منه».

< الصياد ناصر سعيد عاطف (48عاماً) يقول:«نحن نقوم بعملنا بشكل يومي ونصطاد ونبيع ما نصطاده كما أننا نقوم بالوضوء من البحر لأداء الصلاة، فأعتقد أن المياه ليست مضرة علماً أننا نعلم بموسم هذه الظاهرة لكن ما نراه الآن يختلف عن التي كنا نراها سابقاً ومنذ أسبوع أصبحنا نرى مياه البحر قد أصبحت باللون الأخضر القاتم، أما في الليل فتصبح وكأنها سراج باللون الأخضر ونحن نسمي ذلك (زهيقة) بمعنى أن البحر يعطي لمعة».

< الصياد سعيد أحمد سعيد قال لنا: «قبل عشرين يوماً اتجهنا لنصطاد قبالة الشواطئ الصومالية وأثناء ذهبنا لاحظنا أن عمق البحر في مياهنا الإقليمية يكسوه اللون الأخضر القاتم، وبعد وصولنا إلى قبالة الشواطئ الصومالية لاحظنا أن لون البحر يميل للبياض وبعد عودتنا لاحظنا أن الشواطئ أصبحت باللون الأخضر القاتم».

< المواطن أحمد يحيى يقول:«أحد إخوتي قام بتعبئة دبة خمسة لتر من مياه البحر وتم وضع الدبة في مكان مظلم وفي الليل لاحظنا ضوء مثل السراج وبعدها اكتشفنا أن الدبة التي تم تعبئتها بماء البحر هي مصدر الضوء».

< أما المواطن أحمد حسين فقد جاء إلينا وهو قلق وقال:«لقد سبح أولادي في البحر وأنا قلق عليهم فلم أعلم أنهم سيسبحون، وأثناء غيابي عنهم لشراء بعض الأشياء وجدتهم يسبحون فصدمت وأنا قلق على أولادي وسأذهب بهم إلى المستشفى، فنتمنى من المسؤولين أن يُعلمونا هل هذه ظاهرة طبيعية أم إنها غير طبيعية وأنّ هناك نفايات».

< وأثناء تنقلنا في شاطئ صيرة لاحظنا اللون الأخضر هو الغالب هناك حيث التقينا بعائلة محسن عبد القادر، التي قالت لنا:«جئنا للشاطئ لنمضي وقتاً ممتعاً لكن الرائحة الكريهة جعلتنا ننفر من الشاطئ، وكما تعلمون إننا في عدن ليس لنا سوى شواطئ البحر من أجل أن يقضي الأطفال إجازتهم».

أما المواطن علي قاسم، الذي يسكن بالقرب من منطقة صيرة فيقول:«إن الرائحة الكريهة وصلت لمنازلنا ولا نستطيع أن نمكث فيها فحاولنا إغلاق النوافذ إلا أن الرائحة أصبحت قاتلة وكأننا نشعر بأن في المنزل شيء متعفن فالجميع يقول إن هذه ظاهرة طبيعية فأنا من سكان هذه المنطقة منذ (25)عاماً لكن لم نشم مثل هذه الرائحة من قبل».

< وبعدها التقينا د. غازي محمد محفوظ مدير عام مديرية خورمكسر والقائم بأعمال مدير عام مديرية صيرة، الذي قال لنا:«إن عددا من خبراء البيئة زاروا شواطئ البحر في المحافظة وأكدوا أن هذه الظاهرة ليست مخيفة ولكنها طبيعية وتحدث كل عام أو عامين، وذلك نتيجة للعوامل الطبيعية كما أنها ليست لها أي علاقة بالأعاصير أو الهزات في أعماق البحر ونتمنى أن لا يكون هناك أي مخاوف كون هذه الظاهرة من الظواهر الطبيعية».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى